العدد 2869 - الأربعاء 14 يوليو 2010م الموافق 01 شعبان 1431هـ

تفوق منتخبات أوروبا على منتخبات أميركا اللاتينية

ودعت منتخبات أميركا الجنوبية مونديال إفريقيا عن بكرة أبيها ولم يكن أشد المتشائمين يتوقع أن تغادر الأرجنتين أو البرازيل بهذه السرعة وهذا الإذلال، ناهيك عن بقية فرق أميركا اللاتينية التي أقصيت هي أيضا هذا المونديال.

حقيقة لم يكن يدور في خلد أي من متابعي المونديال أن تسقط الفرق التي من بين لاعبيها أسماء لاعبين وأي لاعبين هم! إنهم الأغلى والأحسن على مستوى العالم، ميسي وكاكا وحتى روبينهو وغيرهم من النجوم التي سطعت في سماء الدوريات العالمية المعروفة.

ولكن يا ترى ما سبب هذا السقوط المذل لهذه الفرق؟ قد يقول قائل إن لهفوات الحكام دور نسبي في ذلك ولكن بالتأكيد ليس هو السبب الرئيس في خروجهم، أنا في اعتقادي إن الخروج أو السقوط سمه ما شئت يتمثل في الآتي:

- غلب على منتخبات أميركا الجنوبية اللعب الفردي ومحاولة استعراض المهارات التي لم تعد تؤتي أكلها، ويا ليت رأينا مهارات حقيقية وإنما هو محاولة لاستعراض ما بقي من هذه المهارات، إضافة إلى كبر سن بعض لاعبيهم الذين لا يقوون على مقارعة ومجاراة شباب الفرق الأخرى.

- الغرور أو الاستهزاء بالفرق الأخرى، وعدم احترام الخصم، يدخل البرازيل وكأنه يقول نحن الفائزون لا محالة النتيجة في جيوبنا، أنتم يا أيها الفرق مجرد «كمبارس» في كأس العالم، أنتم تكملة عدد فقط جئتم هنا للمشاركة وسوف نستعرض عليكم مهاراتنا، لأننا نحن أسياد العالم في هذه اللعبة، وهو نفس حال الفريق الأرجنتيني بقيادة مظهرية للاعب فذ هو مارادونا الذي أكد وتعهد بأنه سيفوز في مبارياته الست كلها ونسي أن من بين لاعبيه لاعبون عواجيز لا يقوون على مجاراة الفرق الأخرى، كان يعول على لاعبه ميسي أحسن لاعب في العالم ويبني الآمال الوردية عليه، جاء ميسي وهو يقول لم يبق لي سوى كاس العالم أحصده لأكون الأوحد في العالم الذي يتوج بجميع الألقاب، ولكنه لم يستطع تسجيل حتى هدف واحد في المونديال، وها هو يصاب بإحباط شديد وكآبة ربما تؤثر على مسيرته مع فريقه الكاتالوني برشلونة الإسباني.

- الفرق الأوربية عرفت الطريق الصحيح وسلكته بصمت، وهاهي تلعب فرقها المباراة النهائية، فرق لم تكن مرشحة بقوة من قبل النقاد والمحللين لتحقيق الحلم الذي أصبح حقيقة، لماذا؟ لأنها تنظر وتلعب بواقعية خاصة في كأس العالم، لم تعد تؤمن باللعب الفردي الذي ولى زمانه، ولم تعد تؤمن بأن الفريق يجب أن يعتمد على لاعب واحد فقط إن غاب أو لحقت به إصابة مات الفريق وانتهى، فعمدت إلى اللعب الجماعي الذي يأتي بالنتيجة وهو المطلوب إثباته، كان اللعب الفردي الاستعراضي صالحا لزمان غير زماننا، وفريق النجم الواحد انتهى عصره، هي حقيقة يجب على كل الفرق الإيمان بها والتشبث بها.

- رأينا منتخبات أميركا الجنوبية (سابقا) دائما ما يكسبون تأييدا وشعبية منقطعة النظير في العالم، فإن خسرت فرق مثل الأرجنتين أو البرازيل يسود الحزن أنحاء العالم وليس دولهم فقط ولكن نحن نسأل لماذا؟ ونجيب... لأن في هذه الفرق أساطير ولاعبين من نوعية السوبر وعلى رأسهم الأسطورة بيليه والأسطورة مارادونا اللذان فرضا نفسهما كأفضل لاعبين في تاريخ كرة القدم، إنهم يتمتعون بمهارات كانت تجلب لفرقهم الفوز، كانت تجذب الصغار والكبار، ولكن جاء الزمان الذي أصبحت فيه فرقهم تفتقر إلى من يحمل رايتهم، وبالتالي كانت النتائج مخيبة للآمال.

- كان يجب على فرق أميركا الجنوبية التحول إلى لعب الكرة الجماعية، من يسجل للفريق ليس مهما، إنما الفريق يخرج من المباراة وهو فائز وليس مطأطئ الرأس، وعيون لاعبيه تذرف دموعا تحسرا على توديع المونديال.

سعيد عباس

العدد 2869 - الأربعاء 14 يوليو 2010م الموافق 01 شعبان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً