العدد 2829 - الجمعة 04 يونيو 2010م الموافق 21 جمادى الآخرة 1431هـ

ماذا حدث لقافلة المساعدات إلى غزة وماذا بعد؟

تقع إسرائيل تحت ضغط للموافقة على فتح تحقيق دولي في اقتحامها لسفينة مساعدات تركية يوم الإثنين الماضي كانت متجهة إلى قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل مما أسفر عن سقوط قتلى.

وأثار مقتل تسعة أشخاص في الغارة موجة غضب دولية لكن إسرائيل تقول إن جنود قواتها البحرية فتحوا النار دفاعاً عن النفس بعد أن هاجمهم نشطاء مؤيدون للفلسطينيين بالهراوات والسكاكين. ويشكك النشطاء في مزاعم إسرائيل. وفيما يلي بعض الأسئلة والأجوبة عن العملية الإسرائيلية والخلاف الدولي:


إلى أين كانت السفينة متجهة ولماذا تم اعتراضها؟

كانت السفينة (مافي مرمرة) تتصدر قافلة من ست سفن تحمل عشرة آلاف طن من المساعدات لقطاع غزة. وتحاصر إسرائيل القطاع منذ سيطرت عليه حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في العام 2007.

ويقول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الحصار ضروري لأمن إسرائيل لأن السماح بدخول السفن سيمكن «حماس» من إدخال كميات كبيرة من الصواريخ الإيرانية طويلة المدى التي يمكن أن تصل إلى عمق إسرائيل. وقالت تركيا إن الحصار «لا إنساني» ووصفت اعتراض إسرائيل للقافلة «بإرهاب الدولة».


هل كان الاعتراض في المياه الدولية قانونياً؟

قالت البحرية الإسرائيلية إنه تم اعتراض القافلة على بعد 120 كيلومتراً (75 ميلاً) إلى الغرب من إسرائيل. وقال الربان التركي لإحدى السفن إنهم كانوا على بعد 68 ميلاً خارج المياه الإقليمية الإسرائيلية. ويقول خبراء قانونيون إنه بموجب قانون الحصار يحق للدولة اعتراض أي سفينة في المياه الدولية ما دامت تعتبر متجهة إلى أراضٍ «محاربة».


ماذا حدث حين اعتلى جنود البحرية الإسرائيلية السفن؟

اقتصرت معظم أعمال العنف على السفينة (مافي مرمرة) التي ترفع علم تركيا لكن تباينت الروايات بشأن كيفية وقوع أعمال العنف فيما عاد أعضاء القافلة إلى ديارهم بعد أن أفرجت عنهم إسرائيل.

وأظهرت لقطات بالفيديو هجوم نشطاء بالسفينة على جنود البحرية بالهراوات أثناء عملية إنزال تكتيكية من مروحية على سطحها العلوي. وظهر أحد أفراد قوات الكوماندوس وهو يطلق بندقية طلاء على أحد المهاجمين وهو سلاح غير قاتل قالت إسرائيل أن أعضاء القوة كانوا يحملونه. وفي لقطة أخرى يطلق أحد الجنود النار من مسدس وهو يمسك السلاح بكلتا يديه. ولا تظهر اللقطات التي وفرها الجيش الإسرائيلي إصابة أي من النشطاء بالرصاص.

وقال رئيس الجماعة الخيرية التركية التي نظمت قافلة المساعدات إن بعض النشطاء خطفوا بنادق عشرة جنود دفاعاً عن النفس. وقال إنه رأى الكوماندوس وهم يطلقون الطلقات المطاطية من على مقربة قبل التحول إلى استخدام الذخيرة الحية بعد أن هاجمهم بعض النشطاء بالمقاعد والمضارب.

وقال حسين توكالاك ربان وهو إحدى سفن المساعدات إن سفينة حربية إسرائيلية هددت بإغراق سفينته قبل أن يقتحمها الكوماندوس. وأضاف أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار مباشرة على السفينة «مافي مرمرة» التي شهدت سقوط القتلى. ورأى توكالاك تصاعد الدخان من السفينة وهبوط الطائرات المروحية عليها. وقال ربان «مافي مرمرة» قال إنه جرح وإن آخرين على متن سفينته أصيبوا أيضاً بجروح. بدا أنه خائف وأصابنا الخوف أيضاً».

وقال فاروق بورني وهو كندي كان على متن السفينة «مافي مرمرة» إن رجلاً طاعناً في السن أصيب بالرصاص ونزف حتى الموت في الهجوم. وأضاف أن النشطاء الذين خطفوا المسدسات من الكوماندوس نزعوا منها الخراطيش وقذفوا بها بعيداً وهو ما يتناقض مع تأكيدات إسرائيل بأن الأسلحة استخدمت ضد الجنود الذين اعتلوا السفينة.


هل سيجري تحقيق بمشاركة دولية؟

متجاهلة مطلباً للأمم المتحدة بإجراء تحقيق دولي أيدت إسرائيل اقتراحاً أميركياً بإجراء تحقيق إسرائيلي بمشاركة مراقبين خارجيين. ومن المرجح فيما يبدو أن يركز تحقيق إسرائيل على السؤال الذي يدور في أذهان الكثير من الإسرائيليين وهو: لماذا لم يستطع المخططون العسكريون للعملية قياس حجم قوة المقاومة التي سيواجهها الكوماندوس على متن السفينة؟


كيف سيؤثر الهجوم على القافلة على إسرائيل؟

ألغت تركيا التي ظلت طويلاً الشريك الاستراتيجي والتجاري المسلم الوحيد لإسرائيل تدريبات عسكرية مشتركة واستدعت سفيرها احتجاجاً على الهجوم وقالت إنه لا يمكن تطبيع العلاقات إلا إذا أنهت إسرائيل حصارها البحري لغزة. وكرر زعماء أوروبيون والأمم المتحدة هذه النداءات. وصوّت مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية لتشكيل بعثة مستقلة لتقصي الحقائق في هذا الحادث.

وقال المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل الذي أجرى محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله بالضفة الغربية إنه يجب ألا يقوّض الهجوم محادثات السلام غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين التي تتوسط فيها الولايات المتحدة.

العدد 2829 - الجمعة 04 يونيو 2010م الموافق 21 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً