على رغم أن بداية دورة كأس الخليج السابعة عشرة لكرة القدم كانت مفاجأة للجميع بسبب تأخر المنتخب القطري أمام الإمارات صفر/2 ثم تعادله الدراماتيكي في الثواني الأخيرة من عمر المباراة الافتتاحية وتخوف محبيه على مصيره في هذه الدورة، فإن نهايتها كانت منطقية جداً بحصول المنتخب القطري ذاته على اللقب.
النهاية كانت منطقية ليس بفضل جهود اللاعبين القطريين وحدهم وإنما لأن المنتخب العماني الواعد أضاع فرصة تحقيق الفوز بيده غير مرة سواء خلال الوقت الأصلي أو الوقت الإضافي أو حتى ركلات الترجيح من نقطة الجزاء بعد أن انتهى اللقاء النهائي بتعادل المنتخبين 1/1.
وبدا العمانيون عمالقة منذ اللحظات الأولى للمباراة، وعلى رغم تعرض مرماهم لهدف باكر جاء على غير مجريات اللعب فإنهم لم يستسلموا وحققوا التعادل وكانوا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الإنجاز التاريخي الذي حلموا به طويلاً والمتمثل في فوزهم باللقب الخليجي للمرة الأولى.
وإذا اعتبرنا أن الجهود الدفاعية القطرية الجيدة أفسدت كل المحاولات العمانية الجادة في الوقتين الأصلي والإضافي فالأكيد أن الفرص التي سنحت للعمانيين من خلال تقدمهم في ركلات «المعاناة» الترجيحية من نقطة الجزاء كانت كفيلة بنقل الكأس من الدوحة إلى مسقط في غمضة عين.
لكن كل ما سبق لا يمكن أن يقلل من الجهود القطرية الكبيرة التي بذلها اللاعبون من أجل تحقيق هذه الكأس وخصوصاً بعد بدايتهم المقلقة أمام المنتخب الإماراتي.
لقد دخل القطريون المنافسات ومصيرهم على «كف عفريت» لان عروضهم التي قدموها خلال المرحلة الأولى من التصفيات القارية المؤهلة لنهائيات كأس العالم العام 2006 في ألمانيا لم تكن مرضية.
وعندما خاضوا مباراتهم الأولى أمام الإمارات شعر أحباؤهم بالقلق كثيرا قبل أن ينتفضوا ويتلمسوا الطريق الصحيحة التي أتت لهم بالتعادل 2/2.
وازدادت مهمة القطريين صعوبة بعد التعادل الثاني مع العراق 3/3 لكنهم بذلوا جهوداً مضاعفة في الأمتار الأخيرة من أجل الصعود إلى الدور نصف الثاني الذي جاء عبر الفوز على عمان تحديداً في ختام منافسات الدور الأول.
على أية حال لقد شهدت منافسات خليجي 17 عجائب كثيرة وضربت المفاجآت فيها كماً ونوعاً وبالطول وبالعرض.
وخرجت منتخبات من الدور الأول كان مقدراً لها أن تلعب أدواراً رئيسية ولم ينتظر أحد أن تنتهي مسيرتها هكذا باكراً.
لكن هذه هي كرة القدم التي لم تعترف بالسمعة السعودية العطرة أو إنجازاتها القارية والخليجية، ولا بالإنجاز العراقي الكبير المتمثل في الحصول على المركز الرابع في دورة الألعاب الاولمبية الأخيرة، ولا حتى بالبحرين رابع آسيا أو الكويت التي تأهلت ومعها البحرين ذاتها عن جدارة للدور الثاني من تصفيات القارة الآسيوية المؤهلة للمونديال المقبل في ألمانيا.
لقد ساندت كرة القدم الضعيف في هذه الدورة لأن القوي تجبر وظن نفسه قادراً على تحقيق الفوز على أي كان ولكنه اكتشف أن المعادلة تغيرت تماما وأن الساحرة المستديرة منحت ودها إلى من احترم متطلباتها.
ولعبت الحماسة والغيرة على القميص الذي ارتداه لاعبو عمان وقطر والآمال العراض بإثبات الذات دوراً مهماً في التغلب على الأسماء الشهيرة والمنتخبات العريقة، فتحول الصغار عمالقة والعمالقة أصلاً عادوا إلى ديارهم أقزاماً.
ومهما قيل عن التحكيم وبعض الأخطاء التي وقع فيها الحكام فإن الأمر لم يتخط عدداً من الهفوات التي لم تؤثر في نتيجة أية مباراة.
