العدد 845 - الثلثاء 28 ديسمبر 2004م الموافق 16 ذي القعدة 1425هـ

التشتت والقناعات المختلفة والمدارس المتنوعة تؤثر في مستوى الأداء

المدربون ضحايا النتائج السلبية ظاهرة غير طبيعية (3 - 3)

لو حصرنا مدربي فرق الممتاز لكرة القدم في العام الماضي وكم مدرب بقي منهم فسنجد أن الظاهرة غير طبيعية، بل لو عملت إحصائية لكل فريق على مدار عشر سنوات فإن أقل فريق خلال السنوات العشر دربه ربما ثمانية مدربين إن لم يكن لدى البعض تسعة أو عشرة أي بمقدار مدرب لكل موسم. ولو أجريت مقارنة بين مدربي الفرق في الموسم الماضي والموسم الجاري لوجدنا أن فرق الشباب بطل كأس الملك، والنجمة إضافة إلى فريق المنامة الصاعد إلى مصاف فرق الممتاز الذين لم يجروا أي تغير على أجهزتهم الفنية إذا بقى الشباب والنجمة على الوطنيين أحمد صالح الدخيل وعبدالعزيز أمين والمنامة على الكرواتي رادان، والجدول الآتي يوضح ذلك:

وحتى يتمتع الموضوع بالصدقية لا بد أن نذكر حقيقة وهي أن سبب عدم الاستقرار الفني سببه المدربون، فبعضهم يعتبر البحرين بوابة لدخوله عالم الشهرة والحصول على عروض مغرية، فهناك الكثير من المدربين المغمورين في بلدانهم تلقوا عروضاً خيالية بسبب التطبيل الإعلامي الذي حظوا به، فلو ظلوا في دولهم لسنين عدة لاعتزلوا عالم التدريب وهم نكرات، أما السبب الآخر فهو ما يتعرض له المدربون من إغراءات مالية سواء محلية أو خارجية.

تأثيرات تغيير المدربين

أولا: إن أي مدرب جديد يحتاج إلى فترة طويلة للتعرف على إمكانات اللاعبين وكيفية التعامل معهم، إضافة إلى إمكانات الفرق المقابلة وخصوصا أنها فرق هاوية وأداؤها متقلب، لأن الفترة الأولية للمدرب هي للوقوف على امكانات الفريق ومن ثم يضع أهدافه وبرامجه التي تحتاج إلى مدة زمنية لإنجازها.

ثانيا: يتأثر اللاعبون ويصابون بالتشتت نتيجة كثرة تغيير المدربين وخصوصا لو كانت المدارس مختلفة، فكل مدرسة تدريبية لها تكتيكاتها المعنية وأنماط تدريبية محددة، ما يؤدي إلى صعوبة هضم التكتيكات وطرق اللعب المختلفة بعد أن تأقلموا مع طريقة المدرب السابق.

ثالثا: المدرب الجديد عادة ما يهدم ما بناه المدرب السابق بسبب اختلاف القناعات سواء على اللاعبين أو أعضاء الجهاز الفني وكذلك اللاعبين المحترفين، وهذا أمر طبيعي فالمدرب الفرنسي ميتسو مدرب نادي العين عندما تعاقد مع نادي الاتحاد اشترط في العقد أن يختار اللاعبين المحترفين بنفسه.

رابعا: عدم إعطاء المدرب الفرصة وتغييره خلال أقل من موسم سيمنع تحقيق المدرب لأهدافه متوسطة المدى.

خامسا: يتأثر اللاعبون نفسيا بصانعي القرار في النادي ويظلون في دوامة إذ يبقي الإداريون لأعوام متتالية ويتغير المدربون في كل عام، فيحتار من يكون محق المدربون أم أصحاب القرار؟

تجربة ألمانيا مثالية

تعتبر تجربة الاتحاد الألماني رائدة في التخطيط الكروي فإلى جانب الاختيار السليم للمدرب فإنه يمنح المدرب الوقت الكافي والدعم الكامل لتحقيق أهدافه وخططه الفنية، فطوال 86 عاما توالى على تدريب المنتخب الألماني سبعة مدربين فقط وهم: سيب هيبرجر 1963 - 1964، هيلموت شوت 1964 - 1978، يوب ديرفال 1978 - 1984، فرانك بيكنباور 1984 - 1990، بيرتي فوجتس 1990 - 1998، أريك ربيك 1998 لمدة عام واستلم رودي فولر من 1998 إلى 2004، واليوم يقود الفريق كليزمان خلفا لفولر، وما يميز سياسة الألمان هي إعطاء مساعد المدرب الفرصة لإكمال المسيرة بعد اعتزال المدرب، وعلى رغم أن المدربين لا يحققون إنجازات في كثير من الأحيان فإن العقد يتم محترماً ولا يتأثر الاتحاد بضغط الرأي العام مادام أنه مقتنع بما يفعله، فالقيصر بيكنباور اشترط منذ تسلمه تدريب المنتخب أن هدفه الأساسي من التعيين تحقيق كأس العالم 1990. وليس 1986م فظل يخطط ست سنوات حتى بلغ هدفه.

كلمة أخيرة

إن المدرب المحترف يجب أن يحترم في طريقة التعاقد معه وأيضا أثناء إنهاء عقده، فالأسلوب الحضاري سمة المجتمع المتحضر، وهنا على إدارات الأندية أن تحسن في بداية الأمر اختيار المدرب عبر دراسة مستفيضة تتناسب مع اللاعبين وامكاناتهم، وأن توضع أمام مجلس الإدارة عدة ملفات لمدربين مختلفين من دون تدخل الأهواء والأمزجة والعلاقات الشخصية في الاختيار، ويا حبذا لو تكون هناك هيئة استشارية من المدربين واللاعبين القدامى في مشاركتهم الرأي في الاختيار، وبعد أن يتم الاختيار المناسب لابد أن توضع معايير محددة لتقييم المدرب يراعى فيها الإطلاع على التقارير الشهرية

العدد 845 - الثلثاء 28 ديسمبر 2004م الموافق 16 ذي القعدة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً