تعتزم أميركا الانضمام إلى دول الاتحاد الأوروبي في تقديم حوافز إلى طهران ربما تسهل انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية مقابل التخلي عن البرنامج. وعقد الرئيس الأميركي جورج بوش فور عودته من جولته الأوروبية يوم الجمعة الماضي اجتماعا مع طاقمه للسياسة الخارجية والأمن القومي، وقال مسئولون أميركيون "إن البيت الأبيض يريد التحرك بسرعة لوضع اللمسات الأخيرة على قائمة من الحوافز لعرضها على إيران في إطار محادثات الترويكا".
ويرى مراقبون أن موضوع الحوافز يعتبر تغيرا مهما في الموقف الأميركي تجاه إيران في إطار سياسة العصا والجزرة، وقال مسئول كبير في الخارجية الأميركية "إن السبب الذي يجعلنا مرتاحين في دراسة هذا الموقف التكتيكي هو أنه عندما كان الرئيس في أوروبا وجد من الناحية الاستراتيجية الأوروبيين يقفون موقفا صلبا بشأن الأسلحة النووية".
واشنطن، طهران - محمد دلبح، وكالات
بدأ مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا أمس اجتماعه لبحث الملف النووي الإيراني، في وقت ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش مستعدة للدخول مع أوروبا في تقديم حوافز لإيران كخطوة تشكل تغييرا في مسار سياستها السابقة بشأن البرنامج.
وقال مسئولون أميركيون إن البيت الأبيض يريد التحرك بسرعة لوضع اللمسات الأخيرة على قائمة من الحوافز كجزء من محادثات الدول الأوروبية الثلاث، فرنسا وبريطانيا وألمانيا مع إيران. وقالت الصحيفة "إن أميركا اقتربت من اتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت ستنضم لأوروبا في تقديم حوافز والتي تشمل عضوية طهران في منظمة التجارة العالمية وتقديم دعم لجهودها من أجل الحصول على قطع الغيار اللازمة لصيانة أسطولها القديم من الطائرات التجارية". وتأتي هذه المقاربة إثر اجتماع بوش مع نائبه ديك تشيني وأعضاء أساسيين في الحكومة. وقال مندوب طهران في فيينا سيروس ناصري انه يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يكون مستعدا للتوصل لحل وسط مع طهران من شأنه الإبقاء على برنامج التخصيب النووي. ولأول مرة منذ قرابة العامين لم يقدم البرادعي تقريرا خطيا لاجتماع المجلس عن تحقيق لم يكشف النقاب عن دليل أكيد على خطة لإنتاج قنبلة، لكنه قال إن التحقيق يحرز تقدما وحث إيران على أن تزيد من مساعدتها بتزويد المفتشين النوويين بمعلومات. وتزامن ذلك مع إعلان رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيراني غلام رضا آغا زاده انه سيتم استكمال نصب أجهزة ومعدات بوشهر خلال الأشهر العشرة المقبلة، فيما نفى وزير الطاقة النووية الروسي ألكسندر روميانتسيف مزاعم وجود عسكريين روس في بوشهر لحراستها.
وعلى الصعيد ذاته، ذكر المفتش السابق الدولي سكوت ريتر إن أميركا تعتزم شن عمل عسكري ضد إيران خلال يونيو/حزيران المقبل، ووفقا لخطة وضعتها في 24 أكتوبر/تشرين الأول .2004 وربط ريتر بين التحرك الأميركي بصدد إيران وبين ما حدث للعراق وهو السيناريو ذاته المنتظر تكراره وبالفارق الزمني نفسه. من ناحية أخرى، أعلن عضو هيئة رئاسة الشورى الإيراني حميد رضا حاجي بابايى أن إيران ستلجأ إلى طرد الصحافيين الفرنسيين في أراضيها إذا ما نفذت فرنسا قرارها بحظر بث قناة "سحر" الفضائية الإيرانية وذلك في إطار المعاملة بالمثل
العدد 907 - الإثنين 28 فبراير 2005م الموافق 19 محرم 1426هـ