أحيا فلسطينيون أمس الذكرى التاسعة والعشرين ليوم الأرض ببرنامج وفعاليات شعبية مناهضة لسياسة الجدار العازل الذي تواصل "إسرائيل" بناءه في الضفة الغربية. وخرج عشرات الفلسطينيين في مدينة رام الله بالضفة الغربية في تظاهرة تحولت إلى صدامات بين المتظاهرين والجيش الإسرائيلي، أدت إلى إصابة عدد من الفلسطينيين بحالات إغماء. وفي سياق آخر، نقل السفير الإسرائيلي في إثيوبيا وهو في حال حرجة بعدما أطلق بنفسه رصاصة على رأسه، إلى "إسرائيل" أمس.وأفاد مصدر دبلوماسي - طالبا عدم كشف هويته - أن السفير دورون غروسمان "أطلق النار على رأسه داخل غرفته في فندق هيلتون حيث يقيم". وقال: "نعتقد انه حاول الانتحار". وكان من المفترض أن يغادر غروسمان "48 عاما" إثيوبيا الأسبوع الجاري للالتحاق بمنصبه الجديد في السفارة الإسرائيلية في جنوب إفريقيا.
الأراضي المحتلة - محمد أبوفياض
أحيا الفلسطينيون أمس ذكرى يوم الأرض الخالد، ونفوا أن يكون تم تهريب صواريخ "ستريلا" إلى غزة، في وقت صدقت فيه الحكومة الإسرائيلية على تعيين ثلاثة وزراء جدد، وبدأت "إسرائيل" في بناء مقطع جديد من جدار الفصل العنصري، وقررت الشرطة الإسرائيلية منع نشطاء اليمين المتطرف من دخول الحرم القدسي.
فقد أحيت الجماهير العربية والشعب الفلسطيني، الثلاثين من مارس/آذار، الذكرى الـ 29 لـيوم الأرض الخالد، الذي أعلنته الجماهير العربية في العام 1976 احتجاجا على مخطط مصادرة أراضيها في الجليل، فأغرقته السلطات الإسرائيلية بالدماء، إذ سقط وقتها خمسة شهداء من سخنين وعرابة وكفر كنا إضافة إلى شهيد سادس من مخيم نور شمس، قرب طولكرم، والذي استشهد في مدينة الطيبة في المثلث تأكيدا لتلاحم الدم الفلسطيني في معركة البقاء والصراع على الأرض.
وتخلل فعاليات الإحياء تنظيم مسيرات إلى بلدات الشهداء والنصب التذكارية لوضع أكاليل من الزهور، وبغرس الأشتال في القرى العربية غير المعترف بها وبتنظيم الكثير من المهرجانات.
كما أكدت الفصائل الفلسطينية أهمية هذا اليوم في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في أرضه إذ أعلنت حركة "حماس" أن استمرار قوات الاحتلال في مصادرة الأرض الفلسطينية، وبناء جدار الضم والفصل العنصري يعتبر إعلان حرب على الشعب الفلسطيني معتبرة أن استمرار الاستيطان يعمل على تفجير ونسف مناخ التهدئة الذي توافقت عليه الفصائل في إعلان القاهرة. وأشارت "حماس" إلى أنها تنظر بعين الريبة والقلق إلى التحالف الإسرائيلي والأميركي بشأن الخطط الاستيطانية، وجدار الضم والفصل العنصري، وتهويد القدس المحتلة، معتبرا ذلك سياسة مشتركة لفرض حقائق جديدة على الأرض، ورسم معالم ما يسمى "الحل النهائي"، وفرض سياسة الأمر الواقع على شعبنا الفلسطيني.
إلى ذلك، أكدت حركة الجهاد الإسلامي أن يوم الأرض من الأيام التي سجلت بأحرف من نور ومجد بالنسبة للشعب الفلسطيني وأن قلة الفعاليات لفصائل المقاومة، سببه التطورات والتغيرات الإقليمية والدولية التي جعلت الاهتمام ينصب على القضايا الطارئة وأن ذلك لا يعني أن الفلسطينيين أهملوا يوم الأرض.
