شيّع آلاف الفلسطينيين في مخيم خان يونس (جنوب قطاع غزة) أمس 11 فلسطينيا بعد يومين على استشهادهم في عملية الاجتياح التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقتين غرب المخيم. وأنهى الجيش - قبل فجر أمس - عملية واسعة النطاق استغرقت يومين غرب خان يونس إذ قتل 11 فلسطينيا بالرصاص وهدم 39 منزلا.

من جهة أخرى، وافقت «إسرائيل» على الإفراج عن 170 سجينا فلسطينيا لإظهار «حسن النية» قبل الانتخابات الفلسطينية وردا على إفراج مصر عن الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون، إن السجناء سيفرج عنهم خلال أيام ولكن الفلسطينيين وصفوا هذه الخطوة بأنها حركة دعائية. وفي سياق آخر، دخل حزب الليكود وحزب العمل في مساومات بشأن اقتسام السلطة أمس بعدما اتفقا على تشكيل حكومة ائتلافية. وقالت مصادر سياسية إن محادثات تشكيل الحكومة تعثرت بسبب طلب زعيم حزب العمال شمعون بيريز، أن يتولى في الحكومة المستقبلية منصب نائب رئيس الوزراء الذي يشغله ايهود اولمرت. وقال اولمرت لراديو الجيش: «رفض رئيس الوزراء بشكل قاطع احتمال أن يكون هناك رئيس وزراء بالإنابة من خارج الليكود».

انتهاء عملية «الحديد البرتقالي» والفلسطينيون يشيعون شهداءهم

«الأنروا» تعيد موظفيها لغزة و«إسرائيل» ستفرج عن أسرى

الأراضي المحتلة - محمد أبوفياض

قالت المصادر العربية في «إسرائيل» إن رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون ينوي هدم المنازل العربية في القرى غير المعترف بها إسرائيليا في النقب، وصادقت لجنة برئاسة شارون على إطلاق سراح 170 أسيرا فلسطينيا، في وقت قررت فيه «الاونروا» إعادة موظفيها للقطاع بسبب خطورة الأوضاع الناجمة عن الاعتداءات الإسرائيلية، وانتهاء عملية «الحديد البرتقالي» الإسرائيلية في خان يونس.

فقد قرر مفوض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الانروا)، بيتر هانسن، إعادة موظفي الأمم المتحدة الدوليين الذين يعملون في مكاتب الوكالة ومكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة إلى غزة وفق ما جاء في بيان صحافي لـ «الانروا» قالت فيه انه وبعد التشاور مع سكرتير عام الأمم المتحدة، كوفي عنان، تم إعادة 39 موظفا من الوكالة من القدس وعمان إلى قطاع غزة بعد أن تم نقلهم عندما تدهور الوضع الأمني في غزة.

وأكد هانسن أن السبب الرئيس وراء نقل موظفي الأمم المتحدة هو خطورة الأوضاع الناجمة عن العمليات العسكرية واسعة النطاق التي نفذها جيش الاحتلال والتي طالت شمال القطاع. وأكد أن منظمات الأمم المتحدة ستستمر في العمل مع السلطات الإسرائيلية لتحسين أحوال المرور لموظفيها عبر حاجز ايرز.

تحذير من هدم منازل الـ «48»

وفي موضوع آخر، حذر مركز حقوقي في الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1948 من نية الحكومة الإسرائيلية هدم عشرات الآلاف من منازل الفلسطينيين، بحجة البناء غير المرخص.

وذكر التقرير أن فلسطينيي النقب كانوا قبل قيام الدولة العبرية يملكون 98 في المئة من الأراضي، وبعد المصادرات المتكررة تبقي لهم 2 في المئة فقط.

وكانت حكومة الاحتلال صادقت في جلستها الأسبوعية الأحد الماضي على اقتراح شارون، بإقامة مديرية وزارية للعمل على تنفيذ القانون بصدد الأراضي بهدف تسريع عمليات الهدم لآلاف البيوت العربية، خصوصا في النقب، تحت ذريعة منع الاستيلاء على أراضي الدولة، وللحد من ظاهرة البناء غير المرخص، والبناء الذي يمس بصورة خطيرة بجودة البيئة، وبالأراضي الجماهيرية، وخزينة الدولة، وسلطة القانون، وفق ما جاء في جلسة حكومة الاحتلال.

كما قررت لجنة وزارية إسرائيلية أمس، إطلاق سراح 170 أسيرا ومعتقلا فلسطينيا من سجون الاحتلال. وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن بين الأسرى 120 ينتمون لحركة «فتح» و50 من المعتقلين بسبب وجودهم في «إسرائيل» من دون أن تكون بحوزتهم تصاريح وان وزير الخارجية سيلفان شالوم ورئيس «الشاباك»، افي ديختر، رفضا إطلاق سراح أسرى من حركتي «حماس» والجهاد الإسلامي.

وعقدت اللجنة المصادقة النهائية على قائمة الأسرى المنوي إطلاق سراحهم، أمس، اجتماعا برئاسة شارون، لمناقشة القائمة التي صادقت عليها لجنة خاصة ترأسها المدير العام لوزارة القضاء، يوم الأربعاء الماضي، وتشمل هذه القائمة 130 أسيرا فلسطينيا.

فك إضراب «الحركة الإسلامية»

إلى ذلك أعلن قادة الحركة الإسلامية المعتقلون في «إسرائيل» وعلى رأسهم الشيخ رائد صلاح وقف الإضراب عن الطعام الذي أعلنوه قبل أسبوعين احتجاجـا على محاكمتهم من قبل محاكم الاحتلال. وجاء وقف الإضراب عن الطعام بعد طلب من لجنة المتابعة العليا لشئون المواطنين العرب في «إسرائيل» وبعض أعضاء الكنيست العرب.

وميدانيا، أفادت مصادر عسكرية أن ثمانية مستوطنين من مستوطنة «سيديروت» أصيبوا ستة منهم بصدمة وحال ذعر شديد واثنين بجروح مختلفة نتيجة شظايا صواريخ فلسطينية سقطت بالقرب من مركز تجاري في محيط المستوطنة المذكورة.

وكانت كتائب الشهيد «عزالدين القسام» الذراع العسكري لحركة «حماس» أعلنت بأنها قصفت في ساعة مبكرة من صباح أمس «سيديروت» بعدد من صواريخ «القسام».

وفي خان يونس انسحب جيش الاحتلال من المخيم، فجر أمس وأعاد نشر قواته حوله مهددا بالعودة إليه إن تواصل إطلاق صواريخ «القسام» على المستوطنات والبلدات الإسرائيلية.

وقال شهود عيان إن الدبابات والجرافات الإسرائيلية أعادت انتشارها في محيط المخيم مخلفة فيه 11 شهيدا، وقرابة 50 جريحا، وأكثر من 600 مشرد بلا مأوى.

وتمكن آلاف المواطنين الفلسطينيين من تشييع شهدائهم، الذين قضوا خلال العملية وفتحت تلك القوات نيرانها صوب المشيعين من دون وقوع إصابات وانطلق موكب الشهداء وسط أجواء من الحزن الشديد، من أمام مستشفى ناصر باتجاه منازل ذويهم في أنحاء متفرقة من المحافظة، بدءا من المخيم الغربي وانتهاء بمنطقة الشيخ ناصر شرق المدينة، إذ ألقيت نظرة الوداع على جثامينهم الطاهرة.

وتجمعت جنازات الشهداء الأحد عشر، أمام المسجد الكبير وسط خان يونس، إذ أديت صلاة الجنازة على جثامينهم عقب صلاة الظهر، ومن ثم انطلقت الجماهير الحاشدة مخترقة شارع البحر باتجاه مقبرة الشهداء، التي ووريت فيها جثامين الشهداء الثرى، وسط هتافات منددة بجرائم الاحتلال التي ترتكب يوميا بحق الأبرياء من شعبنا الأعزل.

وفي شمال غزة أطلقت طائرة حربية إسرائيلية، صاروخين باتجاه مجموعة من المسلحين الفلسطينيين ادعت قوات الاحتلال أنهم كانوا يستعدون لإطلاق الصواريخ على المستوطنات.

مباحثات أردنية فلسطينية اليوم

عمان - الوسط

وصل وفد قيادي فلسطيني إلى العاصمة الأردنية عمان مساء أمس لإجراء مباحثات مع كبار المسئولين الأردنيين اليوم «لوضعهم في صورة نتائج جولتهم الخليجية وبعض الدول العربية عموما والاستماع إلى نتائج لقاءات العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في واشنطن إضافة إلى تناول مؤتمر لندن المقبل» حسبما صرح به القائم بأعمال السفارة الأردنية في عمان عط الله خيري.

واضاف خيري لـ «الوسط» أن رئيس منظمة التحرير محمود عباس ورئيس الوزراء احمد قريع سيلتقيان اليوم كبار المسئولين الأردنيين للتباحث في آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية. وأشار خيري إلى أن مؤتمر لندن بشأن الشرق الأوسط سيكون من بين الموضوعات المطروحة للتباحث بين الجانبين