كشفت رئيسة لجنة «خريجون بلا عمل»، إيمان الحبيشي عن رصد اللجنة 1117 عاطلا وعاطلة من العلوم الإنسانية (علم نفس، علم اجتماع وخدمة اجتماعية).

ولفتت خلال حديثها إلى برنامج «مجهر تربوي» الذي يبث اليوم (الاثنين) على «الوسط أون لاين»، واستضاف عددا من العاطلين في مختلف التخصصات (فنون تربوية، علوم إنسانية، تربية رياضية وإحصاء) إلى تناقل الأوساط التربوية لوجود قائمة توظيف جديدة، معولة في ذلك على فتح وزارة التربية والتعليم الباب لاستقبال أوراق خريجي الخدمة الاجتماعية وعدم ورود أسمائهم في القائمة الأولى.

وذكر خريجو التربية الرياضية في البرنامج أن عدد العاطلين من هذا التخصص وصل إلى 250 عاطلا وعاطلة، مطالبين بتوظيفهم في الأندية والاتحادات ومؤسسات الرياضة، في الوقت الذي دعا العاطلون من جميع التخصصات إلى توحيد معيار التوظيف ومراعاة تقادم المعلومات بالنسبة إلى العاطلين وتدشين لجنة محايدة للمسابقات الوظيفة وأخرى للتظلم.

وفيما يأتي اللقاء مع عدد من العاطلين من تخصصات (العلوم الإنسانية، تربية رياضية وفنون تربوية وإحصاء):

نزلت قائمة توظيف التربية الجديدة نهاية الأسبوع الماضي، فما تعليقكم عليها بما أنكم تمثلون عدداً من التخصصات، تشمل فنونا تربوية (إحصاء وبحوث عمليات، علم النفس، علم اجتماع والتربية الرياضية)؟

- عاطلات الفنون التربوية: هناك نقص حاد في المدارس الحكومية فيما يتعلق بمدرسات الفنون التربوية والعدد الذي أعلن عنه في الصحف المحلية في قائمة توظيف التربية لا يتناسب مع هذا النقص، وعلى الوزارة التنبه لذلك، والدليل على ذلك فترة التدريب العملي التي كشف عن الكثير منها النقص ولجوء الوزارة إلى شغر وظائف الفنون بمعلمات نظام الفصل أو معلمات من مدارس أخرى، الأمر الذي بالضرورة يؤثر على مستوى الطالب بتلقيه معلومات من غير المتخصصين فيها.

كم عدد الذين تم توظيفهم في القائمة المرفقة؟

- حالياً وبناء على القائمة الأخيرة 16 خريجة وخريجين، بما يعني 18 فقط.

نوجه سؤالنا إلى خريجي الإحصاء، ماذا بالنسبة لكم؟

- هناك جهل بتخصص الأحصاء في جميع مؤسسات الدولة وبالإمكانات التي يمتلكها والشواغر التي تناسبه وللأسف يبدو أن وزارة التربية والتعليم ليست بمعزل عن هذا الجهل بالتخصص ونعول في حديثنا هذا على عدم فتح باب التقدم لخريجي التخصص لشواغرها حتى اليوم.

هل تمتلكون مؤهلا تربويا؟

- لا، ولكن جميع من يتخرجون من تخصص الرياضيات أيضا لا يمتلكون مؤهلا تربويا، وفي المقابل تفتح لهم الوزارة الباب للتقدم لشواغرها. وأود أن أشير إلى أن الإحصاء هو أحد فروع الرياضيات وليس له قسم خاص في الجامعة وندرس ما لا يقل عن 60 في المئة من مقررات تخصص الرياضيات، ومن هذا البرنامج نطالب الوزارة بفتح الباب لنا لشغر شواغر الرياضيات.

انطلق وفد من وزارة التربية والتعليم إلى مصر والأردن لاستقدام عدد من المعلمين من بينهم تخصصات الرياضيات، فما تعليقكم؟

- هناك حاجة ونقص في هذا التخصص ولو كانت الوزارة جادة في تعاطيها مع ملف العاطلين لحاولت سد نقص خريجي الرياضيات بخريجي الإحصاء عوضا عن الاستقدام، وللعلم لدينا إفادة من 2004 من جامعة البحرين توصي بتوظيفها في شواغر الرياضيات بما أننا جزء من هذا التخصص، ولم تلق تلك الإفادة أية اهتمام من الوزارة حتى اليوم.

كم عدد الذين وردت أسماؤهم في تخصص الإحصاء في القائمة؟ ومتى فتح هذا التخصص في الجامعة؟

- لا يوجد، فلم يفتح لنا المجال من سنين، وفتح التخصص تقريباً العام 2000.

وهل تم توظيف أحد خريجي هذا التخصص منذ ذلك الحين؟

- التوصية منذ 2004 ولم يتم توظيف أي خريج من هذا التخصص في سلك التدريس والبعض منهم لجأ إلى القطاع الخاص أو العمل في وزارات أخرى في غير تخصصه بالطبع.

عاطلو تخصص التربية الرياضية، ما هو موقعكم من القائمة؟

- عمدت التربية إلى توظيف 17 عاطلا من هذا التخصص، 10 منهم من البنات ونعتبر هذا العدد بمثابة الإجحاف فهناك 55 عاطلا و200 عاطلة على قوائم الانتظار.

نعلم أن تخصص التربية الرياضية من التخصصات المطلوبة ولاسيما بالنسبة للذكور، فكيف حدث ذلك؟

- قبل 5 سنوات كان عدد العاطلين من الذكور في هذا التخصص لا يتجاوز 5 عاطلين واليوم ارتفع العدد إلى 55 ولو أن الوزارة عمدت لتوظيف كل خريج من البداية لما تراكمت أعداد العاطلين والأمر ينطبق على البنات أيضا، ونفسر ذلك بأن المحسوبية واعتبارات أخرى تدخل في عملية التوظيف، الأمر الذي أسهم في ارتفاع عدد العاطلين إلى 250 بين ذكور وإناث.

عاطلو علم النفس والتخصصات الاجتماعية والتي وصفت بالتخصصات الصعبة، ما تعليقكم على القائمة؟

- خلت القائمة من أسماء التخصصات الإنسانية والاجتماعية على رغم فتح الباب لخريجي الخدمة الاجتماعية، وكعاطلي علم النفس انخرطنا في هذه الدراسة بناء على وعود الوزارة بالحاجة إلى هذا التخصص وكانت الوزارة في السابق تعمد إلى توظيف خريجي هذا التخصص بشكل مباشر. ومن وجهة نظر شخصية أرى أن أزمة تخصصات العلوم الإنسانية والاجتماعية هي أزمة مفتعله وأعول في ذلك على استثناء علم النفس من شواغر الإشراف الاجتماعي الأمر الذي خلق هذه الأزمة وفاقم أعداد العاطلين.

منذ متى تم وقف قبول أوراقكم في المسابقات الوظيفية التي تدشنها التربية؟

- قبل أربع سنوات على رغم استحداث مقررات كالمواطنة يمكن لخريجي العلوم الإنسانية والاجتماعية شغرها، وللأسف نحن نعلم بأن هناك معلمين يدرسون مقررات لا علاقة لهم بها فضلا عن استقدام الوزارة معلمين عربا وأجانب.

إيمان الحبيشي أنتِ رئيسة لجنة «خريجون بلا عمل» وسبق أن دشنتم مؤتمرا وعريضة، ما هي آخر تطوراتكم في تناول ملف العلوم الاجتماعية بشكل خاص والعاطلين بشكل عام؟

- كان لنا يوم الخميس الماضي اعتصام أمام ديوان الخدمة المدنية كان موجها ضد سياسة استقدام مدرسين من الخارج في ظل وجود عاطلين بحرينيين، وفي البيان الذي أطلقناه طلبنا في جزئية منه أن يفتحوا المجال لجميع التخصصات في المسابقات الوظيفية التي تم استثناؤها، ومن ضمنها الإحصاء علم الاجتماع وعلم النفس.

وأود أن أشير هنا إلى أنه تم استثناء علم الاجتماع على رغم إقرار ديوان الخدمة المدنية في وصفه الوظيفي للتخصص بأن من يشغل وظيفة الإرشاد الاجتماعي هم خريجو علم الاجتماع أو ما يشابهه من تخصصات ثانية. وللأسف تم استثناء علم النفس والاجتماع واستقبال أوراق الخدمة الاجتماعية فقط.

وللعلم أن خريجي علم الاجتماع ليس بمقدورهم شغر وظائف التدريس والإرشاد فقط وإنما دورهم يتجاوز ذلك ويمكن أن تكون لهم شواغر في إدارات الوزارة.

بعد كل سنوات التعطل، ألم تصلوا إلى قناعة بضرورة البحث عن بديل عن التربية؟

- الكثير منا يئس ولجأ إلى القطاع الخاص وعمل في مجال بعيد جدا عن تخصصه سواء بدعم من تمكين أو من دونه.

هل توظف أحد منكم في سلك التدريس؟

- توظف واحد فقط كمشرف اجتماعي منذ سنوات، ونحن نقول كلجنة وكعاطلين إن تخصص علم الاجتماع هو تخصص غامض بالنسبة للوزارة والمشكلة الأكبر أن هذا التخصص لا يستوعبه القطاع الخاص باعتبار هذا القطاع استثماريا، وتخصصنا يركز على الجوانب الإنسانية التي أكثر ما تكون مرتبطة بالوزارات.

كم عدد عاطلي تخصصات العلوم الإنسانية؟

- بشكل عام وصل عدد العاطلين من تخصصات العلوم الإنسانية إلى 1117 عاطلاً من بينهم علم نفس واجتماع وخدمة اجتماعية.

وزارة التربية تسير في عملية التوظيف وفق الكفاءة لا الأقدمية، ما تعليقكم كعاطلين ممثلين لعدد من التخصصات؟

- هذا كلام غير صحيح نهائياً، وهناك تناقض في هذه السياسة.

ما سبب إخفاقكم في امتحانات توظيف التربية؟

- كتخصص تربية رياضية الامتحان لم يكن صعبا وكل ما ورد فيه درسناه في المرحلة الجامعية، وحقيقة نجهل معيار الوزارة في التوظيف

ما هي الحلول المطروحة برأيكم؟

- نرى أن على الوزارة أن تأخذ في الحسبان مسألة تقادم المعلومات وسنوات التعطل فمن غير المنطقي أن نساوي معلومات من تعطل منذ 10 سنوات وحديثي التخرج، إلى جانب دعوتنا لوقف سياسة الاستقدام مع احترامنا الشديد للكثير منهم من من تتلمذنا على أيديهم في سنوات سابقة، فضلا عن تأكيدنا ضرورة الاستثمار في المواطن وتأهيله فالعنصر البحريني هو الأقدر على تدريس أجيال هذا الوطن بطريقة أفضل، وفتح الباب لخريجي الإحصاء في هيئة ضمان جودة التعليم والتدريب، وندعو إلى تدشين لجنة محايدة للامتحانات والتظلم، وأخيرا على الوزارة استغلال نقاط القوة في كل تخصص واستثمارها للخروج من أزمة العاطلين المتفاقمة.

لجنة «خريجون بلا عمل»، سمعنا بوجود قائمة جديدة فما صحة هذه المعلومات؟

- هي مجرد أقوال، بما أن الخدمة الاجتماعية تم استقبال أوراقهم وتمت مقابلتهم ولم ترد أسماء الموظفين منهم ضمن هذه القائمة، يعتقد البعض بأن قائمة جديدة تضم أسماءهم.

كلجنة، ما هي خطواتكم المستقبلية؟

- لدينا بعض الخطوات تم التوافق عليها، ونؤكد أن موضوع الاعتصامات والمسيرات ليس هدفا وإنما أسلوب وآلية فقط لنسجل بها موقفا لا أكثر وسنعمد لرفع رسالة بمشكلة العاطلين عما قريب بعيدة عن التربية وديوان الخدمة هذه المرة.

كعاطلين؛ هل أنتم مستعدون لتقديم الامتحانات مرة أخرى؟

- نعم بالتأكيد ولكننا نأمل أن تكون الآلية أكثر وضوحا وشفافية.

كلمة في دقائق للجميع نختم بها لقاءنا؟

- نحن خريجي علم النفس نوجه كلمتنا إلى وزارة التربية ونتساءل عن الجدول الزمني لتطبيق معيار 250 طالبا لكل مشرف اجتماعي في ظل وجود 600 طالب لكل مشرف في بعض المدارس، فضلا عن مصير توصيات مجلس النواب بحل أزمة خريجي العلوم الإنسانية.

- نحن كلجنة نطالب الوزارة بأن تشركنا في تحديد نقاط القوة في تخصصاتنا وأين يجب أن نكون.

