العدد 830 - الإثنين 13 ديسمبر 2004م الموافق 01 ذي القعدة 1425هـ

ما حدث أمام اليمن درس قاسٍ ويجب الاستفادة أمام الكويت اليوم

رؤية فنية متأنية لمنتخبنا يوم التعادل «المرّ» وقبل اللقاء الصعب

التعادل «المر» الأشبه بالخسارة التي تعرض لها منتخبنا الوطني أمام اليمن في الجولة الأولى من خليجي (17) له دلالاته الخاصة من الدرس القاسي، نتمنى أن يخرج منه لاعبو المنتخب بأبلغ العبر لكيلا يتكرر هذا المشهد المؤلم مرة أخرى في المباريات المقبلة.

أجمع اللاعبون على انهم كانوا بعيدين عن الصورة الحقيقية لمستواهم الفني وان عدم التركيز واللعب الفردي والجري وراء الكرة من دون فاعلية هي السمة الطاغية على المستوى الفني والغرابة في الأمر ان اللاعبين انفسهم غير مصدقين بتاتاً ما حدث لهم داخل المستطيل الأخضر مع ان الجهاز الفني بقيادة ستريشكو قد حذرهم مراراً وتكراراً قبل المباراة من الفريق اليمني ومن مفاجآته وذكر ذلك في لقائه مع الصحافة المحلية البحرينية وفي المؤتمر الصحافي الذي سبق المباراة بيوم وأبدى قلقه الكبير من الفريق اليمني ولكن حدث ما كان يخيف.

إذاً، ان الفريق لم يكن في الفورمة الفنية التي تسمح له بالفوز على رغم انه سيطر على مجريات الشوطين ولكن بفوضوية وعشوائية ومن دون تركيز، وكان لسوء التنظيم داخل الملعب وخصوصاً في الوسط دور بارز في هذا المستوى غير المقنع الذي لم تكن له بوادر ذات فاعلية الخطورة في ناحية الهجومية فطغت الفردية في الأداء والمجهودات الشخصية البعيدة عن الجماعية ما ولد التباعد الواضح بين صفوف الوسط ما جعل الفريق اليمني يلعب في مساحات واسعة ويشن هجماته المرتدة السريعة التي لو استثمروها جيداً ولو كانت لديه الخبرة في مثل هذه الأمور لحدث ما لم يحمد عقباه. وهذه المساحات الفارغة في الوسط الناتجة لعدم وجود اللاعب المحوري الذي يصل الدفاع بالهجوم ويكون الميزان الواقي للوسط ما سمح للاعبي اليمن بالتوغل السريع والمرور إلى منطقة جزاء منتخبنا بكل سهولة وخصوصاً مع بطء عودة الظهيرين المتقدمين ما سبب بعض الارباك لحظ دفاعنا وانكشف في بعض الهجمات اليمنية، وإضافة إلى هذه الأمور كان البطء واضحاً أثناء صناعة الهجمات وخصوصاً المرتدة ما أعطى لاعبو الفريق اليمني الفرصة في العودة السريعة إلى معاقلهم وغلق المنافذ والمراكز بإحكام ما أوجد الصعوبة في اختراق متاريس اليمن المحصنة.

وزاد الطين بلّة اهدار الفرص السهلة أمام المرمى والتي لو جاء منها هدف واحد لتغير الوضع ولكن الرعونة في التسجيل وعدم التركيز إضافة إلى الأنانية في التسديد غير المركز من بعض اللاعبين ومن دون فائدة أضاع علينا الكثير من الكرات السهلة والأمر الآخر والمهم ان الفريق لعب وهو يفكر في الدقائق ومرورها السريع وكلم مرت دقيقة على منتخبنا من دون ان تستثمر جيداً كلما صار الفريق يلعب بأعصاب مشدودة ومتوترة وهذا ما أعطى الفريق اليمني الروح القتالية والبسالة في الدفاع وخصوصاً حارس المرمى الذي تألق وقدم أفضل مبارياته وهذا الأمر جعل الفريق يلعب بعيداً عن الأمور الفنية وغابت الطريقة التي وضعها المدرب الذي صار في وضع لا يحسد عليه وهو غير قادر على ان يغير الوضع في ظل هذا التفكير الذي كان يحمله اللاعبون وخصوصاً في الدقائق الأخيرة، ومع ذلك قام ببعض المحاولات الجادة طلباً منه لتنشط الحال الهجومية عندما استبدل حسين علي ونزل محله محمد جعفر وأيضاً استبدل سلمان عيسى ونزل محله محمود جلال إلى ذلك طلب من سيدعدنان أن يتوجه إلى الهجوم للضغط على دفاع اليمن وفك رموزه الدفاعية وإحراز على أقل تقدير هدف يعيدنا إلى الوضعية الطبيعية ولكن لم يتغير الوضع كثيراً وان كان التأثير بنسبة قليلة جداً.

إضافة إلى هذه الأمور لم نر الطلعات المعروفة من محمد حبيل في الجهة اليمنى وسلمان عيسى في اليسرى إلا ما نذر ولم تكن بتلك الخطورة التي تعودنا عليها وخصوصاً من جهة محمد حبيل الذي تاه بين هذا المركز خط الوسط والأهم في ذلك أفرزت المباراة بأننا نفتقد إلى اللاعب القائد داخل الملعب والذي يحمل الخبرة في ترتيب الوضعية وإعادة الفريق إلى تركيزه وكان ذلك واضحاً في مجريات المباراة وخصوصاً في الشوط الثاني إذ كنا محتاجين إلى لاعب له خبرته ذات شخصية قيادية له الخبرة في مثل هذه الأوقات الحرجة.

عموماً، يعتبر لقاء اليمن درساً قاسياً يجب ألا يمر من دون ان نستفيد منه ونتعلم كيف نصلح الأخطاء حتى لا تتكرر مرة أخرى ولقاء الكويت اليوم يحتاج إلى جهد مضاعف وقراءة متأنية وسليمة للأزرق القادم من فوز معنوي كبير على أحد أقطاب المنافسة المرشحة للبطولة وهي السعودية.

مباراة الكويت ليست مثل اليمن وتحتاج إلى آلية فنية واضحة المعالم تشل من حركة نجوم الكويت وتضع اللوازم لمنع الخطورة فيه.

يا نجومنا... ما زالت الفرصة أمامكم وليس الأزرق بأفضل منكم وليس فوزه على السعودية من الضروري ان يهزمكم فلتدخلوا المباراة بروح قتالية واستبسال وبمعنويات عالية فأنتم الأجدر بها.

فنحن والجماهير في البحرين معكم وننتظركم تقتنصوا النقاط الثلاث لتعيدوا الابتسامة إلى شفاه محبيكم وعشاقكم، فيا نجومنا العبوا بأنفاس الفوز ولا بديل عنه وبشعار نكون أو لا نكون والله يرعاكم ويؤيدكم ويوفقكم لتفرح البحرين وأهلها بكم في هذه الأمسية آمين رب العالمين

العدد 830 - الإثنين 13 ديسمبر 2004م الموافق 01 ذي القعدة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً