أدان محمود عباس "أبومازن" المرشح الأوفر حظا للفوز في انتخابات الرئاسة الفلسطينية، أمس مقتل سبعة فلسطينيين بنيران "العدو الصهيوني" في شمال غزة واصفا ذلك بالعمل "الوحشي"، الأمر الذي اعتبرته "إسرائيل" "مقلقا" وذنبا "لا يغتفر".
وقال عباس في خان يونس خلال مهرجان انتخابي "نأتي إليكم اليوم نترحم على أرواح شهدائنا الذين سقطوا بقذائف العدو الصهيوني في بيت لاهيا "..." وقبلهم شهداء في خان يونس ورفح وجنين ونابلس وكل مكان في الوطن". وهذه هي المرة الأولى التي يطلق فيها "أبومازن" المعتدل مثل هذه التصريحات. وبعد التجمع توجه "أبومازن" إلى بيت لاهيا لعيادة الجرحى، غير انه اضطر إلى إلغاء الزيارة بسبب انفجارات ناجمة عن إطلاق نيران إسرائيلية في جباليا المجاورة. وتعليقا على تصريحاته، قال وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم "إن "إسرائيل" قلقة". وأضاف "نعتقد انه يتعين عليه عدم استخدام هذه التعابير خلال حملته وكان الأحرى أن يعمل على وقف إطلاق الصواريخ". كما وصفها نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت بأنها أمر "لا يغتفر ولا يمكن أن يشكل أساسا لأي تعاون مستقبلا".
القدس المحتلة، عمان، وكالات - محمد أبوفياض، حسين دعسة
نددت السلطة الفلسطينية بالمجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس في بلدة "بيت لاهيا" شمال قطاع غزة وراح ضحيتها سبعة شهداء واعتبرتها استمرارا لمسلسل القتل المتعمد لأبناء الشعب الفلسطيني.
وقال وزير الصحة جواد الطيبي "إن "إسرائيل" تجاوزت كل الحدود بهذا القصف العشوائي لمناطق وممتلكات ومنازل في عدة مناطق في الاراضي الفلسطينية... وأنها فقدت صوابها وتواصل تصعيدها العسكري الوحشي ضد العائلات والأطفال وجميع المدنيين العزل".
وطالب المؤسسات الطبية والإنسانية الدولية ومنظمات حقوق الإنسان بتكثيف جهودها والعمل على كشف ممارسات الاحتلال الإسرائيلي التي ترتكب ضد المدنيين العزل... مشيرا إلى أن أجساد الشهداء التي تصل إلى المستشفيات أشلاء ممزقة ومنها من دون رأس يدل على الاستهداف بقصد القتل.
واعتبر الطيبي ما يجري على الأرض الفلسطينية خطير للغاية... وقال "إن قوات الاحتلال أطلقت قذائف دباباتها تجاه مجموعة من المزارعين في بيت لاهيا كانوا يعملون في أرضهم في منطقة فدعوس السكنية شمالا ما أسفر عن استشهاد سبعة مواطنين تتراوح أعمارهم بين 12و17 عاما ستة منهم من عائلة واحدة".
كما أدان محمود عباس "ابو مازن" مرشح حركة فتح لانتخابات رئاسة السلطة الفلسطينية المقررة في التاسع من الشهر الجاري - ضمنا - الجريمة وقال "نترحم على أرواح شهدائنا الذين سقطوا بقذائف العدو الصهيوني اليوم". ولا يستخدم عباس عادة هذه المفردات في الحديث عن "إسرائيل".
وقال أبومازن في كلمة أمام آلاف من أنصار فتح في خان يونس "نأتي إليكم اليوم نترحم على أرواح شهدائنا الذين سقطوا بقذائف العدو الصهيوني في بيت لاهيا "..." وقبلهم شهداء في خان يونس ورفح وجنين ونابلس وكل مكان في الوطن". وأضاف "أننا على عهد ياسر عرفات وثوابته التي تدعو إلى دحر الاحتلال من أرضنا. نعرف أن الاحتلال دمر ما دمر وقتل ما قتل لكن إرادتنا لن تنكسر ولن يهدأ لنا بال والأسرى خلف السجن والمطاردون مطاردون".
ومن جهته، شن رئيس الوزراء احمد قريع "ابوعلاء" هجوما عنيفا على "إسرائيل" داعيا العالم إلى "لجمها" للتمكن من إجراء الانتخابات. وقال للصحافيين قبيل بدء اجتماع الحكومة الأسبوعي "في الوقت الذي يتحدث فيه العالم عن انتخابات ويتقدم شعبنا نحو الديمقراطية تستمر "إسرائيل" في سياستها العدوانية بشكل همجي".
وأضاف "نتوجه إلى العالم ليلجم هذا العدوان كي تتم الانتخابات بسلام". وأضاف قريع "أن عمليات الاجتياح اليومية هذه والقتل والاعتقال اليومي لعشرات الكوادر في الضفة وغزة تجعلنا نضع علامات استفهام على النوايا الإسرائيلية إزاء الانتخابات".
وأوضح "نطالب الفريق الدولي الذي قدم لمراقبة الانتخابات أن يراقب هذه القضايا "الانتهاكات" التي تقوم بها إسرائيل". وشدد رئيس الوزراء على ضرورة قيام المجتمع الدولي بضمان إجراء الانتخابات وقال "نحن مصممون على الاستمرار في هذه الانتخابات ونرجو من المجتمع الدولي الذي يريد هذه الانتخابات أن يوفر جميع متطلباتها".
ومن جهتها قصفت كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" مستوطنة "سديروت" الإسرائيلية داخل الخط الأخضر قبالة غزة بصاروخين من نوع "قسام".
وقالت "القسام" في بيان إن القصف يأتي ردا على المجزرة الإسرائيلية في بيت لاهيا.
في غضون ذلك أعربت وزارة الخارجية الروسية أمس عن الأمل في أن تتيح الانتخابات الرئاسية الفلسطينية إنهاء أعمال العنف والمباشرة في تنفيذ "خريطة الطريق". وقال بيان أصدرته الخارجية "إن موسكو تأمل أن يعقب انتخاب رئيس جديد للسلطة الفلسطينية حوار جوهري بين السلطات الفلسطينية و"إسرائيل" للمباشرة بتحرك ملموس يضع حدا للعنف ويعود بالوضع إلى طبيعته ويساهم في تنفيذ كل بنود خريطة الطريق".
وأعلنت مصادر دبلوماسية أن الوفد الأردني الذي سيشارك في الإشراف على الانتخابات الفلسطينية سيكون برئاسة رئيس الوزراء السابق عبدالسلام المجالي.
من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية التركي عبدالله غول إن بلاده تعتقد أن سورية جادة بشأن التوصل لاتفاق سلام مع "إسرائيل"، مضيفا أن أنقرة تأمل في أن تتلقى ردا إيجابيا من الجانب الإسرائيلي على الرسالة التي يحملها من دمشق.
إلى ذلك، ذكر مصدر إسرائيلي مطلع أن القيادة العسكرية تتوقع من القيادة السياسية مساندتها وتوفير حماية لها في مواجهة اعتداءات المستوطنين، ودعواتهم المتكررة للجنود إلى رفض تنفيذ أوامر الإخلاء.
وأعربت قيادة الجيش الإسرائيلي عن تخوفها من استمرار تهديدات المستوطنين للجنود وقادتهم، في إطار الصراع الذي يخوضونه ضد فك الارتباط، وذلك في إعقاب المواجهات التي حدثت أثناء إخلاء بؤرة استيطانية قرب يتسهار.
وقال القادة في الجيش الإسرائيلي إن الجيش قرر إخلاء الموقع العسكري من داخل يتسهار، فيما أعرب الكثير من العسكريين عن اعتقادهم بأنه حان الوقت لاستخدام قبضة حديد ضد المستوطنين والمدنيين الإسرائيليين الذين يمارسون العنف ضد الجنود والشرطة.
رام الله - يو بي آي
نفى القيادي بحركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالضفة الغربية الشيخ حسن يوسف أمس وجود اتصالات سرية بين الحركة والسلطة الفلسطينية، مشيرا إلى عدم انقطاع اللقاءات العامة معها.
وأوضح يوسف "لقد كانت موجودة "اللقاءات" في زمن الرئيس الراحل ياسر عرفات، واستمرت بعد وفاته، بعد أن تولى محمود عباس "أبومازن" رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية". وقال ردا على خبر نشرته صحف غربية، "إنه لا توجد اتصالات سرية، فنحن نؤمن بضرورة عقد اللقاءات والمشاورات كأسلوب وحيد للتوصل إلى خطوات متفق عليها، تصب في نهاية المطاف في مصلحة الشعب الفلسطيني، وليس لجهة أو فصيل بعينه". وأضاف "نحن لسنا بحاجة إلى لقاءات سرية، فقد التقينا في غزة والضفة، وكذلك في مصر وسورية وغيرها من الأماكن، لذلك لا علم لدي بوجود أية اتفاقات سرية"
العدد 852 - الثلثاء 04 يناير 2005م الموافق 23 ذي القعدة 1425هـ