هاجم مفجرون انتحاريون بسيارتين ملغومتين مدينتي كربلاء والنجف على بُعد 300 متر من مرقد الإمام علي، ما أسفر عن مقتل 136 مدنيّاً وإصابة 185 آخرين أمس قبل ستة أسابيع من الانتخابات العراقية.
وتحدثت وكالات الأنباء عن مقتل 48 شخصاً وإصابة 90 في النجف و16 قتيلاً وإصابة 35 جريحاً في كربلاء، بينما قال مصدر مقرب من مكتب المرجع الديني علي السيستاني في اتصال هاتفي مع «الوسط» إن حصيلة الضحايا في النجف وحدها بلغت 120 قتيلاً و150 مصاباً.
وأضاف المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، «هناك ثلاث سيارات مفخخة دخلت للنجف انفجرت منها واحدة». وقال: «إن أصابع الاتهام تشير إلى تنظيمات إرهابية أجنبية (في إشارة إلى جماعة الزرقاوي)، بمساعدة عناصر إرهابية داخلية بالإضافة إلى عملاء الرئيس السابق صدام حسين واستخبارات دولية، تريد إثارة فتنة طائفية في العراق قبيل الانتخابات».
وعن سؤال لـ «الوسط» عن وضع السيستاني والكربلائي الذي أصيب الأسبوع الجاري، قال المصدر إن «السيستاني في وضع آمن الآن، وأن الشيخ الكربلائي أخرج من المستشفى وأجريت له عملية جراحية في الساق كما استخرجت شظية من كتفه».
من جهة أخرى، طالب صدام حسين الشعب العراقي خلال زيارة محامي هيئة الدفاع عنه خليل الدليمي له الخميس الماضي بعدم الاستجابة إلى دعوة الانتخابات التشريعية، ونفى أن يكون أضرب عن الطعام، في الوقت الذي قال فيه أمام الهيئة انه مسجون في غرفة لا تتجاوز مساحتها 15 متراً مربعاً وتخلو من أية وسائل إعلامية أو اتصال مع العالم الخارجي وأنه لم يقابله أو يزره أحد.
بغداد، عواصم - عصام العامري، وكالات
شهدت مدينتا كربلاء والنجف انفجارين بسيارتين مفخختين بفارق وقت ساعة واحدة، أسفرا عن مقتل 16 شخصا وجرح 35 في كربلاء و 48 شخصا وإصابة 90 آخرين في النجف. ولقي ثلاثة أشخاص من مفوضية الانتخابات مصرعهم في بغداد إثر إطلاق النار عليهم، بينما هدد خاطفون بإعدام 10 رهائن.
و قالت مصادر طبية في مستشفى الحسين في كربلاء إن 16 مدنيا عراقيا قتلوا في انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري استهدفت مبنى أكاديمية الشرطة وسط المدينة. وصرح المصدر بأن الانفجار أسفر أيضا عن إصابة 35 آخرين بجروح. وقالت مصادر في شرطة كربلاء إن السيارة حاولت الدخول لمبنى الأكاديمية لكنها لم تتمكن من اجتياز الحواجز وانفجرت بالقرب من إحدى ساحات وقوف السيارات القريبة. وبعد نحو ساعة من ذلك، قتل 48 شخصا وأصيب 90 آخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة بعد ظهر أمس على بعد نحو مئة متر من مرقد الإمام علي في مدينة النجف الأشرف، كما أكد مصدر طبي. وقال المعاون الطبي حسين هادي من قسم الطوارئ في مستشفى الحكيم في المدينة « ان الانفجار الذي وقع على شارع بنات علي أسفر عن وقوع 48 قتيلا وإصابة 90 بجروح».
على صعيد متصل، أخرج مقاتلون ثلاثة موظفين بالمفوضية العليا للانتخابات من داخل سيارة في بغداد أمس وقتلوهم بالرصاص في أحدث واقعة تهدف الى إفساد الانتخابات المقبلة. وقتل أربعة شبان أكراد في بلدة الحويجة غربي كركوك اثر قيام مسلحين بتصفيتهم ورمي جثثهم على الطريق. وهدد متطرفون بقتل عشرة أشخاص ظهروا في شريط فيديو جرى بثه مطلع الأسبوع بدعوى أنهم موظفون عراقيون يعملون لدى شركة مقاولات أميركية في العراق. وطالب الخاطفون بمغادرة شركة المقاولات العراق لإنقاذ حياة الموظفين، بينما بثت قناة «العربية» شريطا يظهر اثنين من المدنيين الاميركيين مقتولين على يد جماعة مسلحة تطلق على نفسها «الجهاد الإسلامي. ولقي مهندس فني أميركي مصرعه وأصيب ثلاثة أميركيون آخرون بجروح خطيرة، بعدما انفجرت فيهم عبوة ناسفة بالقرب من مستودع نفط كركوك على الطريق المؤدي الى جراج بغداد، بينما اغتالت مجموعة مسلحة مجهولة مترجما كرديا يعمل مع القوات الأميركية في المدينة.
في أثناء ذلك، أفاد شهود عيان بأن قذائف صاروخية سقطت صباح أمس أمام البوابة الداخلية لمسجد ابن تيمية بحي اليرموك غرب بغداد ما أسفر عن إصابة أربعة مدنيين بجروح وإلحاق إضرار مادية بالمسجد. وقال مصدر طبي ان امرأة قتلت وأصيب طفلان بجروح خلال اشتباكات بين القوات الاميركية ومسلحين في الرمادي.
وفي ملف المعتقلين قال متحدث باسم شركة «اوراسكوم تليكوم» التي تتخذ من القاهرة مقرا لها ان السلطات العراقية أفرجت السبت عن مصريين اثنين من موظفي شركة عراقنا للتليفونات المحمولة التابعة لاوراسكوم بعد اعتقالهما الاربعاء الماضي للاشتباه بمساعدتهما المسلحين.
دبلوماسيا، وصل إلى إسلام آباد أمس وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في مستهل زيارة لباكستان تستمر ثلاثة أيام يبحث خلالها التعاون العسكري والأمني بين البلدين.
لندن - أ ش أ
بدأت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي التحقيق في ادعاءات بارتكاب بريطانيا جرائم حرب ضد المدنيين العراقيين وذلك على أثر تلقيها رسالة بهذا الشأن من لجنة من الخبراء القانونيين البريطانيين في وقت سابق من العام الجاري. وذكرت صحيفة «اندبندنت أون صنداي» البريطانية في تقرير نشرته أمس أن المدعى العام بالمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو وصف هذه الادعاءات بإرتكاب جرائم حرب في حق المدنيين العراقيين بأنها واحدة من أهم القضايا التى عُرضت عليه وأن محققيه يولونها الأهمية التي تستحقها. وأشار الى أن مكتبه بدأ رسميا عملية جمع الأدلة المتعلقة بهذه الادعاءات ومن المتوقع أن يبدأ بمطالبة الحكومة البريطانية بشرح تفاصيل استراتيجيتها العسكرية داخل العراق
العدد 836 - الأحد 19 ديسمبر 2004م الموافق 07 ذي القعدة 1425هـ
