العدد 2876 - الأربعاء 21 يوليو 2010م الموافق 08 شعبان 1431هـ

أين الحقيقة من أنديتنا المهضومة؟

تلقى «الوسط الرياضي» موضوعا قيما من القارئ سعيد عباس يعقب فيه على ما نشر في المقال الأسبوعي «أنديتنا المهضوم حقها» ننشره كما جاء فيه ولنا تعقيب على ذلك:

في مقالك «أنديتنا المهضوم حقها» أرجعت الوضع «الغلط» كواحد من أسبابه إلى مجالس إدارات الأندية التي جعلت دورها مهمشا واقترحت على الأندية كبيرها قبل صغيرها إلى تغيير وضعها ومسارها للنهوض بمستواها إضافة إلى المقترحات الأخرى التي سقتها في المقال المكون من حلقتين.

ما ذكرته أخي الكريم صحيحا لا غبار عليه وأوافقك الرأي فيما ذهبت إليه ولكن أردت أن تشاركني الرأي في معرفة السر الدفين الآخر وراء تخلف الرياضة في البحرين والتي أحد أسبابها أيضا هم الأندية وكثرتها في البحرين.

فمنذ نعومة أظافري ولحين اشتد عودي وأنا أتابع حال الرياضة في البحرين، ودائما ما أقارنها بمثيلاتها في دول الخليج الشقيقة وأتساءل عن السر في عدم نجاح الرياضة البحرينية وتفوقها على من سبقناهم في هذا المضمار.

بعض الأحيان يخالجني شعور بأنه ليس في مقدور أي كان من المسئولين الذين تعاقبوا على استلام زمام الرياضة أن يجري غربلة على الوضع الحالي أو حتى تطويره، ولا الذين سيأتون لاحقا سيكون في مقدورهم فعل ذلك.

إذاً، ما هو السر في ذلك؟ أنا أطرح سؤالا محددا، ما معنى أن يستطيع رؤساء الاتحادات الخليجية فرض الأمر الواقع على الأندية في دولهم؟ خاصة إذا كان الأمر المفروض أو الذي يطبقه الاتحاد المحلي سيصب في مصلحة البلد بشكل عام وليس بعض الأندية، بينما نحن في البحرين نجري وراء طلبات الأندية وتلبية رغباتهم، لماذا يكون الاتحاد البحريني لكرة القدم مسيرا من قبل بعض الأندية؟ ولماذا نحابي بعض الأشخاص على رغم أنهم لم يقدموا للرياضة البحرينية منذ تقلدهم المناصب الرياضية إلى حين تقاعدهم لم يقدموا للبحرين ما يشفع تواجدهم أو حتى ذكرهم وليس تكريمهم؟ بل على العكس من ذلك ساهموا في تردي الأوضاع الرياضية في البحرين، من يستطيع أن يفسر أو يبرر الكم الهائل من الأندية في البحرين؟ ما معنى وجود أكثر من ناد رياضي في منطقة واحدة أو في قرية واحدة أو في قرى متجاورة وفي مدن متجاورة لا يفصلها سوى شارع عام؟.

لنأخذ المحرق مثالا أوليا:

في محافظة المحرق يوجد نادي المحرق ونادي البحرين ونادي الحالة ونادي البسيتين ونادي الدير ونادي سماهيج ونادي قلالي ونادي الحد، هذا غير المراكز الشبابية.

ألا يمكن دمج كل هذه الأندية في ناديين فقط وبذلك يكون الدعم المادي الذي تقدمه المؤسسة العامة للشباب والرياضة موجها إلى ناديين بدلا من ثمانية أندية، ويقتصر الجهد المبذول على ثمانية أندية إلى ناديين.

مثال آخر في شارع البديع هناك نادي الاتفاق ونادي باربار ونادي بني جمرة ونادي البديع والشباب ومركز النعيم ومركز بني جمرة ومركز كرانة وأبوصيبع وغيرها وفي كل قرية مركز شبابي إضافي، والكل يطلب الدعم.

في منطقة المنامة هناك نادي الوحدة والمنامة والأهلي والنصر ومركز النبيه صالح وما أعرف إذا كان هناك مراكز أخرى أم لا.. هناك المالكية واتحاد الريف... وسترة ونويدرات، ما هذا يا ناس ما هذا الكم الهائل من المراكز والأندية في دولة لا تتعدى مساحتها مساحة عاصمة في أي دولة آسيوية.

