اتفق رئيس القائمة العراقية إياد علاوي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أمس (الإثنين) خلال لقاء جمعهما في دمشق على مواصلة العمل للإسراع في تشكيل الحكومة العراقية التي تجمع كل مكونات وأطياف الشعب العراقي، وأكد الصدر خلال مؤتمر صحافي أن علاوي «قدّم تنازلات فيما يخص تشكيل حكومة عراقية جديدة وأبدى مرونة حيال مصلحة العراق وشعبه، دون الاتفاق على أسماء لترؤس الحكومة العراقية».

وعن تناسي الماضي، قال الصدر: «إننا نتناسى ونتنازل مع جميع الأطراف إلا إذا كان أميركياً أو بعثياً أو إرهابياً لأن التعامل مع هؤلاء خط أحمر...».

لقاء بين علاوي ومقتدى في سورية... ومقتل 4 أجانب بينهم بريطاني في الموصل

«العراقية» تقترح طالباني للرئاسة وعلاوي للحكومة وحمودي للبرلمان

بغداد - د ب أ، أ ف ب

صرحت مصادر مطلعة في الائتلاف الوطني العراقي الذي يقوده عمار الحكيم، لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية نشرته أمس (الاثنين) أن القائمة العراقية، بزعامة إياد علاوي، قدمت نسخة من مقترحاتها بشأن تشكيلة الحكومة المقبلة تتضمن إسناد رئاسة الوزراء إلى علاوي، وإبقاء مجلس الرئاسة الحالي كما هو برئاسة جلال طالباني، ومنح المجلس الأعلى، بزعامة الحكيم، رئاسة البرلمان.

وقالت الصحيفة نقلاً عن المصادر إن «ائتلاف العراقية تقدم بمقترحات بشأن تسمية الرئاسات وبعض المناصب السيادية المهمة في الحكومة المقبلة، ونحن بصدد دراسة هذه المقترحات التي تم تسليم نسخة منها أول من أمس للتيار الصدري أيضاً».

وأوضحت المصادر أن المقترح تضمن تشكيل حكومة شراكة وطنية برئاسة علاوي، وتسمية طالباني، رئيساً للجمهورية، وأن يبقى كل من القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي عادل عبد المهدي، ومن العراقية، طارق الهاشمي نائبين لرئيس الجمهورية. ويتضمن المقترح إسناد رئاسة البرلمان إلى القيادي في المجلس الأعلى، همام حمودي.

وبينما تبدو هذه التسوية مرضية لمعظم الأطراف السياسية فإنها تعني وضع قائمة رئيس الوزراء المنتهية ولايته، نوري المالكي في خانة المعارضة.

هذا وقد التقى إياد علاوي والزعيم الديني مقتدى الصدر أمس في دمشق، و أعلنا عن اتفاقهما على مواصلة العمل للإسراع في تشكيل الحكومة العراقية التي تجمع كل مكونات و أطياف الشعب العراقي وأن تكون حكومة ذات برنامج واضح تقدم ما عليها و ما لديها من واجبات إلى الشعب العراقي لإخراجه من الأزمة ولاسيما في مجال الخدمات و تحقيق الأمن والاستقرار وزيادة الموارد المالية للشعب العراقي و ابتعاد كل القوى السياسية عن الذاتية، و أن تنطلق هذه القوى إلى بناء عراق جديد.

وأكد مقتدى أن علاوي «قدم تنازلات فيما يخص تشكيل حكومة عراقية جديدة و أبدى مرونة حيال مصلحة العراق و الشعب العراقي، دون الاتفاق على أسماء لترؤس الحكومة العراقية».

و رداً على سؤال لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) خلال مؤتمر صحافي مع علاوي عقب اجتماعهما عما إذا كان قبل التعامل مع بعثيي العراق، قال الصدر بلهجة حازمة «البعثيون و الأميركيون والإرهابيون هؤلاء بالنسبة لنا خط أحمر لا نتعامل معهم لأنهم أعداء الشعب العراقي».

وأضاف «إننا نتناسى ونتنازل مع جميع الأطراف إلا إذا كان أميركياً أو بعثياً أو إرهابياً لأن التعامل مع هؤلاء خط أحمر ومن المستحيل إشراك البعثيين في العملية السياسية بالعراق». وأبدى الصدر استعداده لطي صفحات الماضي من أجل مستقبل العراق والإسراع بتشكيل حكومة عراقية في أقرب وقت ممكن. وقال الصدر «إن علاوي أبدى استعداده التام لتقديم بعض التنازلات بخصوص تشكيل الحكومة العراقية»، موضحاً «أن هذه التنازلات ستظهر بشكل واضح من خلال برامج العمل والخطط التي ستضعها القائمة خلال الأيام القليلة المقبلة».

وأضاف الصدر أنه ليس لديه أية تحفظات على الأشخاص في تشكيل الحكومة العراقية وإنما تتركز تحفظاته على برامج العمل التي يتم تقديمها من قبل القوائم، مطالباً ائتلاف دولة القانون بتقديم تنازلات من أجل تشكيل الحكومة العراقية.

ورداً على سؤال للـ ( د.ب.أ) عما إذا كان استطاع شق الطريق أمام علاوي إلى طهران أجاب الصدر «لم نستطع بعد فتح الطريق أمامه إلى إيران».

وقبل اللقاء، أجرى علاوي محادثات مع الرئيس السوري، بشار الأسد الذي استقبل أمس الأول مقتدى الصدر، وتناول اللقاء «الجهود المبذولة من أجل تشكيل الحكومة العراقية».

أمنياً، صرح مسئولون أمنيون عراقيون بأن انتحارياً فجر سيارة ملغومة في قافلة تنقل موظفين يعملون في شركة بريطانية بشمال العراق أمس ما أسفر عن مقتل أربعة منهم وإصابة خمسة مدنيين عراقيين.

وقالت الشرطة العراقية إن الانتحاري استهدف آخر سيارة في القافلة بمدينة الموصل التي لا يزال تنظيم «القاعدة» نشطاً فيها وإن قوة الانفجار دفعت بالسيارة إلى واد على بعد 40 متراً ما أسفر عن مقتل كل من كانوا فيها.

وذكر ضابط في الجيش العراقي طلب عدم نشر اسمه عبر الهاتف من مكان الهجوم بشمال الموصل أنه رأى أفراداً آخرين في القافلة يخرجون أربع جثث لمدنيين أجانب من السيارة المحطمة وإحداها انفصلت الرأس عن الجسد.

وصرح مسئولون عراقيون بأن الشركة هي شركة بناء بريطانية، لكن لم يتسن الحصول على اسمها على الفور ولم يتسن الحصول على تأكيد مستقل.

من جانبها، أكدت السفارة البريطانية في العراق مقتل بريطاني في الهجوم. وقالت متحدثة باسم السفارة في رسالة بالبريد الإلكتروني «نحن مستعدون لتقديم مساعدة قنصلية أينما أمكن».

ولم يتسن على الفور معرفة جنسيات الأجانب الآخرين القتلى.

وفي الفلوجة، ذكرت مصادر من الشرطة العراقية أن أحد عناصر الصحوة العراقية قتل أمس جراء انفجار عبوة لاصقة كانت موضوعة بسيارته. وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن عبوة لاصقة انفجرت، وكانت موضوعة بداخل سيارة العضو بقوات الصحوة في الفلوجة، مزاحم خالد أحد ما تسبب في مقتله. وكان يوم أمس قد شهد سلسلة من الهجمات استهدفت قوات الصحوة غرب بغداد أسفرت عن مقتل أكثر من 45 من عناصرها وجرح العشرات.

كما صرحت غرفة عمليات شرطة الموصل بأن ثلاثة من رجال الشرطة قتلوا وأصيب آخر بجروح إثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية للشرطة المحلية في قضاء البعاج (غربي الموصل).

وتابعت أن «أربعة من عناصر البشمركة (حرس حدود إقليم كردستان) أصيبوا بجروح عندما انفجرت عبوة ناسفة لدى مرور دورية لهم كانت تقوم بمهمة دهم وتفتيش في أحد أحياء قضاء سنجار (غربي الموصل)».

