العدد 2859 - الأحد 04 يوليو 2010م الموافق 21 رجب 1431هـ

كاسياس السد الإسباني المنيع يمني النفس بفك نحس 60 عاماً

إذا كان دافيد فيا سجل هدف فوز منتخب بلاده اسبانيا في مرمى البارغواي (1-صفر) وقاده الى الدور نصف النهائي للمرة الأولى منذ العام 1950، فان الفضل الأكبر يعود الى قائده حارس المرمى ايكر كاسياس الذي اخرج كل ما في جعبته في لحظتين حاسمتين في الدور ربع النهائي على ملعب ايليس بارك في جوهانسبورغ.

تألق كاسياس ليس بالغريب على «سد منيع» مثله وخصوصا انه بين أفضل حراس المرمى في العالم في السنوات الأخيرة، لكنه إبان عن قدراته الخارقة بتصديه بارتماءه انتحارية لركلة جزاء اوسكار كاردوزو في الدقيقة 58 لو سجلها مهاجم بنفيكا البرتغالي لتحولت مجريات اللعب بشكل كبير وازدادت مهمة أبطال أوروبا صعوبة في تحقيق الفوز الذي بحثوا عنه منذ الدقيقة الأولى دون جدوى.

وعلق كاسياس على لحظة ركلة الجزاء قائلا: «كنت عصبيا خلال الركلة التي احتسبها الحكم للبارغواي، كانت مسئولية كبيرة على عاتقي!، مضيفا «ما حدث في ركلة الجزاء أمر عرضي، لقد حالفني الحظ واستطعت التصدي لها. لقد قررت الارتماء في هذه الزاوية بفضل نصائح بيبي رينا قبل المباراة، إذ قال لي أن كاردوزو اعتاد التسديد نحو الجهة اليمنى وبقوة عند ضربات الجزاء. لقد نجحت في التصدي للركلة بفضل الحدس والحظ ومساعدة رفيقي».

لكن حارس مرمى ليفربول الانجليزي رينا علق على كلام كاسياس بابتسامة عريضة وقال: «يعود الفضل له، لأنه من تصدى لركلة الجزاء. لا أعلم إن كنت قد ساعدته أو أدخلت الحيرة إلى قلبه. لقد تحدثت معه في هذا الأمر لأن كاردوزو سدد ضدي ركلة جزاء بهذا النحو في مباراة ضد بنفيكا» في إشارة الى مواجهة الفريقين في مسابقة يوروبا ليغ هذا الموسم.

وعلى رغم تواضع كاسياس، وادعائه بأن التصدي لركلة الجزاء أمر «عرضي»، إلا أنه حقق بهذه المناسبة إنجازا تاريخيا غير مسبوق. إذ أصبح أول حارس مرمى يتمكن من صد ركلتي جزاء في دورتين مختلفتين من نهائيات كأس العالم، بعدما تصدى لركلة جزاء ضد جمهورية ايرلندا في ثمن نهائي مونديال كوريا الجنوبية واليابان 2002.

لم تتوقف براعة كاسياس عند هذا الحد، بل أنقذ مرماه من هدف التعادل في مناسبتين في مدى ثانيتين بردة فعل رائعة إذ تصدى في الوهلة الأولى لتسديدة قوية لمهاجم بوروسيا دورتموند الألماني لوكاس باريوس من داخل المنطقة فارتدت منه الى مهاجم مانشستر سيتي الانجليزي روكي سانتا كروز غير المراقب داخل المنطقة فأطلقها قوية بيمناه لكن شجاعة كاسياس كانت أقوى وابعد الكرة بقدمه اليمنى الى ركنية (88).

وأضاف كاسياس «كانت المباراة صعبة جدا لكن ذلك كان طبيعيا لأننا كنا نخوض الدور ربع النهائي. أعتقد انه كان بإمكاننا اللعب بطريقة أفضل لكن الأهم في النهاية هو أننا تأهلنا الى دور الأربعة».

وأشاد مهاجم ليفربول فرناندو توريس بكاسياس قائلا «نملك لاعبين من الطراز الرفيع في جميع الخطوط، لكن هذا اليوم هو يوم كاسياس بلا منازع، ولاشك أنه يستحق كل الإشادة والتنويه»، وحذا حذوه المدافع كارلوس مارشينا، بديل كارليس بويول في أواخر الشوط الثاني، وقال: «لدينا الثقة التامة في كاسياس، لأنه حارس ممتاز، وقد أثبت هذا الأمر مجددا في مباراة البارغواي».

من جهته، أكد هداف «فوريا روخا» أن كاسياس كان سدا منيعا كعادته، وقال «لقد أنقذنا كثيرا، وسينقذنا في المستقبل»، فيما قال مدافع برشلونة جيرار بيكيه الذي تسبب بركلة الجزاء اثر إعاقته كاردوزو داخل المنطقة: «يمكن الاعتماد على إيكر دائما، كما أن اللعب بجواره شرف عظيم».

أما اندريس انييستا صانع هدف الفوز فقال «لطالما قدم لنا إيكر يد العون عندما نكون في الحاجة إليه».

أسكت كاسياس منتقديه الذين لم يرحموه منذ مسئوليته في الهدف الذي خسرت به اسبانيا المباراة الأولى أمام سويسرا موجهين الاتهام الى صديقته المعلقة في التلفزيون الاسباني التي شتت تركيزه بتواجدها في الملعب وأخذها تصريحات منه خلال فترة الإحماء.

لم يعر كاسياس الذي دخل مرماه هدفان فقط حتى الآن (هدف تشيلي 1-2 في ثمن النهائي)، أي اهتمام للانتقادات وواصل تركيزه وإبداعه في المباريات على غرار مسيرته مع فوريا روخا في كأس أوروبا العام 2008 عندما ساهم بقيادته الى إحراز اللقب واختير أفضل حارس مرمى في البطولة، وكذلك صفوف ناديه الملكي الذي نشأ في صفوفه وخاض معه حتى الآن 518 مباراة منذ 1999 إذ يعتبر أكثر حارس مرمى خوضا للمباريات في تاريخ ريال مدريد وهو توج معه خلالها بلقب مسابقة دوري أبطال أوروبا مرتين عامي 2000 و2002 والكأس السوبر الأوروبية العام 2002 والكأس القارية «انتركونتيننتال» العام 2002 والدوري المحلي أعوام 2001 و2003 و2007 و2008 والكأس السوبر المحلية أعوام 2001 و2003 و2008، وكأس سانتياغو برنابيو أعوام 2000 و2003 و2005 و2006 و2007 و2008.

واعتبر كاسياس بان الفوز على البارغواي سيفتح صفحة جديدة للكرة الاسبانية التي لم تحقق أي انجاز على الصعيد العالمي.

وكانت أفضل نتيجة حققتها اسبانيا حلولها رابعة في مونديال 1950 في البرازيل، وهي فشلت في إحراز اللقب العالمي حتى في البطولة التي استضافتها العام 1982.

وآمل كاسياس أن يضع منتخب بلاده حدا لنحس لازمه 60 عاما وقال في هذا الصدد: «نحن امة عريقة في كرة القدم، لكن لأسباب مختلفة لم يحالفنا الحظ على الصعيد العالمي».

وأضاف «في بعض الأحيان لم نكن محظوظين بقرارات التحكيم» في إشارة الى خروج منتخب اسبانيا على يد كوريا الجنوبية في ربع نهائي نسخة 2002 عندما سجل المنتخب الاسباني هدفا صحيحا لم يحتسبه الحكم المصري جمال الغندور، بعد استشارة حامل الراية، لأنه اعتبر بان الكرة التي جاء منها الهدف الاسباني كانت اجتازت خط الملعب قبل أن يمررها احد اللاعبين.

وخرجت اسبانيا في تلك المباراة بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي.

وتابع «يبدو أن سوء الحظ يلازم المنتخب الاسباني في المحافل الدولية، لكن علينا أن نضع حدا لهذا النحس الذي لازمنا طويلا ونتأهل الى النهائي ونلعب بمستوانا الحقيقي».

وأوضح «لطالما خضنا نهائيات كأس العالم من اجل أن نحقق شيئا وليس فقط لمجرد المشاركة، وآمل أن تكون مشاركتنا الحالية ناجحة بجميع المقاييس».

العدد 2859 - الأحد 04 يوليو 2010م الموافق 21 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً