العدد 891 - السبت 12 فبراير 2005م الموافق 03 محرم 1426هـ

يوم عاشوراء

شعر - محمد حسن كمال الدين 

12 فبراير 2005

يقولون لي إن الزمان معاند

إذا غاب من تهوى وغاب المشاهد

فقلت لهم غاب الحبيب وطيفه

يغرد في الأحشاء والبدر شاهد

له في سويدا القلب بيت يزوره

وزائر قلب الصب عذراء ناهد

ضحوك تحاكي البدر والليل مرسل

على غافيات الطرف وهي سواهد

سهرت الليالي ليلة بعد ليلة

أقلبها. .. والليل إلف مساعد

فعادت لقلبي صحوة بعد صحوة

وقد كان تغويه المنى والمواعد

لقد أيقظتني صرخة جل ذكرها

وإن سافرت بالنائمين المراقد

تذكرني سبط النبي وقد عدت

عليه خيول يعتليهن جاحد

بيوم... وما يوم كيوم ابن فاطم

تجلجل فيه الحق... والدهر شاهد

تكالب فيه كل شمر يسوقه

على نغمات الموت علج وحاقد

تدفقت الرايات وانزاحت الرؤى

وطارت عيون والقسي رواعد

وغطى صهيل الخيل غبراء كربلا

وليس لها من برزخ الموت شارد

خيولهم... خوف الحسين... تفصدت

حوافرها... فاستقبلتها الأوابد

لقد أكلت نيرانهم من سيوفهم

كما أكلت منها القلوب الحواقد

ولكن أنصار الحسين تأبطوا

نفوسهم للموت... والموت وارد

فهم يرضعون الحرب عند استعارها

وكم زلزلوها... والمنايا حواصد

لقد صغر الموت الزؤام بعينهم

كما صغرت تلك الخطوب النواكد

وساروا على وقع الظبا فتوهجت

دماهم وضاءت بالفلاة الفراقد

وفيهم أبوالفضل الكمي وعزمه

يخط رقابا... والكماة شوارد

يصول عليهم والرؤوس تطايرت

فيعقدها... والسيف عقد وعاقد

فشدت رياح الأرض حين تشابكت

رماح... وضجت بالعجاج الفدافد

وزحزحت الأحشاء والخيل دمدمت

وأعناقها نيطت عليها القلائد

فاضحت مياه "العلقمي" بعيدة

ولكنها نحو القلوب روافد

فتنساب ضوءا ساحرا في عيونه

وأحشاؤه برد الفرات تجالد

يخاطبه من شوقه وهو ظامئ

شربت دما إن لم تصبك الأماجد

فتصفر أحداق الزمان وتنجلي

رمال... وتعدو للعداة عوائد

يحومون حول الماء خوف وصوله

وقد عربدت فيهم رياح صوارد

فشدوا عليه... واعتلاهم بسيفه

ولم تدر حرب أي ليث تجالد

فأوردها حمرا جباه خيولهم

وألبسهم ما لم تخطه الخرائد

وحسب المنايا مقتلا أنه فتى

عزائمه... قلب وعين وساعد

فدارت رحى الهيجاء وانداح حشدهم

ودار رحاها بالجناحين مارد

وكالصقر ينقض الحسين وزينب

تقاسمه... والشامخات فرائد

أبى السبط ألا يستضيف بوارقا

تزمجر... إلا والمنادي عطارد

يعاهد نفسا بالجهاد زكية

إذا ما هوت فوق الثرى فهو ساجد

ويزجي حياة للحياة ضياؤه

ويفدي أخا كالنجم والنجم صاعد

فيعلو صياح الطير في كبد السما

هوى ألقا... والنابضات حواشد

وتنزاح عن أرض الفراتين غيمة

على جدث... لم تكتنفه المراقد

لقد زايلت أرض ونيطت سحائب

وغطى سماء الدين قوم ملاحد

ولم يستبينوا أي روح تصعدت

وأي دم... تبنى عليه المساجد

ولكنها... دار الزمان... وزحزحت

رويدا رويدا... واستبانت مقاصد

لقد صك سمع القوم حتى فعالهم

غدت كاسفات... أفسدتها المكائد

أقول لدهر تاه... حيث تجهمت

وجوه الليالي... والليالي حواقد

ألم تر أن الدين لولا دماؤه

لجارت عليه عائدات... عوائ

العدد 891 - السبت 12 فبراير 2005م الموافق 03 محرم 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً