العدد 2869 - الأربعاء 14 يوليو 2010م الموافق 01 شعبان 1431هـ

اختفاء النجوم في المونديال الإفريقي

قبل انطلاق العرس العالمي في جنوب إفريقيا 2010، تصدرت نجوم لمعت في الدوريات الأوروبية الصفحات الأولى لأشهر الصحف العالمية و منهم البرازيلي كاكا، الإنجليزي روني ولا ننسى الأرجنتيني ميسي بالإضافة إلى اللاعب الأغلى في العالم البرتغالي رونالدو، عاقدين عليهم الأمل في إظهار المونديال بأبهى حلة على المستوى الفني، لما عرف عنهم من فنيات عالية المستوى على «المعشب الأخضر»، ولكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن حين شاهدنا أداء ضعيفا من غالبيتهم، إذ تمثلث بوادر ذلك في الخروج المبكر لمنتخبات عريقة كالبرازيل والأرجنتين.

الحالة الأغرب من بين هؤلاء اللاعبين هو أداء لاعب منتخب انجلترا روني الذي كان معولا عليه من قبل الجماهير الإنجليزية، اذ لم نتوقع بأن يكون صاحب الستة وعشرين هدفا في الدوري الإنجليزي في الموسم الماضي بأن يخرج من المونديال الإفريقي برصيد خال من الأهداف وبأداء أقل من المتوقع بكثير، إذ يرى هذا الصدد مدرب ناديه مانشستر يونايتد السير أليكس فيرغسون بأن التوقعات الكبيرة التي وضعتها الجماهير على كاهل اللاعب كانت سببا في العروض المتواضعة له في منافسات المونديال.

أما في سياق الحديث عن النجم كاكا، فهو بدوره أيضا خيب آمال الجماهير البرازيلية التي كانت تحلم بالنجمة السادسة، اذ يقول محلل قناة (إسبن) البرازيلية باولو فينشيوس كويليو بأن عدم وجود بديل مناسب ساعد في انخفاض مستوى كاكا، وخصوصا إذا علمنا أن كاكا يعاني من إصابة وهي التي تجعله غير قادر للعب لفترات متقاربة وطويلة، وأن تجربة دونغا في وضع بابتيستا مكانه في لقاء البرتغال لم تكن ناجحة، مما حكم على دونغا بإشراكه لفترات طويلة.

واستمر الصراع المدريدي - الكاتالوني في هذا المونديال بمواجهة بين ميسي الأرجنتيني ورونالدو البرتغالي، إلا أن الاثنين فشلا في قيادة فرقهما إلى مراحل متقدمة، بعد أن لم يسجل الأول أي هدف، فيما سجل الثاني هدفا يتيما في مرمى كوريا الشمالية، ليكون بذلك خروجهما مخيبا لآمال المتتبعين.

في الجهة المقابلة فإن لاعبين أمثال الهولندي شنايدر، الحارس النيجيري إنياما، الياباني هوندا، الإسباني فيا والألمانيان كلوزه ومولر، فقد قدموا أداء طيبا وكان بعضهم من صانعي الفرحة لجماهير بلدهم سواء بأهدافهم أو حتى بصنعهم للفارق مع إمكاناتهم التي جعلت فرقهم تتقدم في مونديال يقام للمرة الأولى في القارة السمراء.

وتشير إحصائية خاصة بالدور الأول بأن الألماني مولر كان ملك التمريرات الحاسمة بعد أن مرر كرتين حاسمتين، فيما خطف الحارس النيجيري الأضواء بعد أن تصدى لإحدى وعشرين كرة في 3 مباريات وبمعدل 7 كرات في كل مباراة، و أخيرا مما يدلل على مهارة اللاعب الياباني هوندا والذي تتسابق عليه أكبر الأندية الأوربية في الوقت الراهن هو كثرة تعرضه للأخطاء، اذ ارتكب المنافسون ضده 16 إعاقة.

أما في رصيد الأرقام، فإن الهولندي شنايدر سجل 5 أهداف بالإضافة إلى إحرازه جائزة أفضل لاعب 4 مرات من أصل 7 ممكنة، ويشاركه في نفس الرصيد من الأهداف الإسباني فيا، الأرغوياني فورلان والألمانيان مولر وكلوزه وهو بدوره الذي سعى إلى تحطيم الرقم القياسي الخاص برونالدو البرازيلي في عدد الأهداف المسجلة في منافسات كأس العالم ولكنه فشل في ذلك، ليكتفي بمعادلة الرقم الخاص بمواطنه جيرد مولر بتسجيله للهدف الرابع عشر في مرمى الأرجنتين في منافسات ربع النهائي.

إن الضغط الإعلامي أظهر مفعوله الحقيقي، حينما شاهدنا أداء لا يليق بلاعبين على مستوى فني عال، وكان سببا في عدم بزوغهم كنجوم للمونديال، في المقابل قطف الآخرون ثمار التألق، إذ نشاهد الآن السباق الحميم في سوق الانتقالات من أجل الاستفادة من خدماتهم.

أحمد مهدي

العدد 2869 - الأربعاء 14 يوليو 2010م الموافق 01 شعبان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً