يبحث مهاجم برشلونة الجديد دافيد فيا عن دخول تاريخ منتخب بلاده اسبانيا بعدما أصبح على بعد هدف واحد من معادلة الرقم القياسي من حيث عدد الأهداف مع «لا فوريا روخا» والمسجل باسم راؤول غونزاليز وذلك بعد قاده أمس للتأهل الى نصف النهائي للمرة الأولى منذ 1950 بتسجيل هدف الفوز على البارغواي 1-صفر ضمن ربع نهائي مونديال جنوب إفريقيا 2010.
«أن انهي البطولة كأفضل مسجل يعتبر من آخر همومي»، هذا ما قاله فيا أمس الأول بعد أن تصدر ترتيب هدافي النسخة التاسعة عشرة برصيد 5 أهداف، رافعا رصيده الى 8 أهداف في النهائيات و43 مع المنتخب ليصبح على بعد هدف واحد من راؤول غونزاليز الذي احتاج الى 102 مباراة لتسجيل 44 هدفا، أي ما معدله 0.431 هدف في المباراة الواحدة، في حين أن فيا احتاج 63 مباراة فقط ليسجل 43 هدفا، أي ما معدله 0.683 هدف في المباراة الواحدة.
وأضاف فيا الذي أصبح أفضل هداف اسبانيا في نهائيات كأس العالم بعدما تقدم على اميليو بوتراغوينيو وفرناندو هييرو وفرناندو مورينيتيس وراؤول، «الأمر الأهم هو أن نصل الى النهائي أن كان من خلال تسجيلي أو تسجيل احد غيري. أنا سعيد بتسجيلي الأهداف لكني أكثر سعادة عند يفوز الفريق».
ومن المؤكد أن المنتخب الاسباني سيكون بحاجة ماسة لأهداف فيا عندما يواجه نظيره الألماني القوي جدا، وخصوصا أن مهاجم فالنسيا السابق سجل 5 من أهداف «لا فوريا روخا» الستة في النهائيات حتى الآن في ظل عجز شريكه في خط الهجوم فرناندو توريس عن إيجاد طريقه الى الشباك حتى الآن.
«أمل أن أسجل في هذه النهائيات. أنا متأكد من أني سأحقق هذا الأمر»، هذا ما قاله توريس الذي يأمل أن يكرر ما حققه قبل عامين عندما سجل هدف الفوز لاسبانيا في نهائي كأس أوروبا على حساب «داي مانشافت».
وكان المدرب فيسنتي دل بوسكي اخرج توريس مجددا من الملعب في الدقيقة 56 بعدما فشل في إيجاد طريقه للشباك في 5 مباريات على التوالي، وقد علق مدرب «لا فوريا روخا» على هذا الموضوع قائلا: «من الناحية البدنية هو في وضع جيد. بإمكاني القول بأننا أخرجناه لان الفريق لم يكن يلعب بطريقة جيدة لكننا سعداء بالعمل الذي يقوم به فرناندو، ونأمل أن يقدم أداء أفضل في المباراة المقبلة».
وبخصوص الموقعة المقبلة مع ألمانيا التي ألحقت أمس الأول أقسى خسارة بالأرجنتين (4-صفر) في النهائيات منذ 1958 عندما خسرت أمام تشيكوسلوفاكيا (1-6)، قال دل بوسكي «نأمل أن نرفع مستوى لعبنا. نأمل أن تكون مباراتنا المقبلة، كما حال المواجهة الأخرى في نصف النهائي (بين هولندا والاوروغواي)، جيدة لكرة القدم. نأمل أن نلعب بشكل أفضل وان نحتفل بالتأهل الى النهائي».
وبدوره تحدث توريس عن مواجهة ألمانيا التي دكت شباك انجلترا 4-1 في الدور الثاني ثم الأرجنتين 4-صفر في ربع النهائي بعد أن افتتحت مشوارها بالفوز على استراليا 4-صفر أيضا، قائلا «الجميع يقول بان الألمان لا يملكون أفضل دفاع، لكني أخالفهم الرأي، كما أنهم اظهروا أيضا أنهم يملكون هجوما جيدا. يملكون لاعبين مميزين مثل (ميروسلاف) كلوزه و(لوكاس) بودولسكي اللذين يلعبون بطريقة جيدة، لكن الأمر لا يتعلق بالأسماء».
وواصل «إنها الحظوظ متكافئة 50-50، ستكون المباراة متقاربة. إنهم يفتقدون ميكايل بالاك (يغيب عن النهائيات بسبب الإصابة) لكنهم يقدمون دائما عروضا جيدة ونجح مسعود أوزيل في أن يكون خير بديل له».
أما لاعب الوسط المميز اندريس انييستا الذي كان خلف الهدف الذي سجله فيا في الدقائق الأخيرة من مباراة أمس الأول فأشار الى انه يتطلع بفارغ الصبر الى مواجهة ألمانيا، مضيفا «سنلعب ضدهم مجددا لكني لا اعتقد أن ما حصل قبل عامين سيكون له أي تأثير على هذه المباراة. قدمت ألمانيا أداء رائعا في هذه النهائيات حتى الآن، وبعيدا عن نتائجهم الرائعة هم يقدمون مستوى مميزا جدا أيضا».
وواصل لاعب وسط برشلونة الذي اختير أفضل لاعب في مباراة أمس الأول على ملعب «ايليس بارك» في جوهانسبورغ، «من المؤكد إنهم سيكونون متحفزين جدا لكننا نحن أيضا في قمة مستوانا وعازمون على التقدم خطوة أخرى، ستكون مباراة بين فريقين يحبذان الاستحواذ على الكرة. اعتقد بأنها ستكون مباراة رائعة».
وعن الفوز الصعب الذي حققه أبطال أوروبا على البارغواي أمس الأول، اعتبر انييستا أن سبب ذلك يعود الى نجاح المنتخب الأميركي الجنوبي في منح الإسبان من تقديم أفضل ما لديهم، مضيفا «لقد واجهنا كافة أنواع المشاكل في هذه المباراة، كنا نعلم بأنها ستكون مباراة صعبة لان البارغواي كانت تلعب بطريقة جيدة طيلة البطولة. لقد صعبوا الأمور على جميع منافسيهم وهذه المباراة حسمت بحركة سريعة واحدة».
وكان انييستا توغل في منتصف المنطقة بمجهود فردي رائع وسحب الدفاع نحوه قبل أن يعكس الكرة الى الجهة اليمنى لزميله في النادي الكاتالوني بدرو رودريغيز الذي سدد في القائم الأيمن فعادت الكرة الى فيا المتواجد على الجهة اليسرى فسددها بيمناه في القائم الايسر ثم ارتدت الى الأيمن قبل أن تتهادى داخل الشباك.
وواصل انييستا «علينا أن نكون سعداء وفخورين لأننا بين أفضل أربعة منتخبات في العالم وهو أمر رائع فعلا. الآن يجب أن نبدأ التفكير في ألمانيا، ذلك المنتخب الذي دائما ما قدم عروضا خارقة. ستكون مباراة جميلة جدا، ويجب أن نتحلى فيها بعزيمة قوية وإرادة حديدية. إننا نمر بفترة جيدة وتتملكنا رغبة جامحة في المضي قدما. أن قوة هذه المجموعة تكمن في روحها الجماعية ويجب أن تكون تلك الروح سلاحنا في رحلة السعي نحو المجد».
وستكون مواجهة الأربعاء الرابعة في النهائيات بين اسبانيا وألمانيا ولم تفز الأولى في أي مناسبة حتى الآن، إذ خرجت ألمانيا الغربية فائزة 2-1 في الدور الأول من مونديال 1966، وبالنتيجة ذاتها في الدور الثاني لمونديال 1982، وتعادلا 1-1 في الدور الأول لمونديال 1994.
لكن الإسبان يتفوقون في نهائيات كأس أوروبا إذ فازوا مرتين في دور المجموعات العام 1984 (1-صفر) ونهائي 2008 (1-صفر)، فيما فاز الألمان مرة واحدة في دور المجموعات العام 1988 (2-صفر).
والتقى المنتخبان في 12 مباراة ودية ويتعادلان بأربعة انتصارات لكل منهما مقابل 4 تعادلات.
العدد 2859 - الأحد 04 يوليو 2010م الموافق 21 رجب 1431هـ