انتظر المنتخب القطري حتى الوقت القاتل ليبعد عنه كابوساً مبكراً عندما خطف التعادل من نظيره الإماراتي 2/2 أمس الجمعة في المباراة الافتتاحية لدورة كأس الخليج السابعة عشرة لكرة القدم التي تستضيفها قطر حتى 24 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
وسجل وليد جاسم (90) ووسام رزق (92) هدفي قطر، وسبيت خاطر (41 من ركلة جزاء) وإسماعيل مطر (84) هدفي الإمارات.
وأبرز ما في المباراة التغير الدراماتيكي للنتيجة، إذ كان المنتخب الإماراتي متجهاً إلى فوز أكيد بعد تقدمه بهدفين قبل 6 دقائق من نهاية المباراة، لكن أصحاب الأرض أنقذوا الموقف واستفادوا من بعض الثغرات فخرجوا بنقطة قد تكون ثمينة جداً في المنافسة على إحدى بطاقتي المجموعة إلى الدور نصف النهائي.
وجاء مستوى المباراة وخصوصاً في شوطها الأول متواضعاً كما في معظم مباريات الافتتاح التي يغلب فيها الترقب فكانت الدقائق العشر الأولى حذرة من الطرفين على رغم إيقاعهما السريع منذ البداية.
ووضح تصميم القطريين على الهجوم، قابله ترقب من المنتخب الإماراتي قبل أن ينتزع الأفضلية ويشكل خطورة على مرمى أصحاب الأرض أثمرت هدف السبق.
ولم تكن هناك محاولات قطرية واضحة على المرمى، بينما كثرت الفرص الإماراتية تدريجياً، أولها من كرة لسبيت خاطر على يمين المرمى (14).
وأطلق بشير سعيد كرة صاروخية من ركلة حرة من نحو 35 متراً مرت قريبة من القائم الأيسر (23)، ثم انطلق الإماراتيون بهجمة من الجهة اليمنى اخترق على إثرها إسماعيل مطر المنطقة قبل أن يحضر كرة إلى فهد مسعود المندفع من الخلف فأطلقها قوية علت العارضة بقليل (26).
وسنحت محاولة خطرة للقطريين لافتتاح التسجيل في الدقيقة 36 عندما شق مشعل مبارك طريقه من الجهة اليسرى ورفع كرة بعرض الملعب مرت من أمام رأس محمد سالم المال مباشرة وهو على بعد أمتار قليلة من المرمى، لكنها وصلت إلى سعد سطام فحاول إعادتها إلى زميله محمد سالم لكن المدافع بشير سعيد كان في المكان المناسب وحولها إلى ركنية.
وأجرى البوسني جمال الدين موسوفيتش مدرب قطر تبديلاً قبل نهاية الشوط الأول لإعادة التوازن إلى تشكيلته التي رضخت مبكراً للضغط الإماراتي فأشرك حسين ياسر بدلاً من وليد حمزة العائد من الإصابة (37).
ووقع القطريون في المحظور قبل 4 دقائق من نهاية الشوط الأول عندما عرقل إبراهيم الغانم المهاجم الإماراتي إسماعيل مطر داخل المنطقة فاحتسب الحكم الإسباني لويس مادينا ركلة جزاء انبرى لها سبيت خاطر ووضع الكرة على يسار الحارس عامر الكعبي مسجلاً الهدف الأول في الدورة.
وفاجأ المنتخب الإماراتي نظيره القطري بتنظيم جيد في صفوفه وبتمريرات منسقة وسريعة في بداية الشوط الثاني ما حد من تحركات القطريين في سعيهم إلى إدراك التعادل.
وبعد فشل المحاولات القطرية للوصول إلى المرمى الإماراتي عبر التمريرات القصيرة، كانت إحدى التمريرات الطويلة في غاية الخطورة، إذ وصلت الكرة منها إلى بلال محمد الذي حضرها برأسه إلى حسين ياسر في مواجهة المرمى مباشرة لكنه سدد بقرب القائم الأيمن (55).
وضغط القطريون لتدارك الوضع سريعاً، وتكرر السيناريو حين احتسب الحكم ركلة جزاء لكن في مصلحتهم هذه المرة إثر تعرض حسين ياسر للعرقلة من قبل بشير سعيد، إلا أن وسام رزق أهدر فرصة إدراك التعادل حين سدد كرة في منتصف المرمى مباشرة كانت سهلة على الحارس وليد سالم الذي تصدى لها ثم عادت إلى وسام وتدخل الحارس مرة ثانية والدفاع فخرجت إلى ركنية لم تثمر (57).
وأرسل إسماعيل مطر كرة قوية من نحو 40 متراً التقطها الحارس القطري عامر الكعبي على دفعتين (62)، ودانت السيطرة للمنتخب القطري في الدقائق الأخيرة التي استنفد فيها موسوفيتش تبديلاته، إذ كثف الناحية الهجومية لكن المحاولات كانت عشوائية وافتقدت التركيز المطلوب فلم يجد مدافعو الإمارات صعوبة كبيرة في إبعاد الكرات.
وفي غمرة اندفاع القطريين نحو إدراك التعادل، ضاعفت الإمارات النتيجة إثر كرة طويلة وصلت إلى إسماعيل مطر خلف المدافعين فسددها قوية في الزاوية اليمنى لمرمى عامر الكعبي قبل 6 دقائق من نهاية المباراة.
وحقق المنتخب القطري في الوقت القاتل ما عجز عنه طوال المباراة، فقلص أولاً الفارق عبر وليد جاسم الذي سدد كرة من ركلة حرة بإتقان في الزاوية اليمنى للمرمى في الدقيقة الأخيرة، ثم أضاف وسام رزق الثاني إثر ركلة حرة من الجهة اليسرى وصلت منها الكرة إليه داخل المنطقة فأودعها بقوة على يمين الحارس في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع
العدد 827 - الجمعة 10 ديسمبر 2004م الموافق 27 شوال 1425هـ