للعام الرابع على التوالي، يأتي مهرجان «بنت البحرين» الذي تنظمه المحافظة الشمالية برعاية كريمة عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الشيخة منيرة، كمحاولة جادة لإحياء التراث الشعبي والصور الفلكلورية ومزجها في قالب وطني كرنفالي.

ووفقاً لنائب رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان، مدير مكتب محافظ الشمالية علي العربي، فإن المهرجان لا يأخذ الطابع الاحتفالي فحسب، بل هو مسار اختطته المحافظة الشمالية لترسيخ المهرجانات التراثية والثقافية والوطنية الترفيهية أيضاً، كنوع من الرسائل القصيرة والمتجددة للحفاظ على التراث العريق، والاعتزاز بالعادات والتقاليد البحرينية الأصيلة، وبالتالي، الحفاظ على الهوية الوطنية، وفيها بالنسبة إلينا رصيد حضاري وإنساني كبير... وفيما يأتي نص الحوار مع علي العربي:

تواصل الجيل مع التراث

هل يمكن فعلاً إيصال المعلومات عن الموروث الشعبي والتراثي من خلال المهرجانات، أم إنها مجرد توصيف قد لا يصيب الحقيقة؟

إذا تحدثنا عن الاعتزاز بالعادات والتقاليد، والحفاظ على الهوية، وتقديم الفن الراقي... لننظر إلى كل ذلك، سنجد أنها ربما تكون شعارات كبيرة، لكننا نستطيع تحقيق جزء منها من خلال مهرجان «بنت البحرين» الذي نمزج فيه الفلوكلور باللوحات الشعبية، مع إدراكنا بأن توظيف التراث فنياً ليس أمراً سهلاً، ولربما واجهنا مشكلة في توصيل الفكرة إلى الصغار والناشئة، إلا أن ذلك لا يمنع من القول إننا حققنا من خلال مهرجان «بنت البحرين» العديد من الأهداف، وأهمها تقديم الفن الشعبي الجميل، وإحياء المناسبات الوطنية، وتجديد تواصل الجيل الجديد مع تراث الآباء والأجداد.

تقدم حضاري وانفتاح ثقافي

وهل يكفي ذلك من وجهة نظركم... أو بمعنى آخر، هل يتحقق الهدف؟

إن الحفاظ على التراث وتوريثه للأجيال يمثل أساساً مهماً نتمكن من خلاله من الوصول إلى تقوية روابطه وصلاته مع تراث الآباء والأجداد، مع الأخذ بأسباب التقدم الحضاري والانفتاح الثقافي، مضاف إلى كل ذلك التوجه إلى غرس القيم الوطنية في نفوس الصغار... وفي وسعي القول إنه من خلال المهرجان، ومختلف تنوعاته الفنية، نسعى - كما قال المحافظ جعفر بن رجب في كلمته بالمهرجان - للتعريف بدلالات وطنية كبيرة نتشرف بتضمينها هذا المحفل البحريني الثقافي التراثي الرابع، الذي حمل شعاراً ومعنى غالياً في نفوسنا، ولعل أكبر وأبرز تلك الدلالات، سلسلة الإنجازات التي تشهدها بلادنا، كما يحق لنا أن نعبر كوننا بحرينيين عن اعتزازنا، وأن نعبر عن تطلعاتنا نـحو استمرار مسيرة النهضة التي يشارك فيها كل فرد من أفراد هذا المجتمع وفق توجيهات جلالة العاهل المفدى.

استعراض راقص وفلكلور

وهل تراعون في اختيار اللوحات الفنية مدى تأثيرها سمعياً وبصرياً على الحضور؟

بالتأكيد، نحن نحرص في كل نسخة من نسخ المهرجان على تقديم لوحات فنية، ولا يمكن ألا تكون مصاحبة بالموسيقى والاستعراض الراقص، لأن جزءاً من التراث الفني يعتمد على حياة الشعوب وفنونها منذ القدم، أما أوبريت هذا العام فقد احتوى على لوحة شعرية مهداة إلى راعية الحفل الشيخة منيرة بنت حمد آل خليفة، تحت عنوان: «مرحباً منيرة» للشاعرة شمة الدوسري، وأربع لوحات فنية من وحي التراث البحريني الأصيل، ومن كلمات الشاعر فيصل المريسي، وألحان الفنان طارق الجار، حيث حملت اللوحة الأولى عنوان: «فرحة الشمالية»، وهي لوحة ترحيبية بمقدم الشيخة منيرة، واللوحة الثانية «منيرة الخير» مهداة إلى سموها لرعايتها المهرجان، واللوحة الثالثة «بحرينية» أهديت إلى جلالة الملك المفدى، في حين أهديت اللوحة الرابعة «نهضة وطن» إلى جميع النساء البحرينيات لدورهن البناء في نهضة مملكتنا الغالية. وقد تمكن مخرج العمل الفنان عادل الدوسري من تنويع الاستعراض الراقص من الفلكلور الشعبي البحريني، بالإضافة إلى إضفاء الصورة الرمزية على حركة المجاميع بما يناسب جو اللحن والعبارة، ولاشك في أن اللوحات التي قدمناها شملت توظيفاً للدراما أيضاً، أما الموسيقى والإيقاعات فلم تخرج عن إطار التوليفة التي اعتادت عليها الأذن في أغاني التراث والرقصات الشعبية، بالإضافة إلى توظيف الإضاءة الحديثة التي أضفت جواً جميلاً على اللوحات.