يعقد في العاصمة الأردنية "عمان" اليوم مؤتمر دول الجوار العراقي. ويبحث الاجتماع الذي تشارك فيه البحرين، الأردن، الكويت، السعودية، مصر، سورية، تركيا، إيران والعراق تطورات الأوضاع في العراق والاستعدادات الجارية لإجراء الانتخابات وما يمكن ان تقدمه دول الجوار لمساعدة الحكومة العراقية في تمكينها من أداء مهماتها وتهيئة الظروف لعودة الأمن والاستقرار إلى الشعب العراقي.
وكان غادر المنامة مساء أمس نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية البحريني الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة متوجها إلى عمان للمشاركة في الاجتماع الوزاري لدول الجوار العراقي.
وحصلت "الوسط" على المؤشرات الأولية للبيان الختامي، وهي: تأكيد وحدة أراضي العراق الجغرافية، دعم مشاركة جميع الأطراف في الانتخابات المقبلة نهاية الشهر الجاري، ضرورة اتخاذ احتياطات احترازية لكي لا تنتهي انتخابات العراق بتمثيل فئة أو طائفة أو حتى عرق على حساب فئات أخرى. ويفترض أن يتضمن البيان موقفا التزاميا من الدول الموقعة عليه والمجتمعة في عمان باتجاه العمل جماعيا على دعم خيار المشاركة في الانتخابات واتخاذ السبل الكفيلة حدوديا وسياسيا بتسهيل المشاركة وبتضييق هوامش المقاطعة قدر الإمكان. وأكدت مصادر لـ "الوسط" أنه يفترض أن يحمل وزراء الخارجية العرب المشاركون في الاجتماع التقرير نفسه خلال اجتماعاتهم التحضيرية للقمة العربية المقبلة في القاهرة نهاية الشهر الجاري أو مطلع الشهر المقبل.
على صعيد آخر، حذر الرئيس العراقي غازى الياور أمس من تكرار سيناريو الفلوجة في مدينة الموصل. وأعرب الياور عن انزعاجه من عدم تنسيق حكومة رئيس الوزراء إياد علاوي معه ونائبيه بشأن الأوضاع في العراق.
ميدانيا، قتل مهاجم انتحاري بسيارة ملغومة 15 شخصا على الأقل عند أكاديمية للشرطة العراقية أثناء حفل لتخريج دفعة جديدة أمس في إطار موجة من الهجمات تستهدف منع الانتخابات.
صرحت عضو المجلس الوطني الانتقالي العراقي "البرلمان" وجدان ميخائيل أمس أن المجلس بصدد عقد اجتماع مشترك مع رئيس الجمهورية غازي الياور ورئيس الحكومة إياد علاوي لدراسة جميع الجوانب المتعلقة بالانتخابات المقرر إجراؤها في 30 من الشهر الجاري بشكل معمق. وقالت ميخائيل "تجب دراسة جميع الجوانب المتعلقة بالانتخابات بشكل معمق وجدي". وأضافت "ان المجلس يعقد حاليا جلساته في إقليم كردستان وتناول هذا الموضوع بشيء من التفصيل".
في غضون ذلك، قال علاوي أمس ان الانتخابات ستجرى في موعدها.
وقال ان الحكومة ملتزمة بإجراء الانتخابات في موعدها. وقلل رئيس الحكومة العراقية من تصريحات أطلقها وزراء بشأن الاستعانة بمصر ودول خليجية لحث العراقيين السنة للدخول في الانتخابات. ودعا في حديث صحافي سورية الى تسليم السلطات العراقية مطلوبين عراقيين. وأوضح "في الحقيقة ما نريده هو تسليم بعض العناصر المطلوبين والمتهمين بالتخطيط والتنفيذ الى السلطات العراقية"، مؤكدا ان "هناك اعترافات وأدلة الآن" على تورط هؤلاء المطلوبين.
وأبدى رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير أمس إصراره على ان تجرى الانتخابات العراقية في موعدها وان تأجيلها يعد انتصارا للإرهابيين على حد قوله.
من جانبه صرح وزير الكهرباء العراقي أيهم السامرائي بأن عدم اشتراك أجزاء كبيرة من المجتمع العراقي في الانتخابات يطعن في صدقيتها. وقال السامرائي في تصريحات لقناة "الجزيرة" أمس إنه من غير الممكن استبعاد جزء كبير من الشعب العراقي وتمثيلهم بغالبية أخرى أو بأقلية أخرى ونقول إنهم يمثلون كل المجتمع، فيما قال رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني أمس إن إجراء الانتخابات في ظل الظروف الحالية "أمر غير مجد وغير مثمر"، منتقدا بشدة المفوضية العليا للانتخابات. إلا أنه أكد في الوقت نفسه استعداد الأكراد العراقيين للمشاركة فيها في حال الإصرار على إجرائها.
في غضون ذلك، أكد مستشار وزير الداخلية صباح كاظم ان "خطة أمنية يجري الاستعداد لتطبيقها بهدف الحفاظ على أمن المواطن والمراكز الانتخابية، موضحا أن قوات الشرطة البالغ عددها نحو 135 ألف عنصر سينتشرون حول المراكز الانتخابية ولن يدخل الى هذه المراكز غير المواطنين المقترعين، والهيئة المدنية المشرفة على الانتخابات. وأصدرت المفوضية العليا للانتخابات أمس قرارا استثنائيا يقضي بإمكان قيام سكان محافظتي نينوى والأنبار التي تشهد وضعا أمنيا مضطربا بالتسجيل والاقتراع في يوم واحد.
وفي عمان أكد وزير الخارجية الأردني هاني الملقي أمس ان اجتماع دول جوار العراق يهدف الى دعم الحكومة الانتقالية في تنظيم انتخابات "ملائمة وشفافة".
وقال ان الهدف من الاجتماع أيضا "ضمان ان تشمل هذه الانتخابات جميع العراقيين".
عواصم - أ ش أ
استقبل وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط أمس حامد الخفاف ممثل المرجع الديني السيدعلي السيستاني ومدير مكتبه في لبنان ورجل الدين اللبناني هاني الفحص. واستمع أبوالغيط خلال اللقاء لرؤيتهما للوضع الراهن في العراق. وأكد وزير الخارجية في تعقيبه على ما استمع إليه على حرص مصر على سلامة ووحدة واستقرار العراق. على صعيد آخر، أعلن مسئول كبير في السفارة الأميركية في بغداد أن السفارة تسعى لتأمين المزيد من الأموال لتدريب قوات الشرطة والجيش وقوات الحرس الوطني العراقي وتزويدهم بالأسلحة اللازمة. وقال المسئول ان "المبلغ قد يأتي عبر موازنة إضافية تحول الى الكونغرس، بقيمة تتراوح بين خمسة وسبعين الى ثمانين مليون دولار، أو عن طريق الحصول عليها من مبلغ الثمانية عشر مليار دولار التي خصصتها الولايات المتحدة لإعادة إعمار العراق"
العدد 853 - الأربعاء 05 يناير 2005م الموافق 24 ذي القعدة 1425هـ