بحضور حكومي بارز ووفود من 21 دولة

انطلاق مهرجان ربيع الشهادة العالمي السادس في العراق

الوسط - قاسم حسين

انطلقت يوم الجمعة الماضي، السادس عشر من الشهر الجاري، فعاليات مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي السادس، تزامناً مع الاحتفالات التي تنظمها إدارة العتبتين الحسينية والعباسية في مدينة كربلاء بمناسبة مواليد عدد من أهل البيت النبوي الشريف.

المهرجان الذي يقام للعام السادس على التوالي، تشارك فيه وفود وشخصيات دينية وسياسية واجتماعية، بالإضافة إلى أدباء ومثقفين وفنانين ومفكرين وأكاديميين، من 21 دولة عربية وإسلامية وأجنبية. وتميز مهرجان هذا العام بمشاركة شخصيات حكومية عراقية بارزة تمثل الرئاسات الثلاث، في مقدمتهم نائب رئيس الجمهورية، عادل عبدالمهدي وبعض الوزراء، وعدد من ممثلي المرجعيات الدينية، إلى جانب رؤساء الجامعات العراقية وشعراء وفنانين مسرحيين وتشكيليين. حفل الافتتاح هذا العام حظي بتغطية مباشرة في عدد من الفضائيات، بينما اقتصر العام الماضي على بث أخبار وتقارير للفعاليات. وفي كلمة رئاسة الجمهورية التي ألقاها نائب الرئيس، عادل عبد المهدي، أثنى على جهود القائمين على فعاليات المهرجان الذي تدرّج في تطوره وأثبت نجاحه من أجل الوصول للعالمية، وأهميته المتنامية التي أظهرت مدينة كربلاء المقدسة مركزاً ثقافياً ودينياً وفكرياً عالمياً. ونوّه رئيس الوقف الشيعي، السيد صالح الحيدري في كلمته بالتجربة المتميزة للعتبات المقدسة في كربلاء في توحيد الشعب العراقي وأطياف الأمة الإسلامية من خلال دعوتها لشخصيات عالمية وعربية وعراقية، ومشاركة جميع الطوائف والأديان.

وفي كلمة للأمير الحسن بن طلال ألقاها ممثله الشخصي الباحث محمد سعيد الطريحي قال فيها: «يتضح للمتأمل في أحوال الأمة أنها تمرّ بمرحلة حرجة في تاريخها تقتضي منا جميعاً الاعتصام بحبل الله ونبذ الخلاف والركون إلى منهج الحوار وتأليف القلوب والاستجابة للتحديات التي تطال الأمن الإنساني»... داعياً إلى تفعيل المواطنة ودعم المجتمع المدنيّ وتعزيز المشاركة والتأكيد على القواسم المشتركة ووضع الأطر المناسبة لتفهم الاختلافات في الرأي».

وأضاف: «من المهم الاستمرار في تنظيم حواراتٍ بين المذاهب الإسلامية حول القضايا التي تشغل الأمة خاصة في مجال التكافل الاجتماعي، فمن شأن ذلك أن يوصل إلى التقريب بين المذاهب وأن يرسخ القواسم المشتركة وقيم التكافل والتسامح بين المسلمين، فالإسلام خالدٌ بتعاليمه السمحة ومبادئه السامية التي لا اختلاف عليها ويحتاج التقريب بين المذاهب والمدارس العلمية في وقتنا الحاضر إلى اجتهاد جديد». مهرجان هذا العام الذي يقام تحت شعار «الإمام الحسين أمةٌ للإصلاح وإصلاحٌ للأمة»، تتضمن فعالياته مؤتمرات أكاديمية وجلسات قرآنية وملتقيات شعرية وإنشادية ومعارض فنية للرسم، بالإضافة إلى معرضٍ للكتاب تشارك فيه أكثر من 40 دار نشر عراقية وعربية وأجنبية، ويقام في منطقة ما بين الحرمين التي تزدحم بالزوار في هذه الفترة من كل عام.

المهرجان الذي انطلق للمرة الأولى في 2005، يعتبر من أكبر الفعاليات الثقافية التي تديرها وتموّلها الأمانتان العامتان الحسينية والعباسية، وتستضيف خلالها وفوداً من البحرين والكويت ولبنان وسورية وتونس ومصر والجزائر والمغرب وتركيا وإيران والهند وباكستان والكاميرون والسنغال وغانا، إلى جانب بريطانيا وفرنسا وألمانيا والسويد وكندا.