العدد 888 - الأربعاء 09 فبراير 2005م الموافق 29 ذي الحجة 1425هـ

عاشوراء... موسم المواكب والإبداع الفني المتجدد

مع غروب يوم أمس "الأربعاء"، كان الناس يتطلعون في الأفق الغربي بانتظار أن يطل عليهم هلال المحرم، إيذانا ببداية العام الهجري الجديد. وقبل أن يهل الهلال بأكثر من أسبوع، كانت هناك حال من الاستنفار الاجتماعي الكبير، قد يرصدها المراقب بسهولة في كثير من مدن ومناطق وقرى البحرين. فقد اتشحت الشوارع بالسواد، وارتفعت الأعلام السوداء والخضراء والحمراء، إشعارا بموسم الحزن المتجدد على شهداء البيت النبوي الشريف في كربلاء.

الأسواق باعت كميات كبيرة من الألبسة السوداء للكبار والصغار، والآباء نزلوا على رغبة أطفالهم في شراء "الصنقل" استعدادا لمواكب الصغار التي ستبدأ من أول ليالي الشهر الحزين، بعد أن عاشوا أحد عشر شهرا يحلمون بعودتها والانتظام في صفوفها. وفي مقدمة هذه المواكب الصغيرة يتقدم الرواديد الناشئون يقلدون كبار الرواديد في الصوت واللحن وحتى حركة الأيدي والأقدام.

الكبار يبحثون اليوم عن جداول الخطباء، ويتساءلون عن مستواهم الفكري وطرحهم الديني وعن طريقة إلقائهم الشجية، وهي العوامل التي تتضافر اليوم لتحديد ثمن الخطيب في البورصة الشعبية، في أفضل عملية انتخاب "ديمقراطي" للأفضل. الشباب الذي لا ينجذب إلى المآتم تراه يبحث عن جداول الرواديد، "نجوم الموسم" من دون منافس، كل يبحث عن نجمه المفضل، في أي موكب سيحمل الميكروفون وفي أي ساعة ويوم.

الموسم له حيويته العالية التي يستمدها من حيوية الذكرى التاريخية، فتشهد الساحة منافسة مفتوحة بين المناطق المختلفة، وبين مؤسسات المنطقة نفسها، في المجال الفني والتشكيلي والمسرحي والإبداعي، وتدخل برامج وأفلام ومسرحيات ومعارض فنية جديدة كل عام. الرسم الذي كان يتخذ من اسم الحسين وشاحا قدسيا يتبارك به، بعد أن كان متمركزا في العاصمة بالأمس، أصبح اليوم يتوالد ويتبرعم فتخرج مراسم جديدة هنا وهناك.

وسط هذه الورشة الضخمة الدائبة كالنحل، يشمر الخطاطون المخضرمون والمبتدئون عن سواعدهم لكتابة كلمات الشهيد الأكبر الحسين بن علي "ع"، وكلمات جده محمد "ص" فيه. بعضهم تعلم الخط وأجاده في هذه المدرسة المباركة المفتوحة على آفاق الإنسانية الكبرى التي افتتحها الشهداء قبل 1366 عاما.

المآتم والحسينيات جرى تجهيزها لاستقبال روادها، والمنابر تم تطييبها، والمطابخ الكبيرة استعدت لتلبية أكبر الطلبات في تاريخها، لتوفير "عيش الحسين"، في موسم ضيافته وعزائه.

أهلا وسهلا بالعام الجديد، وأهلا بـ "عاشوراء" من جديد، وأهلا بكم في صفحة عاشوراء "ص 16"، إذ نرصد فعاليات هذا الموسم المزدحم بالفعاليات الفنية والاجتماعية والروحية التي تغني النفس وتجدد الروح وتحث الناس على الشرب من منهل الفضائل الإسلامية الأصيل

العدد 888 - الأربعاء 09 فبراير 2005م الموافق 29 ذي الحجة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً