«الظاهرة» البرازيلي رونالدو الذي أثبت وجوده وجعل الجميع في العالم يصفق له سواء كان مؤيداً له أو من هم عكس ذلك الا ان هذا النجم الكبير فاق اقرانه بأمور كثيرة من التهديف الفريد والمنوع في إحرازه للأهداف وكيفية الهروب من الرقابة والتوغل بالسرعة المباغتة وإحراز الأهداف بصورة لا تكون على البال ما يجعل عنصر الإعجاب واضحاً من الجماهير العالمية. رونالدو الذي برز بشكل واضح وصريح في مواجهة فرق قوية ولاعبين لديهم المهارة والقوة الا ان رونالدوا تفوق عليهم بالأداء الجاد واستطاع إحراز (15 هدفاً) على مدى مشاركته في كأس العالم وتحدى الإصابات حتى كان فريقاً كاملاً يعول عليه المدرب في فريقه والمنتخب.
نجوميته بدأت في هولندا وانتقلت إلى برشلونة ومن ثم إلى ريال مدريد مروراً بميلان ولكن مازالت الجماهير تتذكره جيداً ومازالت أهدافه الصريحة في مرمى الفرق الأخرى قيد الذكريات حتى سمي بالظاهرة الفريدة التي لم يوجد لها بديل خلال مونديال جنوب افريقيا 2010.
بعد رونالدوا في هذا المونديال هل هناك نجوم ظهرت لتكون بديلة للظاهرة رونالدو. فكانت العيون تتبع اثنين من النجوم احدهما في ألمانيا كلوزة الذي كان حاضراً في أكثر من مونديال وهو الآن على مقربة من انجاز رونالدو عندما تفوق على مولر (1974) بـ15 هدفاً واليوم كلوزة امامه فرصة تاريخية للوصول إلى هذا الرقم فيما لو استطاع ان يحرز هدفاً في مرمى الاسبان والا ترك رونالدو وحيداً في المقدمة العالمية لو فشل في إحراز أهدافه وخرج فريقه.
اما فيا فمازال المستقبل امامه وهو يخطو خطواته العالمية الأولى بـ5 أهداف ومازال صغير السن لكنه يتمتع بحس تهديفي فريد ولديه المهارة والفنيات واللياقة وبالتالي هو أمام تاريخ قد ينقله من النجومية الفردية إلى النجومية العالمية وخصوصاً عند انتقاله إلى برشلونة النجوم. ولكن مع الأيام المقبلة هل يستطيع هذا النجم انتزاع لقب الظاهرة من رونالدو أم الاكتفاء بالتألق والتهديف فقط.
عن الظاهرة رونالدو مقارنة بالنجمين كلوزه وفيا رصد «الوسط الرياضي» الرأي الفني للمدرب الوطني احمد سوار الذي قال: «أعتقد في هذه البطولة العالمية أننا لم نر نجوماً مميزة فمع بداية المونديال شاهدنا طرق اللعب لمعظم المنتخبات دفاعية وحذرة ولم تخرج نتائج المباريات عن (1/صفر) و(1/2) باستثناء لقاءات ألمانيا والبرتغال أمام كوريا الشمالية. وبالتالي لم يكن أداء اللاعبين في المستوى المطلوب ولم يرتق إلى الحال المأمولة وخصوصاً هذين النجمين (كلوزه وفيا) مقارنة بالفرق التي لعبا ضدها فهي فرق لم تبد المستويات القوية مثل رونالدو عندما واجه فرقاً أقوى من هذا المونديال ولذلك لا نستطيع من خلال هذه المقارنة ان نطلق على هذين النجمين بالظاهرة إذ مازال هذا اللقب بحوزة البرازيلي رونالدو».
وأضاف «النجم الألماني كلوزه يلعب بصورة جماعية ويساعد زملاءه في أداء المهمة ويساعدونه أيضاً بحكم خبرته. وهو يدرك جيداً انه المونديال الأخير الذي يلعب فيه فلذلك يريد أن يصنع لنفسه تاريخاً مميزاً بالتفوق على رونالدو بالأهداف. يجيد هذا النجم الكرات الراسية واللعب بالقدمين وخبرته أفضل من فيا وفريقه معظمه من الوجوه الشابة (20 سنة) واستطاع التأقلم معهم والتعامل معهم بامتياز. بل هو هداف مميز ويأخذ الأماكن المناسبة والخطرة وليس فقط داخل منطقة الجزاء وتمركزه سليم ولديه مهارة جيدة في إحراز الأهداف».
أعتقد أن مدرب الفريق لوف في وضع طريقة اللعب وضع في حساباته ان يكون كلوزة مؤثراً فيها في إحرازه الأهداف ولكن لن يلعب براحة مطلقة بل سيواجه دفاعاً صلباً والأوراق مكشوفة للفريقين.
وتابع: «اما نجم اسبانيا فيا فهو هداف خطر وصريح من الطراز الأول وأعتقد الحظ لم يكن مع فريقه الذي أضاع فرصاً كثيرة في مباراة الباراغواي. ولكن فيا لاعب فردي أكثر منه جماعي ولكن لديه المهارة التي يتفوق بها على كلوزة داخل منطقة الجزاء».
أيضاً نشاطه واضح. والمدرب اخرجه من منطقة الجزاء لكي لا يتعرض إلى الرقابة ومن ثم الاختراق السريع والدليل التهديف. ويمتاز باللعب بالقدمين والكرات الراسية ولاعب سريع وأعتقد أن المستقبل امامه كبير قد يتفوق على رونالدو في الأداء والتهديف ولكن اعتقد أن رونالدو أخطر ولن يظهر مهاجم أخطر وأفضل منه بانطلاقته السريعة واحرازه الأهداف. ومهارة رونالدو أفضل من هذين النجمين في التهديف ولكن مع ذلك أتوقع أن تظهر موهبته في برشلونة والمنتخب.
العدد 2861 - الثلثاء 06 يوليو 2010م الموافق 23 رجب 1431هـ