العدد 2863 - الخميس 08 يوليو 2010م الموافق 25 رجب 1431هـ

إسبانيا تستعيد أخيراً أسلوبها المفضل «السيطرة المطلقة»

في أول تصريح لدافيد فيا عقب تأهل منتخب بلاده إلى نهائي الأحلام لأول مرة في تاريخ البلاد، أكد هداف برشلونة الجديد أنه «من الصعب الفوز على إسبانيا عندما تلعب بشكل جيد.» وبالفعل، فقد سيطرت كتيبة لاروخا على مجريات موقعة نصف النهائي أمام ألمانيا منذ بدايتها وحتى الرمق الأخير، بعدما استرجعت مفاتيح لعبها الاستعراضي الجميل الذي أعاد إلى الأذهان تلك العروض الرائعة التي خلبت ألباب عشاق الساحرة المستديرة خلال نهائيات بطولة أوروبا 2008، والتي تُوجت فيها بطلة للقارة العجوز على حساب المانشافت وبنتيجة هذه الليلة نفسها. وكما كان الشأن عقب نهائي فيينا قبل سنتين، تقبل الألمان هزيمتهم بروح رياضية مرة أخرى معترفين بقوة الخصم وتفوقه، إذ أكد المدافع مارسيل يانسن أن «الاسبان كانوا أقوى بكثير، إذ يلعبون بأسلوب فريد. إنهم يندفعون جميعاً نحو الأمام ويوحدون الجهود لاسترجاع الكرة في أقرب وقت بمجرد إضاعتها».

ومن جهته، علق المدرب يواكيم لوف على خسارة فريقه بالقول: «لقد لعب الاسبان بذكاء كبير ومهارة خارقة لدرجة استعصى علينا معها اللعب بطريقتنا. إنهم يتمتعون برشاقة كبيرة عند تمرير الكرات بينهم ومحاصرة الخصم والضغط على حامل الكرة. لقد عانينا خلال محاولاتنا لاسترجاع الكرة أمام منافس أظهر تفوقه علينا بجلاء».

وفي المقابل، عمت أجواء الفرحة والسعادة في معسكر أبناء شبه الجزيرة الأيبيرية، ليس فقط لأنهم حققوا إنجازاً تاريخياً ببلوغهم نهائي كأس العالم لأول مرة في تاريخهم، بل لأنهم نجحوا أيضاً في استعادة طريقة لعبهم السلسة التي تعتمد على التمريرات القصيرة والهجوم بأكبر عدد من اللاعبين، وهو الأسلوب الذي جعل كتيبة فيسنتي دل بوسكي منزهة عن الخسارة على امتداد أشهر طويلة من السنوات الأخيرة. وقد أوضح لاعب وسط ميدان برشلونة سيرخيو بوسكيتس، أن موقعة دوربن «كانت أفضل مباراة لعبتها إسبانيا في هذا المونديال حتى الآن.» أما صانع الألعاب المتميز أندريس إنييستا فقد صرح قائلاً: «إنها لحظة مليئة بالسعادة والسرور ويجب أن ننتشي بها إلى أقصى الحدود لأن الفريق قدم مباراة ولا في الأحلام ونحن نستحق أن نكون في النهائي من دون شك.»

أمام عجز المهاجمين على هز الشباك، اضطلع قلب الدفاع كارليس بويول بدور المنقذ في مباراة بدت وكأنها تسير في طريقها إلى التعادل، إذ سجل هدف الفوز من رأسية بمنتهى الدقة والإتقان، بعدما تفوق على المدافعين الألمان، بل وحتى على زميله جيرار بيكيه. وقد أثنى دافيد فيا على زميله الجديد في برشلونة قائلاً: «إننا نشعر بسعادة لا توصف، فقد بدأنا نحقق أحلامنا شيئاً فشيئاً. أنا سعيد لوجودنا في النهائي ولا يهم إن كنت قد سجلت أم لم أسجل، إذ تولى بويول الأمر بنفسه وأحرز هدفاً ولا أروع».

ولم تقتصر عبارات المدح والثناء في حق صاحب القميص رقم 5 على لسان هداف لاروخا فحسب، بل انضم إليه زافي هيرنانديز، إذ قال صانع الألعاب ورفيق دربه في قلعة «كامب نو»: «لقد كان يومَ بويول بامتياز. إذ سجل هدفاً خرافياً، وقد كان يستحقه فعلاً بالنظر إلى عمله الحثيث وقتاليته في خط الدفاع».

وبدوره، نوه بوسكيتس بأداء مُلهمه في كتيبة لاروخا، مؤكداً أن بويول «يستحق هذا الإنجاز أكثر من غيره، إذ فعل كل ما يمكن فعله في هذه المباراة، فقد دافع ببسالة وهاجم بشراسة. إنه واحد من أفضل المدافعين في العالم، وربما يكون هذا المونديال الأخير في مسيرته الكروية، وبالتالي فإنه يستحق أن يعيش أمسية خالدة كهذه».

وبعدما كتب فصلاً جديداً في تاريخ مشاركات بلاده ضمن منافسات أم البطولات، ترك المدافع العملاق أرضية الملعب بتواضع كبير، مدركاً في قرارة نفسه أن الهدف الأسمى ما زال لم يتحقق بعد، وهو ما أكده فيا في ختام حديثه عندما صرح قائلاً: «بعدما بلغنا هذه المرحلة، أصبحنا نضع اللقب نصب أعيننا، إذ يتعين علينا الفوز في النهائي ولا شيء سواه».

العدد 2863 - الخميس 08 يوليو 2010م الموافق 25 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً