أكد رئيس مجلس بلدي محافظة العاصمة مرتضى بدر "ضرورة تنمية روح الانتماء الوطني لدى المواطنين، وعدم إعطاء المبرر للآخرين في التشكيك في هذا الولاء الوطني الذي هو محل اعتزاز لدى الجميع"، وقال: "إن مناسبة عاشوراء تنمي الروح الوطنية، وليس العكس". وأسف بدر من وجود بعض التجاوزات التي يمكن للبعض استغلالها كمبرر للتشكيك في الولاء الوطني، إلا أنه اعتبر تلك التجاوزات "قليلة" لا يمكن تعميمها. يأتي ذلك على خلفية تحفظ وزارة الداخلية على "رفع الصور والملصقات وترديد الهتافات والشعارات المستوردة، وعدد من الملاحظات التي قام وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة بإطلاع رئيسي مجلسي الشورى والنواب عليها أمس الأول". من جهته لفت عضو المجلس العلمائي الشيخ عبدالجليل المقداد النظر إلى زاويتين: وطنية وأخرى دينية، وقال: "هناك بعدان في المسألة، البعد الأول هو الانتماء الوطني وهو أمر لا يمكن التشكيك فيه فالجميع يحب استقرار الوطن وأمنه وتعدد موارده، إلا أن البعد الآخر وهو الانتماء العقائدي، فيجب الفصل بين هذين البعدين والتفريق بينهما".

على خلفية تحفظ وزارة الداخلية على رفع الأعلام والصور

بدر: عاشوراء تنمي الروح الوطنية... المقداد: الانتماء العقائدي يختلف

الوسط - عقيل ميرزا

أكد رئيس مجلس بلدي محافظة العاصمة مرتضى بدر ضرورة تنمية روح الانتماء الوطني لدى المواطنين، وعدم إعطاء المبرر للآخرين في التشكيك في هذا الولاء الوطني الذي هو محل اعتزاز لدى الجميع، وقال "إن مناسبة عاشوراء تنمي الروح الوطنية، وليس العكس".

يأتي ذلك على خلفية تحفظ وزارة الداخلية على "رفع الصور والملصقات وترديد الهتافات والشعارات المستوردة" وعدد من الملاحظات التي قام وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة بإطلاع رئيسي مجلسي الشورى والنواب عليها أمس الأول.

وأسف بدر لوجود بعض التجاوزات التي يمكن للبعض استغلالها كمبرر للتشكيك في الولاء الوطني إلا أنه اعتبر تلك التجاوزات "قليلة" لا يمكن تعميمها.

ولفت بدر النظر في تصريحه إلى دعوة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي دعا إلى تجمع اليوم مطالبا المحتشدين برفع الأعلام اللبنانية فقط كدليل حي على الولاء الوطني للوطن، داعيا بدر "البعض" إلى الاقتداء بهذه الدعوة التي تأتي دليلا على الحس الوطني.

وذكر بدر أنه تدخل شخصيا في حادثة من هذا القبيل، وقال "شخصيا تدخلت في حادثة برزت يوم السادس من محرم حينما أقدم شباب من منطقة عراد على وضع لافتات وأعلام سود في الشارع العام ما أثار حفيظة بعض من إخواننا السنة، فقمت باتصالاتي وحاولت تهدئة الأمور وإقناع الاخوة بإزالة الأعلام".

ودعا بدر الجماهير المحتفلة بأيام عاشوراء "إلى الابتعاد عن كل ما يعكر صفو الأسرة الواحدة، ويضعف الانتماء الوطني الذي يمكن استلهامه من ثورة عاشوراء لو أمعنا النظر في ذلك".

وعن موقف جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الذي هو عضو في هيئتها الاستشارية قال بدر: "نحن في جمعية الوفاق الوطني الإسلامية نؤمن بالسلم الأهلي ونتمسك به وندعو التيار الوفاقي إلى تعزيز هذا المبدأ، وهذه مواقفنا تتضح في كل المناسبات التي نشارك فيها، ومبدأ السلم الأهلي لم ولن نتنازل عنه".

وشدد بدر على "ضرورة أن تبقى لعاشوراء قدسيتها ويبقى الإمام الحسين "ع" يجمع ولا يفرق، ويجب أن نسير على نهجه الإصلاحي... الإمام الحسين إمام العرب والعجم إمام الشيعة والسنة، إلا أننا يجب أن نراعي خصوصيات المناطق في البحرين ويجب ألا نسعى لاستفزاز أية جهات ومجموعات أخرى".

كما دعا إلى "إعادة النظر في الثقافة العاشورائية، ويجب ألا نقمع الرأي الآخر وأن تتسع صدورنا للاستماع لكل الآراء حتى لو كنا غير مقتنعين بها".

من جهته لفت عضو المجلس العلمائي الشيخ عبدالجليل المقداد النظر إلى زاويتين زاوية وطنية وأخرى دينية، وقال "هناك بعدان في المسألة البعد الأول هو الانتماء الوطني وهو أمر لا يمكن التشكيك فيه، فالجميع يحب استقرار الوطن وأمنه وتعدد موارده، إلا أن البعد الآخر وهو الانتماء العقائدي. فيجب الفصل بين هذين البعدين والتفريق بينهما فعندما يكون رفع صورة ما لانتماء عقائدي فهذا لا يعني خللا في الانتماء الوطني أبدا شريطة ألا يطغى أحد هذين الانتماءين على الآخر بحيث يختل التوازن في ذلك".

وعما إذا كان ما يحدث في بعض المناسبات من رفع بعض الأعلام والصور ظاهرة صحية أم لا قال المقداد "هذا الأمر يحتاج إلى نظرة فاحصة ميدانية، وبالتالي يمكن الحكم عليه فيما إذا كان ظاهرة صحية أم لا".

وأضاف "لا يمكن إعطاء جواب مطلق لجميع الموارد والحالات، ففي بعض المناسبات الوطنية لا يمكن القبول بعلم غير وطني، ولا يمكن القبول بصورة من خارج الوطن، إلا أن المناسبات الدينية ذات البعد العقائدي قد تختلف... ما أريد قوله هو عدم إمكان إعطاء إجازة عامة في ذلك فالظروف الموضوعية تحدد الموقف".

وأشار المقداد إلى "ان الانتماء الوطني مفهوم واسع، وهو أوسع بكثير من الزاوية التي نظر إليها البعض فهو أمر لا يتعلق بالأعلام والصور فحسب، بل يتعلق أيضا بالوطنية في عدم استبدال البحريني بالأجنبي في كثير من المواقع، فمعنى الانتماء الوطني لا تختص به مجموعة معينة ومثلما يطالب أبناء الشعب بالوطنية يطالب المسئولون بتلك الوطنية أيضا من خلال إعطاء المواطن فرصة العمل، والوحدة السكنية وغير ذلك من الحقوق"