لا تزال علامات الاستفهام تعلو جماهير كرة القدم حتى بعد انتهاء مونديال كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا وخصوصاً بعد مستوى النجوم الكبار (الهزيل) الذي ظهروا به خلال البطولة بعكس مستواهم (الخرافي) مع أنديتهم.
والغريب في الأمر أن هؤلاء النجوم ليسوا من تضخيم الإعلام، ولا من اختيارات عبثية، بل هم أفضل لاعبي العالم خلال السنوات الثلاث الأخيرة، مما يزيد علامات الاستفهام للتفكير في أسباب هذه الظاهرة العجيبة.
في المقابل، قدمت كأس العالم عددا من النجوم الواعدين الذين يستحقون التقدير والإشادة، فقد برزوا بشكل رائع مع منتخباتهم، وهم الذين ستتجه الأندية الكبيرة للتعاقد معهم في الانتقالات الصيفية.
أسباب هذه الظاهرة كثيرة، والحديث في هذا الموضوع يحتاج لمناقشات طويلة، ولكنني سأكتفي بذكر بعض هذه الأسباب.
أولاً: الإرهاق والتعب، وخصوصاً لدى اللاعبين الذين يلعبون في الأندية الكبيرة، ويشاركون في البطولات الخارجية، ويشاركون طوال المباريات، ويعتمد عليهم المدربون اعتمادا كبيرا في أنديتهم.
ثانياً: صعوبة التأقلم والانسجام مع باقي أفراد الفريق، حيث أن اللاعب يشارك طوال الموسم مع ناديه، فمن الصعب أن يتأقلم مع المنتخب في عدة أسابيع.
ثالثاً: اعتماد الفريق على النجم، بدلاً من الاعتماد على اللعب الجماعي، مما يشكل ثقلا كبيرا على هذا اللاعب.
رابعاً: الضغوط التي تحيط باللاعب، وخصوصاً من المدرب واللاعبين والصحافة والجماهير، مما ينعكس سلباً على أدائه داخل المستطيل الأخضر.
خامساً: اختلاف خطة المدرب وتغيير مركزه، وهذا من أهم الأسباب، إذ إن اللاعب لا يتأقلم بسرعة مع مركزه الجديد الذي يختاره المدرب.
سادساً: حاجة اللاعب للتهيئة والإعداد النفسي قبل المباراة، وهذا من أهم الأسباب أيضاً، إذ إن التهيئة النفسية تلعب دوراً فاعلاً في تهيئة اللاعب بصورة متكاملة لتقديم مستويات عالية.
سابعاً: عدم المساندة من قبل لاعبي الفريق وتهيئة الفرص، ونتذكر هنا تصريح مدافع المنتخب الإنجليزي ونادي ليفربول جيمي كاراغر عن سبب هبوط مستوى المهاجم الإنجليزي واين روني، إذ قال: «أنا أثق في قدرات واين روني، وهو من أفضل لاعبي العالم، ولكن لم تمنح له الفرص للتسجيل».
ثامناً: المقارنة بين أدائه مع المنتخب وأدائه مع النادي، مما ينعكس سلبياً على مستوى اللاعب، وهذا الأمر يتضح في تصريح لاعب نادي برشلونة والمنتخب البرازيلي دانيل ألفيش حينما قال إن سبب تراجع مستوى زميله في النادي ليونيل ميسي هو منتخب الأرجنتين، إذ قال: «أعتقد أن مشكلته مع المنتخب تتمثل في المقارنات بأدائه مع برشلونة والأرجنتين وهذا صعب جداً، لأن منتخب الأرجنتين لا يمتلك لاعبي برشلونة، ولا يمكن مقارنة لاعبي برشلونة باللاعبين الأرجنتينيين».
علي صالح الشهابي
العدد 2875 - الثلثاء 20 يوليو 2010م الموافق 07 شعبان 1431هـ