- الإحصاء: في الدول المتقدمة يعتبر خريجو الإحصاء عملة صعبة ونادرة وللأسف في مملكتنا لا يتم استغلالها، ففي الدول المتقدمة يتم الاعتماد على الأساليب العلمية لدراسة الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وجميع المجالات وهو ما درسناه في هذا التخصص بالتحديد، وعلى الدولة أن تحتوي عاطليها ولا تدعهم يبحثون عن وسائل أخرى كالاعتصامات.

- التربية الرياضية: نتمنى ألا يتم حصرنا في سلك التدريس فالمجال الرياضي واسع ويمكن توظيفنا في المنشآت الرياضية والأندية والاتحادات وبذلك الإسهام في حل المشكلة.

- الفنون التربوية: لن أتحدث عن تخصصنا فقط وإنما جميع التخصصات، علينا التوحد لإيصال أصواتنا.

يذكر أن وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي قد اعتمد قائمة المرشحين لشغل الوظائف التعليمية للعام الدراسي الجديد 2010/ 2011 يوم الجمعة الماضي وضمت القائمة 397 اسما فقط، فيما دعت الوزارة المرشحة أسماؤهم إلى مراجعتها لاستكمال إجراءات التوظيف.

تقدم أكثر من 3 آلاف عاطل من جميع التخصصات وتوظيف 30 خريج «خدمة» قبل المسابقة

«التربية» تلجأ لدمج التخصصات وتتجاهل أسماء عاطلي الخدمة والوسائط المتعددة

لجأت وزارة التربية والتعليم إلى اعتماد أسلوب جديد في إعلان الأسماء المرشحة لشواغر الوظائف التعليمية من البحرينيين في قائمة التوظيف المعلنة يوم الجمعة الماضي، إذ عمدت إلى دمج الأسماء المرشحة في عدد من التخصصات كدمج أسماء خريجي اللغة العربية والتربية الإسلامية ونظام الفصل، ودمج خريجي الحاسب الآلي وتكنولوجيا التعليم ومصادر التعليم فضلا عن دمج خريجي التربية الخاصة والأسرية والزراعة ودمجت خريجي اللغتين الفرنسية والإنجليزية ووضعت مسمى عام للتخصصات الصناعية والمواد التجارية، ويرى مراقبون وتربويون أن ذلك أسلوب من شأنه أن يمنع دون معرفة الأعداد والأسماء المرشحة للتوظيف في كل تخصص وهو ما ينافي مبدأ الشفافية.

3000 متقدم وتوظيف 30 % فقط

وأشاروا إلى أن مجموع من تقدم لشواغر التربية يفوق الـ3 آلاف خريج وخريجة، أي أن الوزارة وظفت زهاء 30 في المئة من المتقدمين فقط.

وأضافوا أنه تم استثناء أسماء المتقدمين لعدد من التخصصات كالخدمة الاجتماعية على رغم تقدم أكثر من 700 خريج وخريجة لمسابقة التوظيف ونجاح 211 منهم في الامتحان التحريري وانتقالهم للمقابلة الشفهية، في الوقت الذي ذكر فيه تربويون أن الوزارة عمدت إلى توظيف 30 خريج خدمة اجتماعية قبل تدشين إجراءات المسابقة وقدمت لهم محاضرات عن أساسيات الإرشاد الاجتماعي.

وفي سياق ذي صلة، عمدت الوزارة إلى توظيف خريجة واحدة من تخصص التربية الخاصة ودمج اسمها مع أسماء خريجي الأسرية والزراعة المرشحة أسماؤهم للتوظيف على رغم أن وزير التربية سبق أن أعلن عن ضم 222 طالباً وطالبة من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة للمدارس الحكومية في العام الدراسي المقبل 2010 – 2011، كاشفا عن التوسع في دمج الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة من مختلف الإعاقات من القابلين للتعليم في المدارس الحكومية، وفي خطوة غير مسبوقة سيتم دمج جميع الطلبة القابلين للتعليم في العام المقبل ليبلغ إجمالي عدد الطلبة المدمجين في التعليم النظامي من هذه الفئة (798) طالباً وطالبة، وذكر أنه بلغ عدد الطلبة المسجلين من ذوي الاحتياجات الخاصة بالمدارس الحكومية للعام الدراسي الحالي 2009/ 2010 (576) طالباً وطالبة، وسوف يزداد العدد في العام المقبل، وهو ما يضاعف الحاجة إلى معلمي ومعلمات التربية الخاصة.