العدد 2857 - الجمعة 02 يوليو 2010م الموافق 19 رجب 1431هـ

ماذا تعرف عن مخترع الكمبيوتر؟

لم تولد فكرة الحاسب الآلي على ايدي بيل جيتس وستيف جوبز، حيث ان بدايات الكمبيوتر تعود - في الحقيقة- إلى ثلاثينيات القرن الماضي في ألمانيا بحرف زد كبير، وهو الحرف الأول في اسم تسوزه أو على وجه الدقة كونراد تسوزه، التي تشير شواهد قوية إلى انه بنى أول حاسب آلي في العالم، وتحديدا في برلين.

سؤال تافه يوقظ حالة من النكران لدى طلاب علوم الحاسب الآلي الأميركي، هل الألمان هم من اخترعوا الحاسب الآلي؟ صحيح أنه أمر لا يمكن تصوره... لكنه حقيقي في واقع الأمر.

في الثاني والعشرين من يونيو/ حزيران الجاري، احتفلت المتاحف بمرور مئة عام على مولد رائد علوم الحاسب الآلي كونراد تسوزه ما جذب الانتباه لعمله المذهل.

في العام 1936، كان تسوزه يبلغ من العمر 26 عاما عندما بنى حاسبا آليا في شقته، كانت الآلة التي اخترعها بطول سرير مثبت في جدار غرفة علوي، كان الجهاز يحوي كل ما قد يحتاجه جهاز حاسب آلي حديث، وأطلق تسوزه على جهازه اسم «زد1».

كان بامكان تسوزه تحقيق ثروة تفوق ثروة بيل جيتس، لو توافرت له امكانات تسويقية مماثلة كتلك التي حظي بها جيتس. غير أن كونراد تسوزه، الذي تدرب ليصبح مهندساً مدنياً، مع ميول للهندسة المعمارية والميكانيكية عاش في حقبة حكم النازي.

ومع مرور الوقت طور النسخة الأولى من جهازه ليخرج «زد3 «-أول حاسب آلي رقمي تطبيقي عرفه العالم - وكان ذلك في مايو/ أيار العام 1941، وكانت الحرب قد بدأت بالفعل. ذلك يعني أن تسوزه لم يكن على اتصال من أي نوع ببريطانيا أو الولايات المتحدة، حيث كان العلماء في المؤسسات الكبرى يعملون بدورهم لبناء حاسب آلي.

وظل المخترع الألماني يعمل بمفرده، ويكسب قوت يومه من خلال العمل كمهندس في شركة «هنشل» لتصنيع الطائرات، ومقرها برلين.

وتمثل الدافع الذي عزز لدى تسوزه الرغبة في بناء آلته، في الأعمال الإحصائية والحسابية المملة الخاصة بعمليات تحليق الطائرات، آملا في أن ينقذه ذلك الاختراع من العمل المضني، وقال تسوزه بلهجة مرحة عن أسباب اختراعه للحاسب الآلي «أنا أكثر كسلاً من أن أجري الحسابات (بنفسي)».

أسس تسوزه بمفرده شركة «تسوزه - أباراتي - باو» أول شركة كمبيوتر في العالم، في برلي، غير أن قنبلة سقطت فوق مقر الشركة العام 1945 وتحطم زد 3، أما النسخة اللاحقة» زد 4 « فلم تكتمل، وحاول كونراد تسوزه أن يبدأ من جديد في ألمانيا الغربية.

ويذكر هورست تسوزه الابن الأكبر لكونراد (ولد العام 1945) تلك الفترة جيدا. كان أبوه يسمح له وهو صغير أن يأخذ قطعاً من بقايا مهملة من شركة أبيه التي تقع الآن في هيسن.

يقول هورست مازحا «ضممت تلك القطع لمجموعة نماذج قطاري مايركلن... لو علم أبي (وقتها) كم الصدمات الكهربية التي تعرضت لها... لمنع ذلك دون شك».

كان كونراد تسوزه أباً مثل كثير من الآباء في تلك الأيام، أيام إعادة البناء الاقتصادي. كان يعمل 16 ساعة يوميا وبالتالي كان يلتقي بأبنائه بشكل متقطع. ويذكر ابنه «كان يعيش بتواضع ويميل للتحفظ»، لكنه حافظ على إيقاع حياة الأسرة.

العدد 2857 - الجمعة 02 يوليو 2010م الموافق 19 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً