تسبب حادث وقع قبل يومين في شركة ألمنيوم البحرين (ألبا) في وقف خطوات الشركة نحو تحقيق إنجازها الكبير في تخطي حاجز أربعة ملايين ساعة عمل من دون إصابات مضيعة للوقت الأمر الذي يعتبر إنجازاً في مجال السلامة.

وتشير تفاصيل الحادث الذي صنف ضمن الحوادث الجسيمة وسجل رسمياً ضمن الحوادث المضيعة للوقت في الشركة إلى أن الموظف في المسبك رقم واحد عبدالله سند عبدالله البالغ من العمر 21 عاماً أثناء تأديته عمله ونتيجة لخلل في إجراءات السلامة المهنية المتبعة في الشركة تعرض لحروق من الدرجة الثانية والثالثة بسبب تطاير أجزاء من الألمنيوم المنصهر على جسده فأصابت يديه ورجليه وظهره.

ومن جانب آخر قال أمين سر نقابة العاملين في الشركة علي البنعلي: «إن النقابة تلقت اتصالات كثيرة من العاملين في الشركة ترفض مكافأة 15 ديناراً التي صرفتها الشركة للعمال بعد أن حازت تقدير أربع نجوم للسلامة من قبل الجمعية الوطنية للسلامة المهنية، كما تمكن العاملون في الشركة من تحقيق أربعة ملايين ساعة عمل من دون إصابات مضيعة للوقت الأمر الذي يعتبر بحد ذاته إنجازاً آخر في مجال السلامة.

وأشار البنعلي إلى ان الشركة فاجأت العاملين والنقابة بإصدارها بياناً يوم أمس الأول تهنئ فيه العاملين بالإنجاز الذي تم تحقيقه وتنبئهم عن قيمة المكافأة، إلا ان العمال رفضوا هذه المكافأة لاعتبارات كثيرة أهمها ان الشركة في السابق عندما حققت إنجاز مليونين و700 ألف ساعة عمل من دون وقوع إصابات عمل مضيعة للوقت صرفت لكل العمال سبيكة ذهبية مكافأة قدرها 17 ديناراً، وكان من المفترض أن تزداد قيمة المكافأة مع ازدياد عدد ساعات العمل من دون إصابات لا أن تقل المكافأة كما حدث في تخطي حاجز أربعة ملايين ساعة من دون إصابة.

وأكد البنعلي أن النقابة لم يكن لها أي علم بشأن المكافأة المصروفة للعمال وهي ستطالب بأن تكون أكبر من ذلك بما يتناسب مع الإنجاز المحقق وليتخطى بذلك قيمة أية مكافأة عادية تمنحها الشركة.

يذكر أن ذلك الإنجاز يعتبر الأول من نوعه في تاريخ الشركة سخرت الشركة كل الإمكانات والخبرات لتحقيقه.

وأما فيما يتعلق بالحادثة التي وقعت في مسبك رقم واحد قالت مصادر عمالية إن «الحادثة اعتبرت جسيمة ومن الحوادث المضيعة للوقت، بعد ان أعطى مجمع السلمانية الطبي سبعة أيام إجازة مرضية للعامل، مشيرة إلى ان هذه الحادثة أسقطت بذلك إنجاز الحفاظ على أربعة ملايين ساعة عمل من دون إصابات مضيعة للوقت، لتبدأ الشركة من جديد البدء في تجميع الساعات من دون حوادث.

وأشارت المصادر إلى ان كل عمال ألبا يستطيعون إنجاز مليون ساعة عمل في شهر ونصف الشهر، وان الشهر الماضي وقعت ثمانية حوادث لم تدرج ضمن الحوادث المضيعة للوقت نتيجة عدم خروج المصابين في اجازات مرضية، مؤكداً أن أربعة حوادث وقعت لأشخاص لم يتجاوز عملهم في الشركة العام، ما يعني ان النقص في التدريب يؤدي إلى تكرار وقوع هذه الحوادث.

وأكدت المصادر أن النقابة عبرت عن قلقها من تحميل الخطأ للعامل الذي اتبع خطوات السلامة، إلا انه لم يكن يعرف «العرف العمالي» (غير المكتوب) المتبع في الشركة لتفادي وقوع أي خطأ، ما يعد خللاً كبير في برامج التدريب للعاملين وخصوصاً ان هذا العامل جديد.

وكان نائب الشئون التجارية والخدمات بالشركة أحمد النعيمي قال في تصريح سابق: «إن تحقيق الشركة أربعة ملايين ساعة عمل من دون وقوع إصابات هو إنجاز يحق لكل العاملين بالشركة أن يفخروا به، وبناءً على الملاحظات، التي خلص إليها خبراء السلامة من الجمعية الوطنية، استحقت الشركة تقديرا أقل بـ 13 في المئة فقط عن الدرجة النهائية والتي تبلغ 100 في المئة»، مشيراً إلى ان تقدير أربع نجوم يدل على التطور الكبير الذي طرأ على أنظمة السلامة في الشركة.

يدل تقدير الخمس نجوم على بيئة العمل الآمنة بنسبة 100 في المئة، وترى الشركة ان حصولها على نسبة 87 في المئة ما هو إلا انعكاس لالتزام كل موظف بمبادئ السلامة.

ودعت النقابة العاملين في شركة ألمنيوم البحرين (ألبا) العمال في الشركة إلى رفض أداء أية مهمة عمل لا تتوافق مع اشتراطات السلامة وعدم قبول أية تعليمات بأي عمل غير آمن. كما دعت وزارة العمل والشئون الاجتماعية إلى زيادة عدد مفتشي السلامة وتفعيل دور اللجنة العليا للسلامة والصحة المهنية لمراقبة تطبيق المعايير الدولية والتشريعات الوطنية الخاصة بالصحة والسلامة المهنية في الشركات والمنشآت كافة.

وأكدت النقابة ضرورة توفير بيئة عمل آمنة وسليمة، مضيفة «انها مسئولية يجب أن تتحملها الإدارة العليا في الشركة إلا انه من الضروري أن يتحمل كل فرد في الشركة مسئولية تنفيذ وتطبيق السلامة كل بحسب موقعه. وأن يجعل سلوك السلامة وتطبيقه سمة تطغى على تصرفاته الشخصية».

كما أوصى بإعداد كوادر وطنية للقيام بمهمات الإرشاد والتوجيه والتوعية فيما يتعلق بأمور السلامة والصحة المهنية والبيئة للعمال كافة من خلال دمجهم في دورات متقدمة في داخل المملكة وخارجها