سطر فريق براون جي بي-مرسيدس الذي حل بدلا من هوندا هذا الموسم، بداية (نارية) في بطولة العالم لسباقات فورمولا 1، بعدما احتل سائقاه البريطاني جنسون باتون والبرازيلي روبنز باريكيلو المركز الاول والثاني على التوالي امس (الاحد) في جائزة استراليا الكبرى، المرحلة الافتتاحية لهذا الموسم التي احتضنتها حلبة البرت بارك في ملبورن.
وصعد باتون في سباقه الـ 154 إلى الدرجة الأولى من منصة التتويج للمرة الثانية في مسيرته بعد الاولى في اغسطس/ آب 2006 عندما أحرز المركز الأول في جائزة المجر الكبرى.
واستحق باتون الفوز لأنه سيطر على السباق منذ اللفة الاولى بعدما حافظ على مركزه الأول عند الانطلاق، وانهى السباق الذي امتد لمسافة 307.574 كلم توزعت على 58 لفة، في المركز الاول بفارق 0.807 ثانية عن زميله باريكيلو و1.604 ثانية عن الايطالي يارنو ترولي سائق تويوتا الذي خطف المركز الثالث من بطل العالم البريطاني لويس هاميلتون سائق ماكلارين في الأمتار الأخيرة.
وإذا كان باتون وباريكيلو حافظا على المركزين اللذين انطلقا منهما، فان ترولي وهاميلتون خاضا سباقا رائعا، لان الأول انطلق من المركز قبل الأخير بسبب مخالفة سيارته لانظمة الانسيابية في جانحها الخلفي، والثاني أمامه مباشرة بعدما فشل في خوض الجولة الثانية من التجارب الرسمية أمس الأول (السبت) بسبب عطل ميكانيكي.
والأمر ذاته ينطبق على سائق تويوتا الثاني تيمو غلوك الذي شق طريقه من المركز الأخير إلى الخامس أمام الاسباني فرناندو الونسو سائق رينو والالماني نيكو روزبرغ سائق وليامس-تويوتا والوافد الجديد السويسري سيباستيان بويمي سائق سكوديريا تورو روسو الذي حصل على نقطة في سباقه الأول في الفئة الأولى.
وكان الألماني سيباستيان فيتيل سائق ريد بول-رينو والبولندي روبرت كوبيتسا سائق بي ام دبليو ساوبر في طريقهما للحصول على المركزين الثاني والثالث إلا أن المنافسة المحتدمة بينهما في اللفات الاخيرة تسببت باصطدامها قبل لفتين على الختام وخروجهما من السباق ما تسبب بدخول سيارة الامان لما تبقى من السباق وسمح هذا الامر في منح باريكيلو فريقه براون جي بي-مرسيدس ثنائية رائعة في بدايته في رياضة الفئة الاولى بعد ان اشتراه مديره روس براون من شركة هوندا التي انسحبت قبل انطلاق الموسم بسبب الأزمة المالية الاقتصادية.
ولم يأت وجود الثنائي براون جي بي وتويوتا على منصة التتويج مفاجئا لان الفريقين اظهرا خلال فترة التجارب الشتوية إنهما سريعان جدا وأنهما الأكثر تحضيرا وانسجاما حتى الآن مع التعديلات التقنية والانسيابية التي أدخلت على بطولة هذا الموسم.
ومن المرجح ألا يعطي السباق الاسترالي وخلافا للمواسم السابقة صورة حقيقية عن هوية السائقين والفرق الذين سيشكلون أطراف المنافسة خلال هذا الموسم لان (كبار) رياضة الفئة الأولى لم يتوصلوا حتى الآن إلى الصيغة (الرابحة) التي ستؤمن لهم تركيبة الفوز بالسباقات وابرز دليل على ذلك خروج ثنائي فيراري البرازيلي فيليبي ماسا وصيف بطل الموسم الماضي والفنلندي كيمي رايكونن من السباق، الأول في اللفة الـ 46 والثاني قبل لفتين على النهاية بسبب عطل ميكانيكي في سيارتيهما «اف 60».
ولا تزال الفرق في طور التأقلم مع جديد هذا الموسم، ما عزز منذ البداية احتمالات أن يفرض السباق الاسترالي فائزا (صغيرا) مثل الوافد الجديد فريق براون جي بي.
ما هو مؤكد أن الموسم الـ 60 في رياضة الفئة لن يكون تقليديا على الإطلاق أو على اقله في السباقات الأولى، إذ ان التجارب الشتوية التي أقيمت تحضيرا لانطلاق الموسم أظهرت أن هناك إمكان بان نرى فرقا خارجة عن «توليفة فيراري-ماكلارين مرسيدس» الفريقين اللذين سيطرا على البطولة الموسمين الماضيين بفوز رايكونن بلقب 2007 وهاميلتون بلقب 2008 في الأمتار الأخيرة على حساب سائق فيراري الثاني ماسا.
وستتوضح في المرحلة الثانية التي ستقام في ماليزيا نهاية الأسبوع المقبل، الرؤية بشكل أفضل بشأن جدية حظوظ براون جي بي وتويوتا في المنافسة على اللقب.
العدد 2397 - الأحد 29 مارس 2009م الموافق 02 ربيع الثاني 1430هـ