طالبت دراسة المصارف والمؤسسات المالية الإسلامية بتغيير استراتيجياتها الحالية وتطبيق استراتيجيات جديدة لكي تستمر في النمو المتواصل الذي تشهده وحتى لا تتعرض لنكسات كبيرة وسط بيئة تنافسية شديدة مقبلة عليها المؤسسات المالية العالمية.
وقالت الدراسة التي قامت بها الشركة الاستشارية العالمية "ماكينزي" إنه على رغم أن المصارف والمؤسسات المالية الإسلامية تنعم بنمو متوسط منذ السنوات القليلة الماضية فإن ذلك لا يعزو في جزء منه إلى تحسن الأعمال بقدر ما يرجع إلى أسباب سوقية مواتية.
ويقول مصرفيون إن المصارف الإسلامية تنمو بمعدل يبلغ بين 10 و15 في المئة سنويا بسبب استمرار الطلب عليها وخصوصا في المنطقة العربية، ولكن هذه المصارف تواجه تحديات رئيسية تحد من قدرتها على المنافسة عالميا من ضمنها ضعف رأس المال وعدم استغلال السيولة وخصوصا على المدى القصير وقلة الفرص الاستثمارية.
وتختلف المصارف والمؤسسات المالية الإسلامية عن المصارف التقليدية بأنها لا تتعامل بالفائدة باعتبارها ربا تحرمها الشريعة السماوية.
وتطرقت الدراسة إلى تحليل عن السنوات 2000 إلى 2003 عن أداء 10 من أكبر المصارف والمؤسسات المالية الإسلامية في العالم والاستراتيجية التي يتم تطبيقها من قبل هذه المؤسسات.
وتظهر الدراسة اتساع الفرق في الأرباح التي حصلت عليها هذه المصارف العشرة خلال الدراسة التي استمرت أربع سنوات وانتهت في العام 2003 وان الأرباح بلغت لدى بعض المصارف ثلاثة في المئة بينما ارتفعت عند البعض الآخر إلى 22 في المئة وحتى 25 في المئة.
وأضافت الدراسة تقول إن العائد على السهم والبالغ 12 في المئة يعد أقل من المتوسط لدى المصارف في الخليج البالغ 15,9 في المئة. كما أن العائد على الموجودات تراوح بين 0,4 في المئة و0,63 في المئة إلى 7,8 في المئة "ولهذا لا يمكن الحكم بأن المصارف والمؤسسات المالية الإسلامية أكثر ربحية أو أقل ربحية من المصارف التقليدية".
وقالت الدراسة إنها وجدت أنه على رغم أن المصارف والمؤسسات المالية الإسلامية لا تضع رقما محددا للفائدة على الودائع فإن الزبائن الذين يقومون بإيداع أموال لدى المصارف الإسلامية يتأثرون بالتغيير في أسعار فائدة السوق.
كما وجدت الدراسة أن المصارف الإسلامية "لديها سيولة كثيفة" بحيث أن المتوسط "التسهيلات/ الودائع" يبلغ 115 في المئة بالمقارنة مع متوسط مصارف الخليج البالغ 63,8 في المئة. وتبلغ نسبة متوسط النقد إلى مجموع الودائع 20,5 في المئة و144 في المئة إلى الودائع الثابتة والجارية وان نسبة متوسط الموجودات السائلة إلى مجموع الموجودات تبلغ 33,4 في المئة.
كما وجدت الدراسة أن المصارف والمؤسسات المالية الإسلامية لديها نسبة عالية بالنسبة إلى رأس المال مقابل المصارف التقليدية العاملة في المنطقة.وأضافت الدراسة أنه بغض النظر عن هذه النسب فإن المصارف والمؤسسات المالية الإسلامية التي تتمتع بمواقع احتكارية في أسواقها تحتاج إلى "تغيير جذري" في استراتيجياتها وطريقة التنفيذ وإلا فإنها ستتأثر بشدة نتيجة للزيادة في المنافسة. ومضت تقول إن المصارف الإسلامية تحتاج إلى تحسين مقدرتها لتشمل عدة مجالات من ضمنها المنتجات وعمليات الخزينة
العدد 877 - السبت 29 يناير 2005م الموافق 18 ذي الحجة 1425هـ