دائما ما كانت كأس العالم محطة مهمة يستطيع من خلالها اللاعبون البروز والـتألق بشكل لافت. فمن بيليه إلى مارادونا إلى رونالدو إلى زيدان، كانت كأس العالم بصمة على تألق هؤلاء النجوم تمكنوا من خلالها من تحقيق الآمال المعقودة عليهم من قبل الجماهير والمتتبعين.
ليونيل ميسي، كريستيانو رونالد وريكاردو كاكا، الثلاثي الأميز على الساحة العالمية حديثاً والذي استحوذ على جائزة الفيفا لأفضل لاعب في العام وجائزة الكرة الذهبية لمجلة فرانس فوتبول الشهيرة خلال الثلاث سنوات الأخيرة.القيمة الفنية والمهارية لهذا الثلاثي لا يختلف عليها أحد، وقد أثبتوا ذلك خلال منافسات الأندية ولكن على الصعيد الدولي لم يقدم هذا الثلاثي شيئا يذكر لتأتي محطة كأس العالم وتأكد هذا الأمر.
ليونيل ميسي قدم مع برشلونة موسما رائعا ومن قبله موسما أروع توجه باللقب الأوروبي مع تسجيله هدفا رأسيا في النهائي ليبقى ذكرى خالدة في الأذهان. لقد أكد مارادونا قبل كاس العالم أن ليونيل سيكون النجم الأوحد خلال البطولة ولكننا لم نشاهد هذا بتاتا ولم نشاهد حتى هدفا واحدا يحمل توقيعه. نعم، لقد قدم ليونيل بعض اللمحات وتمكن من صناعة الأهداف لزملائه لكن حينما حانت اللحظة الأهم أمام المنتخب الألماني، اختفى ليونيل ولم نره. السبب قد يكون الظروف المختلفة بين النادي والمنتخب. فالبارسا فريق متكامل ويضم الكثير من صناع اللعب ممن يساند ليونيل كزافي وإنييستا وهم في أوج عطائهم والتفاهم بينهم كبير، أما المنتخب الأرجنتيني فعلى رغم كوكبة النجوم المتواجدة إلا أنه يعاني من ثغرات كما أن لاعبين كخافيير ماسكيرانو وماكسي رودريغز قدموا موسما سيئا جدا مع ليفربول.
كريستيانو رونالدو ينطبق عليه الكلام نفسه أيضا، فالظروف مختلفة تماما بين الريال أو مانشستر والمنتخب البرتغالي. المنتخب البرتغالي تحت قيادة كيروش يحبذ اللعب بأسلوب دفاعي أمام الكبار فيما عدا سباعية كوريا الشمالية لم يسجل المنتخب البرتغالي أي هدف في مبارياته أمام ساحل العاج أو البرازيل أو إسبانيا بل إنه في معظم الفترات يتقوقع في الدفاع.
أما ريكاردو كاكا فيبدو أن الموسم السيئ الذي قدمه مع الريال أثر في مردوده مع المنتخب البرازيلي وقد لاحظنا على كاكا العصبية الزائدة وهذا يرجع في اعتقادي إلى الضغوط الملقاة على كاكا بعد الموسم السيئ.
وإن لاحظنا اللاعبين البارزين في البطولة فسنجد العكس تماما. فشنايدر تألق فصنع الأهداف وهز الشباك وللموسم المميز الذي قدمه مع الإنتر وتوجه بثلاثية نادرة أبلغ الأثر في ذلك. كذلك الحال بالنسبة إلى دييغو فورلان الذي قدم مستوى رائعا مع الأتلتيكو وخصوصا في النصف الثاني من الموسم حينما قاده للقب الدوري الأوروبي، وقد انعكس ذلك على أدائه الرائع مع منتخب الأوروغواي. أما بالنسبة إلى كلوزه وفيا فتألقهم يعود لنفس سبب إخفاق كريستيانو وميسي وهو الظروف المختلفة بين النادي والمنتخب لكن بصورة معاكسة هنا. ففيا وكلوزه لاعبان دوليان بامتياز يوفر لهما المنتخب الجو الملائم للتألق والبروز بعكس النادي.
إذا مردود الموسم السابق لكأس العالم والظروف المتباينة بين النادي والمنتخب هما السببان الرئيسيان في تواري بعض النجوم وبروز البعض الآخر.
حسن علي رضي
العدد 2875 - الثلثاء 20 يوليو 2010م الموافق 07 شعبان 1431هـ