أدخلت فتاة بحرينية، ذات 24 ربيعاً إلى مستشفى السلمانية الطبي، ونقلت الى جناح 53 بعد إعلان وفاتها سريريا منذ السبت الماضي، نتيجة إصابتها بصدمة قلبية جراء تعرضها للعنف من قبل زوجها في وقت كان الأخير يتشاجر مع والدها وشقيقها داخل منزلهما الكائن في مدينة عيسى.

وقال مصدر قريب من العائلة إن الفتاة وهي أم رضيعه عمرها 6 شهور كانت على خلاف دائم مع زوجها الذي كان يداوم على ضربها، وانتقلت أخيرا مع رضيعتها إلى منزل والدها تمهيدا للطلاق لكن الزوج رفض تطليقها وقام في السبت الماضي بالتوجه إلى المنزل بصحبة ابن عمه ووالديه وإنهالا ضربا على والد الفتاة وشقيقها ملحقين بهما كسورا أدخلا على أثرها المستشفى، فيما تعرضت الضحية أثناء ذلك إلى الدفع ما جعلها تسقط أرضا وتدخل في غيبوبة لمدة نصف الساعة قبل ان تنقلها سيارة الإسعاف إلى مستشفى السلمانية الطبي ليتقرر نقلها إلى غرفة الإنعاش بعد أن كشفت الفحوصات الطبية وفاتها دماغيا.

وفي الموضوع ذاته قال قريب العائلة إن المتهمين أوقفا في مركز الشرطة بناء على بلاغ بالواقعة تقدم به شقيق الفتاة لكنهم تمكنا من الخروج بعد إطلاق سراحمها مع الاكتفاء بتوقيع تعهد قبل أن يتوصل الأطباء إلى اكتشاف وفاة الفتاة سريريا واضاف أن العائلة ستتقدم ببلاغ إلى النيابة العامة تضمنه التسبب في وفاة ابنتهم دماغيا.

وقال طبيب كشف على المجني عليها إن التقرير الطبي تضمن سبب الموت الدماغي وهو تعرضها لعنف أسري إذ اغمي عليها بعد إصابتها بصدمة قلبية أدت إلى توقف الدماغ وتعيش حاليا على أجهزة التنفس الاصطناعي.

وكشف الطبيب أن مجمع السلمانية يستقبل الكثير من ضحايا العنف الأسري بشكل أسبوعي وتقتصر الحالات المستقبلة على الاناث اللاتي يتم تعرضهن للضرب والعنف من قبل أزواجهن أو أسرهن لكنها تنعدم لدى الذكور، وواصل أن الحالات تتمثل آثارها في إلحاق إصابات جسدية تتراوح بين بليغة وبسيطة إضافة إلى الامراض النفسية أبرزها الاكتئاب والخوف والقلق والهستيريا.

إلى ذلك حذرت الباحثة الاجتماعية بنة بوزبون في كتابها الذي صدر حديثا عن العنف الاسري من اتساع هذه الظاهرة في البحرين وقالت إن الاناث والزوجات تحديدا هن أكثر من يتعرضن للعنف والاضطهاد، معتبرة النسبة التي توصلت إليها الدراسة كبيرة إلى حد ما وواصلت أن هذه الظاهرة لا يمكن إغفالها في مجتمع المتزوجات، وخصوصا أن العينة التي أجريت عليها الدراسة وهي 605 إناث بينت أن 178 منهن يتعرضن للعنف أي ما يعادل 29,4 في المئة ويجسد العدد والنسبة حجم الظاهرة في المملكة