يتسبب مونديال جنوب إفريقيا في حالة كبيرة من الشغف لدى الجماهير الهولندية لدرجة أن نحو مليوني شخص، قرابة 25 في المئة من مواطني البلاد العاملين، تقدموا بطلبات للحصول على إجازات لحضور مباريات المنتخب الملقب «بالطاحونة البرتقالية».
وأكد المسئول بوزارة العمل الهولندية فالتر فيلداجين في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): «إحصاءاتنا تعكس بوضوح أنه بين موعدي افتتاح ونهائي المونديال (من 11 يونيو/ حزيران إلى 11 يوليو/ تموز) تقدم 25 في المئة من الهولنديين بطلبات إجازة مؤقتة، تنص قوانين البلاد على عدم وجود حاجة لتبريرها حيث ستدرج ضمن رصيد إجازاتهم القانوني».
وتعد المباراة أمام الدنمارك واحدة من أكثر التواريخ إقبالا من جانب الموظفين الهولنديين للحصول على إجازة.
وأوضح المسئول «لحضور تلك المباراة في جوهانسبرج ، تم تسجيل 9.1 مليون إجازة، وهو ما يمثل موجة من الغيابات لأن مثل هذه الأعداد لا يتم تسجيلها في بلادنا إلا في حالات الأوبئة الخطيرة أو الظواهر الشبيهة».
وأضاف أن هذه البيانات حصل عليها المكتب المركزي للإحصاءات في هولندا من الشركات الخاصة أو العامة التي يعمل بها هؤلاء الموظفون.
وستنقل محطة التليفزيون الهولندية الرسمية «نوس» جميع مباريات المونديال على الهواء مباشرة، وكذلك هناك إمكانية لمتابعة كل ما يتعلق بمنتخب «الطاحونة» على موقع القناة.
وأعرب ناطق باسم وزارة العمل عن ثقته بعدم حدوث «موجة مضرة من الغيابات» خلال بث المباريات.
وأوضح بيتر آرتس ل(د ب أ): «نعتقد أن كل شركة لديها الحرية في تنظيم يومها المهني بأكثر الطرق الممكنة عقلانية وحكمة. على سبيل المثال، من يرغب في الذهاب إلى عمله خلال المونديال والتمتع في الوقت نفسه بإمكانية متابعة المباريات عليه التوصل إلى اتفاق مع رئيسه في العمل حول كيفية استعادة الساعات المهدرة فيما بعد مثلا».
ووفقا لصحيفة «ألجيمين داجبلاد» في عددها الصادر أمس الأول (الاثنين) فإن بعض الشركات الهولندية منحت موظفيها إذنا كي يتمكنوا من الغياب فقط خلال الأوقات التي تقام فيها مباريات المنتخب الوطني.
وبحسب إحصاء للتليفزيون الهولندي، فإن نسبة كبيرة من المواطنين العاملين في البلاد قاموا بتوفيق إجازاتهم قبل انطلاق المونديال بفترة كبيرة.
ويعتقد ثلث من شملهم الاستطلاع أن هولندا لن تتجاوز دور الثمانية، فيما يرى 30 في المئة أن الفريق سيصل إلى الدور قبل النهائي ويراهن 14 في المئة على قدرة الفريق على رفع الكأس.
ويقول فيلداجين: «أعتقد أن هذه النسبة (14 في المئة) من المواطنين التي تعتقد بأننا سنتوج أبطالا تعد مرتفعة للغاية ، بل إنني لم أتخيل الهولنديين قط بهذه الشوفينية. لكن أن يفكر نحو مليوني شخص بأننا سنفوز بكأس العالم فإن ذلك رقم مدهش إلى حد بعيد».
ووفقا للاستطلاع فإن الهولنديين يعتقدون أنه في حالة خروج فريقهم فإن المرشحين الأوفر حظا للقب هما الأرجنتين والبرازيل، وتأتي ألمانيا في المركز الثالث.
وقامت مجموعة من المهتمين بالأمر بمحاولة لمساعدة الموظفين الذين يريدون إقناع رؤسائهم بالسماح لهم بمشاهدة المباريات التي تلعب فيها هولندا على الأقل، إذ أنشئوا موقعا على شبكة الإنترنت يؤكدون فيه أن متابعة مباراة ما في المونديال «يمنح الراحة لنفس الموظف، ويسمح له بأجواء مهنية أفضل».
العدد 2826 - الثلثاء 01 يونيو 2010م الموافق 18 جمادى الآخرة 1431هـ