قدم القائد العام لقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان الجنرال الأميركي ستانلي ماكريستال اعتذاراً أمس (الثلثاء) بسبب مقال في مجلة انتقد فيه وكبار مساعدي الحكومة الأميركية.
ويبدو ماكريستال في المقال الذي ستنشره مجلة «رولينج ستون» يوم الجمعة ممتعضاً من مسئولين أميركيين كبار يشاركون في وضع السياسة تجاه أفغانستان. وقال ماكريستال في بيان أصدره مكتبه في كابول «أقدم خالص الاعتذار عن هذه المقال» مضيفاً أن هذا كان «خطأ يجسد سوء تقييم كان ينبغي ألا يحدث». وأكد أيضاً أنه يكنّ «الاحترام والإعجاب الكبيرين للرئيس أوباما وفريقه للأمن القومي». وفي بروكسل سارع «الناتو» إلى التعبير عن دعمه لماكريستال الذي ويقود قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) التي تعمل تحت قيادة «الناتو» في أفغانستان. وذكر متحدث باسم «الناتو» في بيان أن «مقال رولينج ستون مؤسف للغاية لكنه مجرد مقال. إننا في خضم صراع حقيقي للغاية والأمين العام لديه ثقة كاملة في الجنرال ماكريستال بوصفه قائد الناتو وفي استراتيجيته».
وفي وقت سابق استدعي ماكريستال إلى البيت الابيض لكي يوضح بنفسه ما قصده من الانتقادات الساخرة التي وجهها إلى الرئيس باراك أوباما وكبار مساعديه، حسبما أفاد مسئول أميركي كبير أمس. ونشرت مجلة «رولينغ ستون» الأميركية مقابلة أجرتها مع ماكريستال ظهرت خلالها إلى العلن الخلافات بينه وبين البيت الأبيض. وبحسب تصريحاته الواردة فقد سخر الجنرال الأميركي من نائب الرئيس جو بايدن المعروف بمعارضته لإستراتيجية ماكريستال، وقال «تسألني عن بايدن؟ من هو هذا الرجل؟». كما قال ماكريستال إنه شعر بأنه تعرض «للخيانة» من قبل السفير الأميركي في كابول كارل ايكنبري العام الماضي خلال نقاش في البيت الأبيض بشأن الإستراتيجية في أفغانستان.
ونقلت المجلة عن مستشار لماكريستال لم تكشف هويته قوله إن الجنرال لم يعد بانطباع جيد من لقاء مع أوباما في البيت الأبيض بعيد تعيينه على رأس العمليات في أفغانستان. وأضاف المستشار «كان لقاء استمر عشر دقائق بغرض التقاط الصور». وتابع «لم يكن أوباما يعرف شيئاً عنه وعمن يكون (...) لم يبدِ الكثير من الاهتمام»، مؤكداً أن ماكريستال «خاب أمله كثيراً».
في هذه الأثناء، قال محققو في الكونغرس الأميركي في تقرير إن الولايات المتحدة تدفع ملايين الدولارات لقادة الميليشيات الأفغانية وربما لـ «طالبان» أيضاً لتأمين مرور قوافل الإمدادات للقوات الأميركية. وتتبع وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) نظاماً بتكليف شركات خاصة بمهمة نقل الإمدادات لأفغانستان وتترك لهذه الشركات مهمة تأمين نفسها وقوافلها حتى تركز القوات الأميركية على محاربة المتمردين. لكن يقول تقرير تناقشه لجنة في الكونغرس إن العواقب غير المتعمدة لهذا النظام تقوض الجهود الأميركية لمحاربة الفساد وتشكيل حكومة أفغانية فعالة.
وفي أفغانستان، قتل جندي بريطاني في انفجار وقع مساء أمس الأول في جنوب أفغانستان ليصبح بذلك الجندي الـ 301 الذي تخسره المملكة المتحدة في هذا البلد منذ بدء النزاع في العام 2001، حسبما أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أمس.
وفي حادث آخر، قال مسئولون إن هجوماً نفذته انتحارية أمس الأول أسفر عن إصابة 18 شخصاً في شرق أفغانستان. وقال محمد يونس رسولي نائب قائد شرطة إقليم فرح إن قنبلة زرعت على جانب الطريق في الإقليم انفجرت أمس، مما أسفر عن إصابة نائب محلي ونجله.
إلى ذلك، لقي سبعة مدنيين حتفهم وأصيب ثلاثة آخرون إثر انفجار قنابل كانت مزروعة على جوانب الطرق في غرب أفغانستان. من جهة ثانية، أعلنت «إيساف» في حصيلة جديدة أمس أن عشرة من جنود الحلف غالبهم من الأميركيين قتلوا أمس الأول في حوادث متفرقة في أفغانستان. وكانت حصيلة سابقة أفادت بمقتل 6 من قوات «إيساف».
العدد 2847 - الثلثاء 22 يونيو 2010م الموافق 09 رجب 1431هـ