تتوجه الأنظار اليوم (الثلثاء) إلى كيب تاون التي تحتضن مباراة نارية بين اسبانيا بطلة أوروبا والبرتغال في الدور الثاني من مونديال جنوب إفريقيا 2010، وستحمل هذه المباراة معها مواجهة مميزة بين هداف «لا فوريا روخا» دافيد فيا ونجم «سيليساو داس كويناش» كريستيانو رونالدو.
قد يكون رونالدو أكثر نجومية من فيا و»الوجه الإعلاني» الأكبر في العالم، إلا أن المهاجم الاسباني نجح ومن تحت الرادار في فرض نفسه القوة الضاربة في تشكيلة أبطال أوروبا خصوصا بعدما ساهم بشكل أساسي في قيادتهم إلى اللقب القاري قبل عامين وان كان غاب عن المباراة النهائية التي تغلب فيها الأسبان على الألمان بهدف سجله مهاجم ليفربول الانجليزي فرناندو توريس الذي تصدر حينها عناوين الصحف ونال الفضل في عودة بلاده إلى ساحة التتويج للمرة الأولى منذ 1964.
كشف رونالدو قبل وصوله إلى جنوب إفريقيا بأنه يريد أن يفرض سطوته على المسرح العالمي، لكن واقع الأمور يشير إلى عكس ذلك لان «أر 7» لم يجد طريقه إلى الشباك مع منتخب بلاده سوى في مناسبتين خلال الأشهر الـ 16 الأخيرة، الأولى في 11 فبراير/شباط 2009 من ركلة جزاء في مباراة ودية أمام فنلندا، والثانية بصورة «كاريكاتورية» ضد كوريا الشمالية (7/صفر) في الجولة الثانية من دور المجموعات.
من المؤكد أن رونالدو يعشق أن يكون في الأضواء لدرجة الغرور والتعجرف، لكن هاتين الصفتين لا مكان لهما في العرس الكروي العالمي لان المنافسة نارية ولا مكان للفرد إلا إذا كان يعمل لمصلحة الجماعة، والدفاع عن ألوان المنتخب الوطني يختلف تماما عن ارتداء قميص أي فريق كان.
يدرك رونالدو حجم المسئولية الملقاة عليه والصعوبة التي تنتظره وهو تذوق مع منتخب بلاده شدة المنافسة اعتبارا من التصفيات عندما اضطر البرتغاليون لخوض الملحق الأوروبي من اجل التأهل إلى النهائيات.
لم ينقل رونالدو تألقه على ساحة الأندية إلى المسرح الدولي ومنتخب بلاده بشكل كامل ولم يرتق حتى الآن إلى المستوى المنتظر منه وهو يأمل أن يسكت منتقديه أمام اسبانيا شرط أن يتبنى مدربه كارلوس كيروش تكتيكا مختلفا عن ذلك الذي اعتمده أمام البرازيل (صفر/صفر) في الدور الأول عندما لجأ إلى تشكيلة دفاعية بحتة، تاركا رونالدو وحيدا في خط المقدمة.
«عندما اعتزل اللعب أريد أن يتذكرني الجميع باني كنت لاعبا رائعا يحتذى به»، هذا ما قاله رونالدو، مضيفا «أريد أن ادخل التاريخ»، ولكي يتمكن البرتغالي من تحقيق الأمر عليه أن يقود «برازيليي أوروبا» إلى اللقب العالمي للمرة الأولى لكن الأمر لن يكون سهلا على الإطلاق لان المغامرة قد تنتهي عند حدود الدور الثاني على يد «لا فوريا روخا» وقناصه دافيا فيا الذي يبحث عن دخول تاريخ منتخب بلاده وان يصبح أفضل هداف في «لا فوريا روخا» ولكي يحقق ذلك قبل 11 يوليو/ تموز المقبل عليه أن يطيح برونالدو والبرتغاليين.
في المقابل، فرض فيا نفسه احد اخطر المهاجمين في العالم حاليا، وهو يبحث دائما عن إيداع الكرة داخل الشباك إذا لعب في مركز رأس الحربة أو في مركز متأخر بعض الشيء أو إذا لعب إلى الجهة اليسرى في تشكيلة هجومية، لكنه كان في الظل دائما كونه بقي وفيا لفالنسيا كثيرا، إلا أن الوضع سيتغير الموسم المقبل لأنه سيلعب مع برشلونة بعدما انتقل إليه مقابل 40 مليون، ما يعني أن موقعة «الكلاسيكو» ستحمل معها نكهة إضافية بوجود فيا والأرجنتيني ليونيل ميسي من جهة ورونالدو والبرازيلي كاكا والأرجنتيني الآخر غونزالو هيغواين في الجهة المقابلة.
وما هو مؤكد، أن اللعب مع برشلونة لن يغير فيا والتواضع الذي يتمتع به المهاجم الاسباني وهو ما لعب دورا كبيرا في ازدياد شعبيته، خصوصا انه دائما ما يقلل من شأن مساهماته ويشيد بالدور الكبير الذي يلعبه زملاؤه في نجاحاته، وهو فاز بهذه المعركة مع رونالدو لان الأخير يعتبر «ملك التعجرف» واكبر دليل على ذلك عندما سئل العام 2008 من هم أفضل ثلاثة لاعبين في العالم، فأجاب: «أنا الأول، وأنا الثاني، وأنا الثالث».
العدد 2853 - الإثنين 28 يونيو 2010م الموافق 15 رجب 1431هـ