خسر منتخبنا الوطني لكرة القدم مباراته المهمة أمام المنتخب الياباني بهدف من دون مقابل سجله لاعب منتخبنا محمد سالمين بالخطأ في مرماه بعد دربكة أمام مرمى الحارس علي حسن إثر ركلة حرة من على حافة المنطقة.
ولعبت المباراة في استاد سيتاما في طوكيو أمام أكثر من 65 ألف متفرج. وبهذه النتيجة تراجع المنتخب البحريني إلى المركز الثالث في ترتيب المجموعة برصيد "4 نقاط" خلف إيران المتصدرة برصيد 7 نقاط والتي فازت على كوريا الشمالية أمس 2/صفر واليابان صاحبة المركز الثاني برصيد 6 نقاط.
وتعرض مهاجم منتخبنا البديل دعيج ناصر لإعاقة واضحة داخل المنطقة بعد تسجيل اليابان لهدفها الوحيد في المباراة إلا أن الحكم لم يحتسب شيئا، كما أن المخرج الياباني تجنب إعادة اللقطة ما أثار استغراب المشاهدين للمباراة. وكان بإمكان منتخبنا الخروج بنقطة التعادل لو احتسب الحكم ركلة الجزاء الصحيحة التي سنحت لناصر.
وعلى رغم الهزيمة مازال المنتخب البحريني يحتفظ بحظوظه كاملة للتأهل إلى نهائيات كأس العالم المقرر إقامتها في ألمانيا العام .2006 وبمباريات الأمس اختتم الدور الأول من التصفيات بانتظار انطلاق الدور الثاني في شهر يونيو / حزيران المقبل.
وقدم منتخبنا الوطني في مباراة الأمس مباراة ممتازة من الناحية الدفاعية إذ لم يشكل اليابانيون أية خطورة حقيقية على المرمى البحريني باستثناء بعض الكرات الثابتة والركلات الركنية، إلا أن الأحمر البحريني كان ضعيفا من الناحية الهجومية، إذ لم تسجل له طوال المباراة إلا بعض الهجمات المعدودة والتي كان أخطرها الكرة التي تهيأت إلى حسين علي "بيليه" داخل المنطقة في الدقيقة 58 من المباراة فلعبها على الطائر بجنب القائم الأيسر للحارس الياباني. وتأثر المنتخب البحريني من الناحية الهجومية لغياب قائده وصانع ألعابه طلال يوسف نتيجة الإيقاف إلى جانب غياب لاعب الوسط محمود جلال للسبب نفسه. في الوقت الذي تغيب فيه هداف البطولة الأسيوية الأخيرة التي أقيمت في بكين العام 2004 علاء حبيل نتيجة الإصابة التي قد تبعده حتى نهاية التصفيات.
وتعرض حارس منتخبنا الوطني للكثير من الأخطاء من جانب اللاعبين اليابانيين من دون أن يحرك حكم المباراة ساكنا في الوقت الذي أشهر إنذاراته في وجه لاعبي المنتخب البحريني.
وقدم اليابانيون مباراة متوسطة من الناحية الفنية، إذ لم نشهد لهم أية هجمات خطرة أو كرات مرسومة على المرمى واعتمدوا بشكل رئيسي على الكرات الثابتة التي تمكنوا من إحداها من تسجيل الهدف الوحيد، كما اعتمدوا في بعض الفترات على التسديد من خارج المنطقة لفك طلاسم الدفاع البحريني، إلا أن الحارس المتألق علي حسن كان لجميع محاولاتهم بالمرصاد.
الشوط الأول
بدأ الشوط الأول من المباراة بشكل حذر من المنتخبين وانحصر معظم اللعب في منتصف الملعب مع أفضلية لليابانيين في السيطرة على الكرة وفي المناورة في منطقة الوسط، إلا أن الدفاع البحريني كان يقظا للمحاولات اليابانية واستطاع التصدي لهجمات نكاتا ورفاقه بشكل مثالي على رغم الدعم الجماهيري المنقطع النظير من جانب الجماهير اليابانية التي ناهزت 70 ألف متفرج. ولعب منتخبنا الوطني بطريقة 5/4/1 في الوقت الذي لعب فيه المنتخب الياباني بطريقة 3/5/2 بتواجد تاكاهارا وزوزوكي في الهجوم وناكاتا وناكامورا من خلفهما.
ومرت مرحلة جس النبض بسلام على المرمى البحريني، إذ انقضت 15 دقيقة الأولى من المباراة من دون خطورة حقيقية على المرميين.
واعتمد اليابانيون على الكرات الثابتة بعد انقضاء الربع ساعة الأولى من المباراة وخصوصا من خلال الكرات المتقنة التي ينفذها أفضل لاعب في البطولة الآسيوية الأخيرة في الصين الياباني ناكمورا لاعب ريجينا الإيطالي. وحصل اليابانيون على أكثر من خمس ركلات ركنية في المباراة منها 4 ركلات في الفترة من الدقيقة 17 إلى 27 من الشوط الأول، إذ شدد فيها اليابانيون الخناق على الدفاع البحريني من دون أن يتمكنوا من افتتاح التسجيل. وارتكب مدافعو منتخبنا الوطني أكثر من ثلاثة أخطاء على حافة منتخبنا شكلت بعض الخطورة على مرمى علي حسن.
بعدها تحول اليابانيون إلى التسديد من خارج المنطقة لفك الدفاع البحريني بعد أن عجزوا عن الاختراق، إذ سدد ناكاتا كرة تمكن حارسنا علي حسن من التصدي لها قبل أن يسدد كاجي كرة فوق المرمى. عموما تميز اللعب البحريني في هذا الشوط بانضباط كبير من الناحية الدفاعية، إلا أن الهجوم تأثر بسرعة فقدان الكرة في منتصف الملعب من جانب لاعبي الوسط. وانتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي بين الفريقين ومن دون أن يشهد أية كرة خطرة على المرميين في الوقت الذي أشهر فيه حكم المباراة بطاقاته الصفراء باتجاه لاعبي منتخبنا محمد سالمين وحسين بابا.
الشوط الثاني
ودخل اليابانيون من بداية الشوط الثاني بتحركات سريعة من أجل خطف هدف يريح أعصاب لاعبيه وجماهيره وحصلوا على ركلة ركنية من بداية الثواني الأولى للشوط تبعتها ركلة أخرى إلا أنها لم تفلح في خطف الهدف. وواصل اليابانيون هجماتهم ومن كرة على الجهة اليمنى تصل الكرة إلى أليكس على الجهة اليسرى يلعبها في المرمى، إلا أن الحارس علي حسن تصدى لها بصعوبة.
وسنحت أخطر الفرص في هذا الشوط لليابان في الدقيقة 57 عندما راوغ الياباني سوزوكي الدفاع البحريني وسدد من على حافة المنطقة فشل علي حسن في التصدي لها، إلا أنه تمكن من التصدي لمتابعة تاكاهارا قبل أن يشتت محمد سيدعدنان الكرة بعيدا عن المرمى.
ورد منتخبنا بكرته الأخطر في المباراة عندما قاد راشد الدوسري هجمة مرتدة ومرر الكرة إلى حسين سلمان الذي لعبها بدوره إلى حسين علي "بيليه" فسددها الأخير على الطائر بالقرب من القائم الأيسر.
وسنحت فرصة أخرى لليابان عندما تباطأ محمد حبيل في تشتيت الكرة فعكسها أليكس إلى المتمركز داخل المنطقة تاكاهارا إلى أن الأخير أطاح بالكرة فوق المرمى. وأتبعها تاكاهارا بكرة أخرى مرت بجوار القائم الأيسر لمرمى منتخبنا.
بعدها تحرك مدرب منتخبنا الألماني سيدكا وأجرى تغييرين بإخراج حسين سلمان وإدخال أحمد حسان لتحسين الهجوم، كما استبدل محمد حبيل بدعيج ناصر وغير مراكز اللاعبين، إذ وضع حسان في مكان حبيل في الوقت الذي لعب فيه دعيج ناصر في الهجوم إلى جانب حسين بيليه ولعب محمد سالمين في الجهة اليسرى من خط الوسط. بينما أجرى مدرب اليابان البرازيلي زيكو تغييرا واحدا بإدخال تامادا في الهجوم بدلا من زوزوكي.
وفي الدقيقة 71 حصل منتخبنا على أول ركلة ركنية له في المباراة إلا أن حارس اليابان تصدى لها.
بعدها بدقيقة نفذ لاعب اليابان المميز ناكامورا كرة ثابتة أحدثت دربكة أمام مرمى منتخبنا قبل أن تتهيأ الكرة أمام محمد سالمين الذي حاول تشتيتها إلا أنه لعبها بالخطأ في مرمانا مسجلا الهدف الوحيد في المباراة. ولو لم يسجل سالمين في مرمى منتخبنا لما تمكن اليابانيون من هز شباكنا بعد المستوى الهجومي الضعيف الذي ظهروا عليه وتفوق منتخبنا من الناحية الدفاعية.
وعقب هذا الهدف تحرك منتخبنا إلى الهجوم في الربع ساعة الأخيرة من المباراة وسنحت له فرصة خطرة عندما مرر بن سالمين الكرة إلى دعيج ناصر داخل المنطقة فتعرض الأخير لإعاقة واضحة من الدفاع الياباني لم يحتسب فيها حكم المباراة أي شيء في الوقت الذي رفض المخرج الياباني إعادتها ما أثار الكثير من الشكوك على صحتها، إذ إن الإعاقة بدت واضحة وحتى من زاوية واحدة.
وفي الدقيقة 88 من المباراة مرر عبدالله المرزوقي كرة على حافة المنطقة إلى دعيج ناصر الذي استدار وسدد مباشرة إلى المرمى إلا ان الحارس الياباني تمكن من التصدي لها.
وسنحت آخر الفرص لمنتخبنا عندما لعبت كرة منسقة من سلسلة تمريرات متقنة إلى أن وصلت الكرة إلى حسين بابا على الجهة اليمنى فعكسها داخل المنطقة تطاول لها دعيج ناصر برأسه إلى أن الحارس الياباني كان للكرة بالمرصاد مجددا لتنتهي المباراة بفوز اليابان بثلاث نقاط ثمينة أهلته للحصول على المركز الثاني في ترتيب المجموعة.
مثل منتخبنا في هذه المباراة: علي حسن، محمد السيدعدنان، عبدالله المرزوقي، محمد حسين، سلمان عيسى، محمد حبيل "دعيج ناصر"، راشد الدوسري، حسين بابا، محمد سالمين، حسين سلمان "أحمد حسان" وحسين علي "بيليه".
طالب رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة الشيخ فواز بن محمد آل خليفة الجماهير البحرينية بعدم القسوة على اللاعب الدولي البحريني محمد سالمين اثر تسجيله بالخطأ هدفا في مرمى منتخب بلاده هذا اليوم لصالح اليابان في المباراة التي انتهت بهدف يتيم للمنتخب الياباني ضمن تصفيات القارة الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2006 ما قد يسبب فقدان الجمهور البحريني لنجم رسم الابتسامة كثيرا على وجوه البحرينيين. وقال الشيخ فواز: "يجب أن تعرف الجماهير أن سالمين لعب الشوط الثاني بحذاء التدريب بعد أن استبدل حذاءه الأساسي الذي تلف في استراحة ما بين الشوطين، فكان بالتأكيد سيؤثر حذاؤه الاحتياطي على دقة تسديداته وتخليصاته للكرة". وعن مستوى المنتخب البحريني في مباراة اليوم قال الشيخ فواز: "إن أبناء البحرين قدموا صورة رائعة واستطاعوا إحراج المنتخب الياباني القوي في عقر داره وكادوا أن يظفروا بنقطة منه لولا مشيئة الله والخطأ الذي صدر من سالمين اثر الدربكة التي حدثت في الهجمة اليابانية التي جاء منها الهدف". وأكد الشيخ فواز أنهم لن يتسرعوا في أي قرار سواء ضد المدرب أو ضد اللاعبين مبديا رضاه في الوقت ذاته على المستوى العام للمنتخب البحريني الذي أكد أنه بهذا المستوى قادر على التأهل بإذن الله.
أبدى المدرب المؤقت لمنتخبنا الوطني لكرة القدم سيدكا ارتياحه ورضاه لما حققه مع المنتخب خلال فترة الإعارة التي دامت 11 يوما حصد خلالها المنتخب ثلاث نقاط بفوزه على كوريا الشمالية وكان بإمكانه تحقيق نتيجة أفضل أمام اليابان.
