قال رئيس سلامة الأغذية في المنافذ جاسم مبارك عبدالله لـ «الوسط» إن زيت «الكانولا» آمن، إضافة إلى اعتماده للاستهلاك الآدمي من قبل المنظمات الدولية مثل هيئة الغذاء والدواء الأميركية.

ونفى عبدالله ما تناقلته رسائل البريد الإلكتروني المتداولة على شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت) من مخاطر زيت «الكانولا» وآثاره الخطيرة على الصحة. وقال: «إن المعلومات الخاطئة التي يتم تداولها في بعض مواقع الإنترنت حول سلامة زيت الكانولا تعود إلى سنوات عديدة مضت وهي دعاوى لا تستند إلى أية مصادر طبية أو جهات علمية معتمدة».

وأضاف رئيس سلامة الأغذية في المنافذ «وللعلم فإن وزارة الزراعة الكندية وهي البلد المنتج لهذا الزيت أفادت أن إنتاج زيت الكانولا يتم بالتهجين اعتمادا على الطرق العلمية وبحيث يحتوي على نسبة منخفضة جداً من حمض الأيروسيك EruciAcid وهذا الحمض قد يكون ضاراً إذا وجد بنسبة مرتفعة».

وبين عبدالله «كما أن الطرق العلمية الحديثة المستخدمة في إنتاج الزيوت النباتية المختلفة أمكن بواسطتها التحكم في إنتاج زيوت مطابقة للمواصفات وصالحة للاستهلاك الآدمي، وأشارت الكثير من الدراسات إلى وجود خصائص مفيدة للإنسان في زيت الكانولا مثل احتوائه على نسبة مرتفعة من الأحماض الدهنية غير المشبعة ونسبة منخفضة جداً من الأحماض الدهنية المشبعة ونسبة جيدة من أوميغا 3 المفيد لصحة الإنسان».

وأضاف «المنظمات الدولية ومنها هيئة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) اعتبرت زيت الكانولا صالحا للاستهلاك الآدمي، وحاليا يتم إنتاجه واستهلاكه بكميات كبيرة في معظم دول العالم».

وفي السياق ذاته أوضح استشاري التغذية زهير الدلال لـ «الوسط» أن ما أُشيع عن زيت «الكانولا» أو ما يُسمى بزيت «الشلجم» الكندي على شبكة المعلومات العالمية عار عن الصحة، ودعا الجمهور إلى اعتماد الاعتدال كأساس في تناول واستهلاك مختلف أنواع الأغذية.

وبين الدلال «هذا النوع من الزيوت ليس ضارا طالما لم يصدر بيان رسمي من وزارتي الصحة والتجارة بمنع استيراده وبيعه في الأسواق المحلية ولذلك فهو سليم مما أُشيع عنه».

وبين الدلال أن «الأساس في تناول جميع المواد الغذائية والأطعمة هو الاعتدال، فعلى سبيل المثال لا الحصر الماء قد يُسبب التسمم إذا تم تناوله بكميات معينة، فهل يمتنع الناس عن شرب الماء؟، بالطبع لا، وبالنسبة لزيت الكانولا فهو مُفيد للصحة ويعتبر من أفضل الزيوت لأنه يحتوي على نسبة معينة من الزيوت المفيدة للجسم».

واستطرد استشاري التغذية «هناك الكثير من الرسائل الإلكترونية التي تنتشر ويتداولها الناس هذه الأيام على نطاق واسع من دون أن يكون لها أساس علمي معتبر، ففيها الغث والسمين، وطالما لم يصدر من الجهة الرسمية المعنية أي بيان بمنعها تعتبر هذه الرسائل أقاويل لا صحة ولا قيمة لها، وهناك من يهول الأمور لمصالح معينة ويجب ألا يُصدق الناس كل ما يُكتب ويُنشر على الإنترنت».

وأضاف «لا يوجد غذاء صحي 100 في المئة ولا يوجد غذاء ضار 100 في المئة يجب الاعتدال في تناول الأطعمة، والزيادة كالنقصان».

وكانت رسائل بريد إلكتروني حذرت عبر شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت) من استعمال زيت الكانولا وأشيع أنه يحتوي على مواد ضارة وأن استهلاكه يُشكل خطورة على صحة الإنسان ويؤدي إلى الإصابة بالجلطات القلبية والذبحة الصدرية. إلا أن هذه الدعاوى لم تعتمد على مصادر صحية أو علمية معتبرة.

إلى ذلك نشرت صحيفة «الرياض» السعودية في عدد سابق بأن زيت «الكانولا» يتميز بأنه أقل الزيوت النباتية احتواء على الدهون المشبعة «أقل من 7 في المئة»، ولفتت إلى أنه يحتوي على 59 في المئة من الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة و30 في المئة من الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الزيت يشتمل على نسب جيدة من أحماض أوميغا 3 الدهنية التي تمتاز بتأثيراتها الصحية الجيدة.

فيما تناولت إحدى رسائل البريد الإلكتروني أن مخاطر الزيت المذكور يؤدي إلى الوفاة الحتمية، وأوردت نتائج ورشة عمل في أسبانيا في العام 1990 قامت بعدة أبحاث عندما حدثت ظاهرة تسمم جماعي أدت إلى وفاة «839» شخصاً وإصابة «20» ألفاً آخرين بالأمراض لتناولهم زيت زيتون تم خلطه عن طريق الخطأ بزيت الكانولا.