لقد كانت دورة الخليج السابعة عشرة فلتة من فلتات التاريخ الكروي الخليجي وفي أشياء كثيرة جداً يأتي في مقدمها حسن التنظيم وروعة حفل الافتتاح.
ثم ان خليجي 17 كان الأول الذي ضم 8 منتخبات، والأول الذي أقيمت مبارياته على ملعبين، والأول الذي صعد المنتخب العماني من خلاله إلى منصة التتويج.
وهو الأول الذي شهد دخول ألعاب مصاحبة تمثلت في كرة اليد وكرة السلة والكرة الطائرة وإن كانت هذه الألعاب ظلت «شهيدة» حتى في هذا المعترك الخليجي الكبير.
دورة كأس الخليج السابعة عشرة انتهت بحلوها للقطريين ومرها للآخرين لكنها أكدت أنها ستبقى موروثاً شعبياً مهماً في حياة شعوب المنطقة وستظل تهتز لها أفئدة الخليجيين في كل مرة يتابعون حوادثها. وان من ينادي بإلغاء دورات الخليج يغالط عقيدة راسخة أساسها أن «المهم أن يلتئم الشمل».
الدوحة - قنا
أبرزت الصحف الخليجية في صفحاتها الرياضية الصادرة أمس فوز المنتخب القطري بكأس الخليج السابعة عشرة لكرة القدم التي اختتمت أمس الأول الجمعة بالدوحة بعد تغلبه على شقيقه العماني بركلات الترجيح 5/4 عقب مباراة ماراثونية انتهى شوطاها الأصلي والإضافي بالتعادل بهدف لكل منهما.
واهتمت الصحف بحضور أمير قطر وأخيه عاهل مملكة البحرين المباراة الختامية لخليجي 17 ونزول سمو أمير دولة قطر إلى أرض الملعب المكتظ بالجماهير التي بلغت حوالي 18 ألف وتتويج المنتخب القطري بالكأس والميداليات الذهبية والمنتخب العماني الميداليات الفضية والمنتخب البحريني الميداليات البرونزية.
ووجهت صحيفة «الوطن» العمانية كلمه شكر لقطر قالت فيها «كلمة شكر وعرفان نقدمها إلى الإخوة في دولة قطر الشقيقة على النجاح الباهر والتنظيم الرائع لخليج 17 وعلى كرم الضيافة التي لاقتها جميع الوفود المشاركة في الدورة».
وأضافت ان النجاح الكبير الذي تحقق والتسهيلات الكبيرة التي قدمتها قطر تؤكد لهم من الآن على النجاح القادم لدورة الألعاب الآسيوية التي تستضيفها العام 2006، كما قدمت كلمة شكر وعرفان إلى أبطال لاعبي منتخبنا وجهازهم الإداري والفني على المستوى الرائع الذي ظهروا به في جميع مباريات البطولة ولولا الحظ الذي وقف ضدنا لكانت الكأس عمانية، ولكن نؤكد أن الجميع في عماننا الحبيبة راضون عن ما قدموه.
أما صحيفة «عمان» العمانية فجاء في عنوانها (اللقب عنابي والوصيف عماني)، وقالت عبست ركلات الجزاء الترجيحية في وجه منتخبنا الوطني ليخسر أمام قطر 6/5 في نهائي دورة كأس الخليج العربية السابعة عشرة لكرة القدم التي اختتمت أمس في قطر.
وفى صحيفة «الرياض» السعودية كتب فياض الشمري (كسب الشقيقان منتخبا قطر وعمان إعجاب عشاق المستديرة في أنحاء الوطن العربي وآسيا بعد ان قدما عرضاً كروياً رائعاً غاب عن ذهن المتابع الرياضي فترة طويلة وبالقدر الذي استحق العنابي كأس الخليج للمرة الثانية في تاريخه بعد أداء ممتع جسد قوته وعبر عن تناسق صفوفه وتميزه عن بقية الفرق الأخرى كان هناك المنتخب العماني السمة البارزة طوال منافسات الدورة بنجومه الكبار ومستوياته المتصاعدة من مباراة إلى أخرى).
وجاء عنوان «عكاظ الرياضي» السعودية (ألغت تفوق عمان في النهائي قطر تعيد كتابة التاريخ وتحرز اللقب الثاني بالترجيح).
وفي العاصمة الأردنية عمان عكست عناوين صحفها فوز المنتخب القطري بكأس الخليج السابعة عشرة وتغلبه على شقيقة العماني وجاءت عناوين «اليوم» الأردنية حملت العنوان الرئيس (قطر تعيد كتابة التاريخ وركلات الترجيح تتنكر لعمان).
و«الدستور» الأردنية حملت عنوان (الأرض تنتصر لأصحابها).
وصحيفة «الغد» الأردنية اختارت عنوان (ركلات الجزاء تبتسم لقطر وتهديها اللقب).
و«الرأي» الأردنية فضلت عنوان (اللقب لقطر بمخالب الصقر وطموح عمان يصطدم بركلات الترجيح في نهائي كاس الخليج).
الدوحة - أ ف ب
عمت مسيرات الفرح شوارع العاصمة القطرية الدوحة حتى ساعة مبكرة من صباح أمس السبت بعد إحراز «العنابي» أمس الأول الجمعة لقب بطل دورة كأس الخليج السابعة عشرة التي نظمتها قطر على حساب نظيره العماني بركلات الترجيح 5/4 (الوقتان الأصلي والإضافي 1/1).
وخرجت الجماهير التي احتشدت في نادي السد إلى الشوارع والساحات الرئيسية وخصوصا إلى منطقة الكورنيش للتعبير عن فرحها باللقب «الغالي» الأول منذ 12 عاما (نظمتها قطر أيضا العام 1992) والثاني في دورات كأس الخليج.
وأشادت الصحف القطرية الصادرة أمس بأداء المنتخب واعتبرت ان الإنجاز تحقق عن جدارة فكتبت الراية «العنابي توجها بملحمة بطولة» في إشارة إلى ركلات الترجيح، فيما كتبت الوطن «يستأهل الكأس من شاله». في المقابل، طغى الحزن في مسقط على الفرحة بإنجاز المركز الثاني والميدالية الفضية لأول مرة في تاريخ مشاركات عمان في كأس الخليج منذ 30 عاما، وخلت الشوارع من الاحتفالات التي كان مخططاً لها فور نهاية المباراة في حال الفوز تحسرا على ضياع اللقب.
لكن الحزن لم يشمل الأوساط الرسمية فنظمت وزارة الشئون الرياضية العمانية حفلاً جماهيرياً وشعبياً كبيراً لاستقبال المنتخب فور عودته إلى عمان على متن طائرة خاصة بدءاً من مطار السيب الدولي حين استقبل وزير ديوان البلاط السلطاني علي بن حمود البوسعيدي ومستشار السلطان قابوس شهاب بن طارق آل سعيد أفراد البعثة.
وتحسرت الصحف العمانية على إهدار الفرصة لكنها أبدت ارتياحها لأداء المنتخب على رغم خسارته وعدم إحراز اللقب الذي كان قاب قوسين أو أدنى منه. وعنونت صحيفة «عمان» في صفحتها الأولى «فقدنا الكأس وكسبنا منتخباً كبيراً. اللقب عنابي والوصيف عماني. ركلات الجزاء تنحاز لقطر وتمنحها لقب خليجي 17». وكتبت الشبيبة «الكأس الخليجية تسقط من فم الأسد العماني. العنابي خطف اللقب بصعوبة. الحظ وركلات الجزاء سرقت كأس الخليج من منتخبنا»، فيما رأت «الوطن» العمانية «عمان الأجدر والكأس لقطر. منتخبنا خرج مرفوع الرأس على رغم خسارته للكأس».
مسقط - قنا
عادت إلى مسقط عصر أمس بعثة المنتخب العماني الأول لكرة القدم على طائرة خاصة قادمة من العاصمة القطرية الدوحة بعد مشاركته في بطولة كأس الخليج لكرة القدم السابعة عشرة لكرة القدم (خليجي 17) وحصوله على المركز الثاني.
وكان في استقبال منتخب السلطنة لدى عودته بمطار السيب الدولي مستشار السلطان قابوس بن سعيد شهاب بن طارق آل سعيد ووزير ديوان البلاط السلطاني علي بن حمود البوسعيدي ورؤساء الاتحادات الرياضية وعدد من المسئولين بالدولة.
ونظمت وزارة الشئون الرياضية حفل استقبال كبير للمنتخب بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، إذ مر لاعبو المنتخب حول الجماهير التي حضرت للملعب بالإضافة إلى مشاركة فرق فنية تحيي حفلاً لهذه المناسبة.
وكانت جموع غفيرة من المواطنين قد اصطفت على جانب الطريق الذي سلكه مسير المنتخب لدى مروره من مطار السيب الدولي إلى مكان الاحتفال بمجمع السلطان قابوس الرياضي في بوشر، إذ حيت الجماهير الفريق
العدد 842 - السبت 25 ديسمبر 2004م الموافق 13 ذي القعدة 1425هـ