العدد 2842 - الخميس 17 يونيو 2010م الموافق 04 رجب 1431هـ

دراسة: المظهر أهم عامل في الانتخابات

تشير نتائج دراسة أجريت في جامعة برينستون وجامعة بريطانية أخرى إلى أن الناخبين ليسوا عقلانيين في اتخاذ قرارات الانتخابات والتصويت، إذ إنهم يتأثرون بمظاهر سطحية لا علاقة لها بما يتفوّه به الساسة، بل ما يطغى في اللاوعي لديهم هو مظهر هؤلاء الساسة حيث يصدر الناخبون أحكامهم بناء على هيئة ووجوه السياسيين وليس استناداً إلى كفاءتهم.

ويشير كريستوفر أوليفولا من جامعة يونيفرستي كوليج لندن وألكسندر تودوروف من جامعة برينستون الأميركية إلى أن حكم الناخبين على كفاءة الساسة يتشكل وفقاً لسلامة الهيئة وملامح وتعابير الوجه، ويمكن التنبؤ بدقة معقولة بقرارات الناخبين ونتائج الانتخابات بناء على ذلك.

ونشر الباحثان دراستهما في عدد الشهر الجاري من صحيفة «جورنال اوف ننفيربال بيهيفير» Journal of Nonverbal Behavior، توضح الدراسة إلى قوة أحكام الناخبين الأقل اطلاعاً وثقافة، وتناقش الدراسة تأثيرات هذه الأحكام على قرارات الناخبين لتظهر أن تأثير المظهر الخارجي للسياسي يتعاظم لدى الشريحة الأقل ثقافة ممن يشاهدون التلفزيون أكثر من غيرهم، وهي نتائج تتفق مع نماذج وأساليب الإقناع المعروفة علمياً.

وتتفق الدراسة مع معظم الأبحاث السابقة في ذات الموضوع حول إطلاق الأحكام السريعة التي تستند حصراً على الهيئة ويمكن من خلالها التنبؤ بنجاح السياسي في الانتخابات من عدمه، فالناخبون يعتمدون بشدة على الشكل الخارجي عند اختيار مرشح لانتخابه.

فنظراً لحاجة الناخبين لاستقصاء كم هائل من المعلومات حول كل مرشح لاتخاذ قرار مدروس حول كل مرشح، فليس مفاجئاً أن يختزل تفكيرهم ذلك من خلال بالقفز إلى اتخاذ قرار سريع ومتعجل.

تتبع الباحثان كل الأبحاث السابقة المنشورة حول دور الانطباع الذي يكونه الناخبون عن هيئة المرشحين، ثم أدخلوا نموذجاً رقمياً لمواصفات الشخصية لتحديد ملامح محددة في الوجه ترتبط بإصدار أحكام الكفاءة. ثم قاما بالتلاعب بمعدلات ملامح الكفاءة لدى الوجوه على شاشة الكمبيوتر وتمكنا من إظهار أن ملامح النضج في الوجه والجاذبية الفيزيائية هي أهم معيارين يعتمد عليها المشاركون في الدراسة لإصدار الأحكام.

واستنتج الباحثان أوليفولا وتودوروف بأن جعل الناس يتغلبون انطباعاتهم الأولية المستندة إلى الشكل الخارجي ليس بالأمر السهل، فالسرعة والتلقائية في تكوين آراء واستنتاجات تستند على الشكل يجعل تصحيح تلك الانطباعات المتسرعة. كما أن الناس في معظم الأحيان لا يدركون أنهم يشكلون أحكامهم حول الآخرين بالاعتماد على مظهرهم.

كيف يمكن إذاً تخفيف دور الهيئة في عالم السياسة؟ وفقاً للباحثين لا يمكن التحكم بساعات مشاهدة الجمهور للتلفاز ولذلك لا مفر من توعية الناخبين فهي الاستراتيجية العقلانية الأكثر واقعية.

العدد 2842 - الخميس 17 يونيو 2010م الموافق 04 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً