تزايدت حدة الضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو أمس (الجمعة) من أجل استئناف المفاوضات مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) للإفراج عن الجندي جلعاد شاليط، غداة توضيح نتنياهو من أن إسرائيل ليست مستعدة للتوصل إلى اتفاق «بأي ثمن».
وأعرب نتنياهو عن استعداده «للإفراج عن ألف أسير» (فلسطيني)، مؤكداً ما تتناقله وسائل الإعلام الإسرائيلية منذ أشهر عن الإفراج عن ألف أسير فلسطيني على دفعتين متتاليتين من نحو 450 و550 أسيراً، مقابل الجندي الإسرائيلي الذي تأسره حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة منذ أربع سنوات.
من جهة أخرى، أطلقت أهم منظمات الاستيطان اليهودي في إسرائيل أمس حملة أطلقت عليها «الوعد هو الوعد» لمطالبة نتنياهو قبل زيارته واشنطن بعدم تجديد العمل بقرار تجميد الاستيطان.
وقال مجلس «يهودا والسامرة وغزة» (ييشع) الذي يمثل المستوطنين في الأراضي الفلسطينية في بيان إن نتنياهو «سيزور الأسبوع المقبل واشنطن وسيتعرض لضغوط ليجدد التجميد» المؤقت للاستيطان لمدة عشرة أشهر والذي أعلن في نوفمبر/ تشرين الثاني.
وأضاف رئيس المجلس، داني ديان أن نتنياهو «ومعظم الوزراء (...) قالوا بوضوح إن التجميد لن يتم تجديده. لقد أعطوا كلمتهم ومصداقيتهم على المحك».
وعلى صعيد عملية السلام، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية في تقرير لها أمس أن مستشاري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عوزي آراد ويتسحاق مولخو سيتوجهان إلى القاهرة غداً (الأحد)، لعقد لقاءات مع كبار المسئولين المصريين ومن بينهم مدير المخابرات العامة المصرية، عمر سليمان.
وأضافت أن المبعوثين سيطلعان المسئولين المصريين على المواقف التي سيطرحها نتنياهو على الرئيس الأميركي، باراك أوباما خلال اجتماعهما المرتقب في البيت الأبيض الثلثاء المقبل بما في ذلك رغبة إسرائيل في الانتقال إلى المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين. كما ستتناول هذه اللقاءات ما قامت به إسرائيل لتخفيف الطوق المفروض على قطاع غزة وإمكانية استئناف عمل المراقبين الدوليين وأفراد السلطة الفلسطينية في معابر القطاع.
وفي شأن تخفيف الحصار عن قطاع غزة، أثنى رئيس الكتلة البرلمانية لحزب اليسار في ألمانيا على اتخاذ البرلمان الألماني قراراً بالإجماع يطالب إسرائيل برفع حصارها عن قطاع غزة. وقال جريجور جيزي أمس إنه من النادر أن يتخذ البرلمان الألماني قرارات بالإجماع «لذا فإن اتخاذ هذا القرار بالذات بإجماع من البرلمان يعتبر حدثاً خاصاً»، مضيفاً: «على من يريد الحرية والأمن لإسرائيل أن يوفر الحرية والأمن للفلسطينيين». وطالب البرلمان الألماني مساء الخميس عبر جميع كتله الحزبية إسرائيل برفع الحصار عن غزة فوراً.
من جانبه أعرب موفد اللجنة الرباعية إلى الشرق الأوسط، طوني بلير الخميس في باريس عن أمله بأن تضع إسرائيل «خلال الأيام المقبلة» لائحة بالمواد التي لا يزال إدخالها إلى غزة ممنوعاً رغم تخفيف الحصار البري على القطاع.
وقال بلير في مقر وزارة الخارجية الفرنسية إثر اجتماع وزاري خصص لمساعدة الفلسطينيين «آمل أن نصبح خلال الأيام المقبلة في وضع نتسلم فيه لائحة نهائية بهذا الخصوص».
وأضاف «بعد الانتهاء من هذا العمل، سيوفر الأمر هيكلية مختلفة تماماً من شأنها أن تتيح لغزة أن تنشط».
وأوضح أنه سيتوجه إلى المنطقة خلال الأيام المقبلة.
وستحدد الحكومة الإسرائيلية هذه اللائحة السوداء قبل توجه نتنياهو إلى الولايات المتحدة في السادس من يوليو/ تموز.
من ناحيتها، قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاترين آشتون أن المشاركين في العشاء «اقترحوا المساعدة في فتح المعابر البرية في شكل سريع وفاعل» مع طواقم تخصص لهذه الغاية.
العدد 2857 - الجمعة 02 يوليو 2010م الموافق 19 رجب 1431هـ