حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى هو أكبر أنجال صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير دولة البحرين الراحل. ولد سموه في مدينة الرفاع وذلك في يوم 28 يناير/ كانون الثاني 1950م الموافق 7 ربيع الأول 1369هـ.

وقد التحق بالدراسة الابتدائية في البحرين بعد السادسة من عمره، وكان يواكب دراسته هذه بمواظبته على تلاوة القرآن الكريم ومبادئ الدين واللغة على يد مختصين بالدراسات الإسلامية، ما كان له كبير الأثر في تقدم لغته وأسلوبه وتذوقه للشعر العربي والنبطي، كما كان حريصا على حضور مجالس والده ليسمع الكثير من القصص والروايات التي تحكي تاريخ الأبطال والأمم والوقائع وذكر عوامل النصر والهزيمة.

واهتم بتعلم السباحة والرماية والفروسية، فتعلمها على أيدي مدربين ماهرين، ما كان له كبير الأثر في الاهتداء بآراء الرجال الأكفاء كل بحسب اختصاصه، ولذلك فقد كانت هذه البذور الأولى لاهتمام سموه بالرياضة ورعايته للرياضيين.

وبعد أن أكمل الدراسة الابتدائية بتفوق سنة 1964 أعلن رسميا توليه ولاية العهد وذلك في 27 يونيو/ حزيران .1964 وقد التحق بالدراسة الثانوية وكان يواصل دراسته لتعلم وإتقان اللغة الانجليزية في مدرسة عامة في انجلترا، إذ أتم الدراسة في مدرسة ليز بمدينة كامبريدج وعاد إلى البحرين في صيف العام .1967

ولما كانت العسكرية مدرسة تصنع الرجال وتسود فيها القيم والمثل العليا فقد التحق بدوره بكلية "مونز" الحربية للضباط في مدينة درشوت همبشاير وذلك في 14 سبتمبر/ أيلول 1967 إذ تخرج فيها في 16 فبراير/ شباط 1968 وعلى إثر عودته إلى البحرين قام بوضع خطة لإنشاء "قوة دفاع البحرين" التي تم تعزيزها ببراءة أميرية في مستهل شهر أغسطس/ آب سنة ،1968 وظل متبوئا منصب القائد العام لقوة دفاع البحرين منذ الشروع في تأسيسها.

وفي التاسع من شهر اكتوبر/ تشرين الأول 1968 تزوج ابنة عمته فرزقهما الله بثلاثة بنين وبنت. فقد رزقا بسلمان في 21 اكتوبر ،1969 ثم عبدالله في 30 يونيو ،1975 ثم خليفة في 4 يونيو ،1977 وبالبنت نجلاء في 20 مايو/ أيار .1981

وتولى منصب رئيس دائرة الدفاع وأصبح عضوا في مجلس الدولة الذي أسس في التاسع عشر من يناير ،1970 ثم أصبح وزيرا للدفاع حين تشكيل مجلس الوزراء في 15 أغسطس .1971

وفي 21 يونيو ،1971 التحق بمقره العسكري التدريبي بكلية القيادة ورئاسة الأركان في فورت ليفنويرث "كنساس" بالولايات المتحدة الأميركية، ومنح "وسام الحرية لمدينة كنساس" من قبل عمدة وشعب مدينة كنساس. وكان أثناء أوقات فراغه في ليفنويرث يتلقى مقررا في المراسلات الخارجية للكلية الصناعية للقوات المسلحة في واشنطن، إذ نال شهادة الدبلوم الوطنية في الإدارة العسكرية، وذلك في 31 مايو .1972 وفي التاسع من شهر يونيو من العام التالي تخرج بدرجة شرف في القيادة ورئاسة الأركان.

كما حصل في 26 يونيو 1972 على شهادة الشرف العسكرية من الولايات المتحدة الأميركية وذلك تقديرا لما أنجزه في الشئون العسكرية منذ العام ،1968 ونتيجة ذلك تم وضع اسمه ضمن الأسماء المدرجة في لوحة الشرف للضباط في الجامعة.

وبعد عودته من الولايات المتحدة الأميركية انهمك سموه بشكل جاد في العمل على دفع عجلة التطور والتوسع في بلاده بصورة عامة وفي قوة دفاع البحرين بصورة خاصة، سواء في الأمور العسكرية المتعددة النشاطات أم الميادين الثقافية المتطورة وفي العلوم الطبية والتكنولوجيا المتقدمة وفي المنافسات الرياضية والترفيهية. هذا، وبالإضافة إلى مهماته العسكرية قام بمسئولياته على أحسن وجه في كلا الحقلين الخاص والعام.

وتم تعيينه نائبا لرئيس مجلس العائلة الحاكمة حينما شكل بأمر أميري من أمير دولة البحرين الراحل صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة في 26 يونيو .1974

وفي يناير من العام 1978 أمر بتأسيس مركز للوثائق التاريخية، ونظرا إلى اهتمامه بتاريخ البحرين والمنطقة احتضن ديوانه العامر "الزاهر" هذا المركز ورعاه، ما كان له كبير الأثر في تقدمه ونشاطه، فأخذ المركز في جمع الوثائق التاريخية والمخطوطات والخرائط والصور القديمة التي تلقي الضوء على تاريخ البحرين.

وقد جمعت الوثائق من بلدان كثيرة ذات علاقات تاريخية مع البحرين عبر العصور وكشفت تلك الوثائق والمخطوطات عن حوادث ووقائع مهمة بدأ المركز بنشرها تباعا في مجلة "الوثيقة" التي يصدرها، بالإضافة إلى نشر بعض الكتب التاريخية الأخرى.

وإيمانا منه بدور الشباب في خدمة الوطن والمجتمع فقد اهتم بالرياضة والشباب من خلال مفهوم تربوي وتثقيفي يعمل على تدعيم قدرات الشباب البدنية والذهنية، وقد صدر مرسوم أميري رقم 2/1975 بتعيينه رئيسا للمجلس الأعلى للشباب والرياضة.

كما أنه حريص على ممارسة مختلف أنواع الرياضة. هذا، وبالإضافة إلى اهتمامه الشديد برياضة الفروسية فإن اهتمامه منصب أيضا على الأصول التاريخية لسلالات الخيل في البحرين، إذ عرفت بأنها من أنقى وأحسن السلالات العربية.

وللحفاظ على ذلك أنشأ اسطبل الخيل الأميري في البحرين خلال شهر يونيو ،1977 وأدى هذا إلى الموافقة التامة على تسجيل اسطبل الخيل في البحرين ضمن منظمة الخيول العربية العالمية في سبتمبر العام .1978

وحرصا منه على ضرورة تعزيز البحوث العلمية والتكنولوجية وتنسيق نشاطاتها لخدمة البحرين ومجتمع الخليج العربي والعالم العربي، فقد عمل على إنشاء "مركز البحرين للدراسات والبحوث" لتعزيز القاعدة العلمية للبلاد، وتنمية مقدرة المواطن والمجتمع على الاستفادة من التقنية الحديثة ومعطياتها في تطوير الإمكانات البشرية والاقتصادية، وقد رعى الخطوات الأولى لإنشاء هذا المركز إلى أن تم إنشاؤه بصفة رسمية بمرسوم بقانون رقم "11" لسنة 1981 صادر عن صاحب السمو أمير دولة البحرين بالنيابة.

وقد شغل منصب رئيس المركز بحسب المرسوم الأميري رقم "6" لسنة ،1981 وحرص على المشاركة والحضور في جميع الندوات التي ينظمها المركز.

وبدأ تدريبه النظري والعملي على الطائرات المروحية في أكتوبر ،1977 وقد تخرج بصفته طيارا يتمتع بكفاءة تامة في قيادة الطائرة المروحية في 14 يناير .1978

ومنذ ذلك الحين سار قدما في إنشاء جناح الدفاع الجوي لقوة دفاع البحرين، وصار مسئولا بصورة كبيرة عن التعرف على إجراءات السلامة المتقدمة للطيران في مضمار عمليات الدفاع التكتيكية.

وفي 30 يناير 1979 أدرج اسمه بصفته عضو شرف دائم لنادي الهليكوبتر، لامتيازه في شتى مساهماته العامة في ميدان الطيران في الشرق الأوسط منذ العام .1977

هذا، وفي مقدمة اهتماماته الكثيرة حفظ التراث وتيسير الانتفاع منه، وهو يواصل هواياته الكثيرة ونشاطاته المتعددة التي من بينها السباحة وركوب الخيل ورياضة الصيد بالصقور والرماية وكرة القدم والغولف والتنس، غير أن اهتمامه الأول منصب على قوة دفاع البحرين، إذ وهبها قسطا عظيما من وقته وطاقته خلال السنين الأخيرة.

الأوسمة والنياشين

- وسام النجمة الأردنية من الدرجة الأولى في الأول من فبراير .1967

- وسام الملك عبدالعزيز من المملكة العربية السعودية من الدرجة الأولى في الرابع من ابريل / نيسان .1967

- وسام الرافدين من العراق ذي الدرجة الأولى في 22 فبراير .1969

- وسام الدفاع الوطني للكويت من الدرجة الأولى في 25 مايو .1970

- وسام المحمدي من المغرب ذي الدرجة الأولى في 16 أكتوبر .1970

- وسام النهضة الأردني من الدرجة الأولى في الأول من سبتمبر .1972

- وسام قلادة الجمهورية من مصر ذي الدرجة الأولى في 24 يناير .1973

- وسام التاج من إيران ذي الدرجة الأولى في 28 أبريل .1973

- وسام الجمهورية الإندونيسية من الدرجة الأولى في الثامن من اكتوبر .1977

- وسام جمهورية موريتانيا من الدرجة الأولى.

- كما أحرز أكبر وسام شهير للفارس القديس مايكل والقديس جورج من المملكة المتحدة في 16 فبراير .1979

- وسام الفاتح العظيم من ليبيا من الدرجة الأولى في الأول من سبتمبر .1979

- وسام القلادة الخليفية - البحرين.

- وسام البحرين من الدرجة الأولى.

- وسام الخدمة العسكرية - البحرين