ترك المدرب الاسباني رافايل بينيتيز فريق ليفربول الانجليزي بعد إن توصل الطرفان إلى تسوية «ودية» حسب ما أعلن الأخير أمس (الخميس).

وكانت معظم الصحف الإنجليزية الصادرة أمس (الخميس) أشارت إلى اقتراب ساعة رحيل المدرب الإسباني رافاييل بينيتيز عن نادي ليفربول الإنجليزي لكرة القدم، بعد عرض الأخير مبلغ 3 ملايين جنيه استرليني كتعويض لرحيل المدرب عن الفريق الذي قاده إلى لقب دوري أبطال أوروبا العام 2005.

وذكرت «ذي تايمز» أن مجلس إدارة النادي عرض صفقة لرحيل بينيتيز عن ليفربول بطل أوروبا خمس مرات، بعد حلوله سابعاً هذا الموسم في ترتيب الدوري الإنجليزي وعجزه عن التأهل إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا.

وكان متاحاً لبينيتيز (50 عاماً) الحصول على 16 مليون جنيه إسترليني إذا فسخ النادي عقده معه، وذلك بعد تمديده العقد لخمس سنوات في مارس/ آذار الماضي، لكن يبدو أن الطرفين توصلا إلى اتفاق ودي يقضي برحيل المدرب مقابل ثلاثة ملايين.

من جهتها، أشارت «دايلي مايل» إلى أن النادي سيتخلى يوم الخميس عن خدمات بينيتيز المتواجد في جزيرة سردينيا الإيطالية، وأبلغته قرارها من خلال اتصال هاتفي.

ويأمل النادي الذي تبلغ ديونه 351 مليون جنيه استرليني، بالتوصل إلى حل وسطي مع المدرب الإسباني، وإلى تضييق الخناق عليه بمنحه ميزانية غير معقولة (15 مليون جنيه) لجلب لاعبين في فترة الانتقالات فيرحل من تلقاء نفسه.

يذكر أن بينيتيز قد أنفق نحو 220 مليون جنيه بشراء أكثر من 70 لاعباً في ستة مواسم له مع ليفربول.

وترددت أخبار عن انتقال بينيتيز لتدريب إنتر ميلان الإيطالي بطل أوروبا وذلك بعد اهتمام يوفنتوس الإيطالي أيضاً بالحصول على خدماته.

وقاد بينيتيز فالنسيا الإسباني إلى لقب الدوري المحلي مرتين عامي 2002 و2004، ولقب كأس الاتحاد الأوروبي 2004، وتابع انجازاته مع ليفربول إذ قاده إلى لقب دوري أبطال أوروبا العام 2005، كأس انجلترا 2006، الكأس السوبر الأوروبية 2005 ودرع المجتمع 2006.

وكان من الممكن أن يبقى بينيتيز في منصبه وهو يعلم أن الإدارة لا ترغب في وجوده، لكن تم التوصل إلى تسوية مهدت لبينيتيز الطريق أمام انتقال محتمل إلى إنتر ميلان الذي يبحث عن مدرب خلفا لجوزيه مورينهو الذي رحل إلى ريال مدريد بعد إن قاد النادي الايطالي للفوز بدوري أبطال أوروبا في شهر مايو/ أيار الماضي.

وقال رئيس ليفربول مارتن بروتون في بيان بموقع النادي على الانترنت: «سيظل رفائيل جزءا من ليفربول للأبد بعد أن جلب للنادي لقب دوري أبطال أوروبا عقب نهائي ملحمي في اسطنبول لكن بعد موسم مخيب للآمال شعر الطرفان إن بداية جديدة قد تكون أفضل للجميع».

وأضاف بينيتيز «شيء محزن للغاية بالنسبة لي إعلان إنني لن أصبح مجددا مدربا لنادي ليفربول. أود توجيه الشكر لكل العاملين واللاعبين على الجهد الذي بذلوه».

ولا يعد رحيل بينيتيز الذي كانت بدايته ناجحة للغاية مع ليفربول بالفوز بدوري أبطال أوروبا في موسم 2004-2005 مفاجأة بعد احتلال الفريق المركز السابع في الدوري الانجليزي الممتاز في الموسم المنصرم وهو أقل مركز للفريق منذ العام 1999.

وحل ليفربول ثانيا وراء مانشستر يونايتد في موسم 2008-2009 بفارق 4 نقاط فقط وكان من المتوقع أن ينافس بقوة على اللقب مجددا.

لكن رحيل تشابي ألونسو إلى ريال مدريد مقابل 30 مليون جنيه إسترليني الصيف الماضي والإصابات التي أبعدت المهاجم البارز فرناندو توريس عن أكثر من 20 مباراة أفقدت ليفربول توازنه.

واستهل ليفربول الموسم بصورة سيئة وخسر أمام توتنهام هوتسبير وأستون فيلا في أول ثلاث مباريات وابتعد عمليا عن سباق المنافسة على اللقب بنهاية أكتوبر/ تشرين الأول عقب تلقيه ثلاث هزائم في أربع مباريات على يد تشلسي وسندرلاند وفولهام.

وكان من الصعب على إدارة ليفربول الإخفاق في تخطي دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا الموسم الماضي والفشل حتى في التأهل للبطولة الموسم المقبل.

ومع ذلك فان مجلس إدارة ليفربول لم يجعل الأمور سهلة أمام بينيتيز لينجح.

وقلص مالكا النادي الأميركيان توم هيكس وجورج جيليت ميزانية الانتقالات في المواسم الثلاثة الأخيرة كما بدا عليهما فقدان الحماس تجاه ليفربول الذي عرض للبيع في ظل ديون تبلغ 350 مليون جنيه إسترليني.