وقال سيدكا: "كانت المباراة صعبة أمام اليابان نظرا لأهميتها للمنتخبين واستطاع الفريق تنفيذ الخطة والمهمات التكتيكية المطلوبة وخصوصا في الشوط الأول وقيد فيه فعالية وخطورة اليابانيين واستمر ذلك في الشوط الثاني، وكان هناك نجاح وتنظيم في خطي الدفاع والوسط والهدف الياباني جاء بخطأ وهو أمر وارد، وكانت لدينا نية هجومية بدليل التبديلات بإشراك المهاجمين دعيج ناصر وأحمد حسان".
وعن مستقبله مع المنتخب البحريني بعد انتهاء فترة إعارته أمس تمنى سيدكا ان تتاح إليه الفرصة للاستمرار مع المنتخب الذي أمامه مرحلة مهمة في التصفيات الآسيوية للمونديال.
نزل رئيس المؤسسة العامة الشباب والرياضة الشيخ فواز بن محمد آل خليفة ورئيس الاتحاد الياباني لكرة القدم سوبارو كاراباجي لمصافحة لاعبي المنتخبين وطاقم التحكيم قبل المباراة.
على غير ما هو معتاد فقد قرأت فتاتان يابانيتان النشيد الملكي لمملكة البحرين والنشيد الياباني بدلا من عزفهما من قبل الفرقة الموسيقية التي لم تكن موجودة بأرض الملعب.
- نزل حراس المرمى للاحماء في الساعة 6,40 مساء وفي الساعة 6,45 مساء نزل منتخبنا للاحماء، 6,50 مساء نزل منتخب اليابان وحكام المباراة للاحماء أيضا. وقد حيت الجماهير اللاعبين والحكام واشتد التشجيع والهتاف باسم اليابان بعد نزول منتخب اليابان.
- مئات من المصورين كانوا موجودين بالمباراة.
- كان التنظيم أكثر من رائع وجميل والطقس باردا جدا...!
- كانت لوحة وطنية بحرينية جميلة باستاد ياتياما عندما رفرفت اعلام مملكة البحرين يحملها افراد رابطة مشجعي منتخبنا الوطني وافراد الجالية البحرينية في اليابان.
يعود إلى المملكة في حوالي الساعة التاسعة من مساء اليوم "الخميس" وفد منتخبنا الوطني لكرة القدم على متن طائرة الخليج القادمة من بانكوك برئاسة نائب رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم رئيس الوفد الشيخ علي بن خليفة بن أحمد آل خليفة بعد ختام رحلته الآسيوية التي شملت الصين وكوريا الشمالية واليابان وكان منتخبنا غادر طوكيو في الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم بتوقيت اليابان المحلي. وكان جو من الحزن الممزوج بالحسرة سيطر وفرض نفسه على أجواء منتخبنا الوطني ووجوه اللاعبين والإداريين بعد المباراة التي خسرها منتخبنا أمام منتخب اليابان يوم أمس في التصفيات المونديالية.
أشاد لاعب وسط منتخبنا الوطني محمود جلال الغائب عن لقاء اليابان بسبب الإيقاف، بالمستوى الذي قدمه لاعبو المنتخب في المباراة وروحهم العالية وقدرتهم على الصمود معظم فترات المباراة، وقال جلال: "كان بإمكان منتخبنا تحقيق نتيجة إيجابية وعلى أقل تقدير التعادل لولا الخطأ الذي جاء منه الهدف الياباني وهذا أمر وارد في كرة القدم".
وأكد أنه كان يتمنى المشاركة في لقاء اليابان لكن زملاءه اللاعبين أدوا الواجب ولم يقصر أي واحد منهم، وأثبت الفريق البحريني انه جاهز بجميع لاعبيه في القائمة، ولا يعتمد على لاعب معين بدليل ما حدث في لقاء الأمس بغياب أربعة عناصر أساسية.
وقال محمود جلال: "ان فرصة التأهل إلى كأس العالم مازالت متاحة لمنتخبنا الذي لديه ثلاث مباريات منها اثنتان على أرضه والفارق ضئيل مع الفريقين الياباني والإيراني ويجب النظر والتركيز في المباريات الثلاث المقبلة"
العدد 937 - الأربعاء 30 مارس 2005م الموافق 19 صفر 1426هـ