في دولة الكويت كان مثال البحرين حاضرا ولكن كان للمسئولين عن الرياضة هناك قرار بدمج الأندية ومن يعجبه هذا الدمج كان بها ومن لم يعجبه يستطيع الاستغناء عن الرياضة وهمومها ويجلس في بيته وكان لهم ما أرادوا، كانت كلمة العقلاء من القوم هي التي رجحت الموقف الصحيح، وهي دولة الكويت ذات الإمكانات العالية التي تفوق البحرين بمرات.

ألا يستطيع القائمون على الرياضة في البحرين فرض هذا الواقع على الساحة البحرينية والذي سيكون بلا شك في مصلحة جميع الألعاب المختلفة؟ ألا يستطيع القائمون على الرياضة قول لا لكل من يرفض الدمج ولن ندعم المراكز والأندية التي ترفض الدمج؟ ما هو السر في ذلك؟ هل السير في الاتجاه الحالي وتوزيع الجهود على هذا الكم الهائل من الأندية والمراكز الشبابية هو الاتجاه السليم والاتجاه الذي يجب ألا نحيد عنه أو نغيره.

أنا أعتقد أن على المؤسسة العامة للشباب والرياضة والاتحاد البحريني لكرة القدم فرض الأمر الواقع وتقليص عدد الأندية إلى النصف فقط، في كل محافظة ناديين فقط ومن يعجبه ويود العمل في هذه الأندية المندمجة فعلى الرحب والسعة ومن لم يعجبه فلا مانع من أن يقيم ناديه أو مركزه بمفرده دون أدنى دعم من المؤسسة أو الاتحاد، وصب الإمكانات المادية الموزعة على عشرة أندية بدلا من عشرين ناديا متفرعا.

جل الكتاب ربما تطرقوا إلى هذا الموضوع ولكن تطرقوا إليه بخجل، تطرقوا إلى هذا الموضوع على هامش مطالبتهم بتطوير البنية التحتية للأندية، هذا الموضوع يحتاج إلى مطالبات عديدة ومستمرة ومن الجميع.

كيف يكون هناك دوري كرة قدم قوي وتنافس حقيقي في ظل وجود هذا الكم الهائل من الأندية، كل نادي فيه لاعب متميز فقط والباقي كمبارس، كيف يكون هناك دوري قوي لليد والسلة والطائرة في ظل وجود هذا العدد من الأندية، رغم أن هذه الألعاب تعد أفضل حالا من حال كرة القدم ولكننا نطمح إلى دوري أقوى من ذلك، ولكن كيف يكون ذلك في ظل عدد الأندية الحالية.

الأغرب هو حال كرة القدم الذي لن ينصلح ما دام الوضع على ما هو عليه، ولن نصل إلى العالمية ما دامت الجهود والأموال موزعة على هذا الكم الهائل من الأندية... فهل توافقني الرأي أخي عباس؟

تعقيب «الوسط الرياضي «

المعلومات التي قدمتها سليمة ولا غبار عليها، ونتفق معك أن عدد الأندية في البحرين كبير ويمثل عائقا حقيقيا أمام تطور الرياضة، إلا أن دمج الأندية ليست من صلاحية الاتحادات الرياضية ولكنه من صلاحية المجلس الأعلى للشباب والرياضة والمؤسسة العامة للشباب والرياضة، وقد سبق أن وافق المجلس والمؤسسة على دمج أندية «التضامن» و»الاتفاق» لكن الحكومة لم توفر المبالغ لبناء هذه الأندية لذلك انحل دمجها أو أوشك على الانتهاء. لذلك فالأمر واضح وضوح الشمس إلا أن مطالبتي بوحدة الأندية وتكاتفها مع بعضها بعضاً وهو أمر موجود في جميع دول العالم.

العدد 2876 - الأربعاء 21 يوليو 2010م الموافق 08 شعبان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 9:06 ص

      مداخلة

      هل تعتقد يا أخي بأن في حال تقليص الأندية سوف تزداد ميزانيتهم؟هل 20 نادي يعتبر كثير؟ ثانيا هل تقليص الأندية وبالتالي تقليص عدد المباريات في صالح الالعاب وتطورها؟؟ اعتقد بأن أفضل حل هو تخصص الأندية في ألعاب محددة بحيث يكون للنادي قدرة على تحمل أعباء الألعاب التي يمارسها.و الافضل أن تلعب الشركات دوري فيما بينها ويصبح دوري الشركات هو الدوري المعتمد وتكون الاندية ملك للشركات بحيث هي التي تتصرف بها وبميزانيتها.

اقرأ ايضاً