وقال القيادي في الحركة الشيخ نافذ عزام إن يوم الأرض من الأيام التي سجلت بأحرف من نور ومجد بالنسبة للشعب الفلسطيني وإن الأرض تستمد قداستها من الحضارة ومن الأفراد الذين ساهموا في صنع هذه الحضارة، وأن الأرض بالنسبة للمقاومة الفلسطينية تعتبر كالصلاة والصيام. أضاف عزام أن يوم الأرض يأتي ليؤكد أن الشعب الفلسطيني مصمم على حماية الأرض والدفاع عنها بكل ما يملك.
كما جدد رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع في تصريح له تأكيد التزام القيادة الفلسطينية، بموقفها الثابت بالتمسك بالأرض، وعلى عدم شرعية الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، مؤكدا أيضا عدم اعتراف القيادة بأية شرعية لجدار الفصل العنصري. وإسرائيليا، سحب رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون أمس تشريح ثلاثة من حلفائه لمناصب وزارية عندما بات واضحا أن البرلمان لن يقر تعيينهم.
وكان من شأن تعيينهم أن يمنح شارون مزيدا من القوة في تنفيذ الانسحاب من قطاع غزة في وقت لاحق هذا العام بعد أن اقر البرلمان موازنة العام 2005 أمس الأول مزيلا آخر عقبة سياسية في طريق تنفيذ الخطة.
إلا أن نواب المعارضة الذين أيدوا الموازنة للمساعدة في التغلب على رفضها من جانب المتشددين من نواب حزب الليكود اليميني المعارضين للانسحاب رفضوا قبول مرشحيه للمناصب الوزارية.
وكانت الشرطة الإسرائيلية قررت منع نشطاء منظمة "رباباة" اليمينية المتطرفة من دخول الحرم القدسي في الأول من شهر أبريل/ نيسان العبري الذي يصادف في العاشر من أبريل بحسب التقويم الميلادي، خشية وقوع اشتباكات واندلاع مواجهات دامية في ضوء التهديدات اليمينية المتزايدة أخيرا، بتفجير مساجد الأقصى أو القيام بعملية إرهابية هناك، تستهدف تأجيج الأوضاع ومنع تنفيذ خطة الانفصال عن قطاع غزة. كما كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية النقاب أمس عن اتصالات سرية بين قيادة المستوطنين والجيش الإسرائيلي بهدف تنازل الطرفين عن السلاح أثناء تنفيذ إخلاء المستوطنات.
وميدانيا، نفى مدير عام الأمن الفلسطيني موسى عرفات اتهامات "إسرائيل" للفلسطينيين بتهريب صواريخ مضادة للطائرات من نوع "ستريلا" إلى القطاع عبر أنفاق من الأراضي المصرية، موضحا أن هذه الاتهامات عارية عن الصحة تماما، وأن "إسرائيل" تواصل من خلال تصريحاتها بهذا الشكل إيهام العالم بأن السلطة الفلسطينية تخرق الاتفاقات والتفاهمات المبرمة بين الطرفين لكن الحقيقة تقول عكس ذلك.
وكانت سلطات الاحتلال بدأت اليوم ببناء مقطع جديد من جدار الفصل العنصري، في منطقة الجنوب ويبلغ طول المقطع الجديد 43 كلم، ويمتد بين "شومرياه" و"متسفوت يهودا".
وذكرت المصادر الإسرائيلية أن طول مقاطع الجدار الذي انتهي من إقامتها حتى الآن، يبلغ 215 كلم من أصل مخطط يضم 764 كلم.
القدس المحتلة - الوسط
ذكر راديو "إسرائيل" أمس أن طائرة نقل أقلعت من الولايات المتحدة الأميركية في طريقها إلى "إسرائيل" الليلة قبل الماضية وعلى متنها مروحيتان هجوميتان من طراز اباتشى لونغ بو اشترتهما "إسرائيل" من الولايات المتحدة.
وقال الراديو إن هذه أول دفعة تتلقاها "إسرائيل" من هذه المروحيات الحديثة وانه سيتم تدشين السرب الجديد من مروحيات اباتشى لونغ بو في إحدى قواعد سلاح الجو الإسرائيلي بعد حوالي أسبوعين
العدد 937 - الأربعاء 30 مارس 2005م الموافق 19 صفر 1426هـ