"يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي" ولكن أطباء مجمع السلمانية الطبي هذه المرة أخرجوا الحي من الميت ميتا، بعد أن أصروا على موت جنين في بطن أمه على رغم إصرارها على أن ابنها حي يرزق، وهي تشعر بتحركه في بطنها، مكذبة أجهزة الفحص الطبية، مصدقة إحساس الأمومة الذي أكد لها حياة ابنها البالغ تسعة شهور إلا أياما! ويحكي الأب القصة لـ "الوسط" كاملة فيقول: "أخذت زوجتي الحامل في موعد لها يوم 26 فبراير/ شباط الماضي إلى عيادة الفاتح، وفحصتها الطبيبة "ف. ن"، إذ أكدت لها صحة الجنين، وأنه بخير، ولأن الأم مصابة بمرض الأنيميا المنجلية كان عليها دخول المستشفى للولادة قبل أيام من موعدها، فطلبت الطبيبة من الأم أخذ موعد بعد أسبوع، مؤكدة لها ضرورة الفحص وتخطيط القلب اليومي في أقرب مركز صحي لها".
وأضاف "في اليوم الثاني، ذهبت إلى مركز جدحفص الصحي لإجراء التخطيط الاعتيادي، وفوجئت بنقل زوجتي إلى الأشعة فوق الصوتية وكانت الطبيبة المباشرة "ن.ذ" ومعها طبيبة أخرى آسيوية الجنسية تتجادلان وزوجتي تسمع هذا الجدال الذي انتهى بخبر الصاعقة وهو ان الجنين ميت منذ أسبوعين!".
وقال الأب، وكان التاؤه يحبس أنفاسه: "بعد سماع زوجتي هذا النبأ رفضت الاقتناع به، وقالت: إذا لماذا كان فحص عيادة الفاتح أمس يؤكد سلامة الجنين؟ وإذا كان الجنين ميتا فلماذا كنت أشعر بحركته، ومازلت أشعر؟ لابد أن التشخيص ليس دقيقا،فطلبو منها مراجعة السلمانية مجددا وبعد فحصها هناك أكدوا لها موت الجنين قبل اسبوعين أيضا، والطامة أن الطبيبة التي فحصتها في السلمانية وأكدت وفاة الجنين منذ أسبوعين هي نفسها الطبيبة التي أكدت قبل يوم واحد سلامة الجنين!".
وقال: "بعدها بقيت زوجتي في المستشفى من ذلك التاريخ حتى يوم الأربعاء 2 مارس/ آذار الجاري، إذ بدأوا معها الطلق الصناعي لإسقاط الجنين إلا انه لم يسقط، وحاولوا مرة أخرى في اليوم الثاني وكان الطلق يومها خفيفا، ونقلت إلى غرفة المخاض لتبقى فيها 25 ساعة فولدت الطفل ميتا، ولم يبد عليه تشوه أو تحلل يفيد أنه ميت منذ أسبوعين حتى قالت القابلات اللاتي باشرن الولادة إن مدة موت الطفل لا تتعدى ثلاثة أيام!".
وأكد الأب أن "المستشفى يرفض إعطاءه تقريرا عن حال ابنه قبل الولادة، لذلك رفض تسلم الجثة في البداية قبل تسلم التقرير لمدة 5 أيام"، مؤكدا أن "الطفل وإن مات فالحقيقة يجب ألا تموت حتى يصاب غيره بما أصيب به هو، ولكنه تسلم الجثة أمس بعد أن استشار أحد علماء الدين، وقال له إكرام الميت دفنه"
العدد 916 - الأربعاء 09 مارس 2005م الموافق 28 محرم 1426هـ