تفصلنا أيام قليلة عن شهر رمضان الكريم لهذا العام، لنستغل خلالها حلقتنا لهذا اليوم (الاثنين) من برنامج «مجهر تربوي» الذي يبث على «الوسط أون لاين» لنجول فيها بين عدد من الدول العربية والأجنبية ونعيش مع طلبتنا المغتربين من البحرينيين أجواء الاستعداد لشهر رمضان الكريم، والذين اختلفوا في التعبير واتفقوا على أن معنى شهر رمضان الكريم يكمن في أحضان الوطن والتفاف الأهل، فيما أشاروا إلى عزمهم إحياء مراسم هذا الشهر الدينية والروحانية والإنسانية والاجتماعية كالصلاة والدعاء والاستغفار والتجمع حول مائدة إفطار يعكفون على إعدادها بأنفسهم على أن يقضوا مساءهم بين أروقة أوكلاند والدوحة وأحياء القاهرة...

نبدأ جولتنا من دولة تقع في الجزء الجنوبي في المحيط الهادي والتي يصل فرق التوقيت بينها وبين مملكة البحرين إلى 10ساعات، وتحديداً إلى نيوزلندا... معنا الطالب نواف المسقطي:

نواف، ما هو إحساس شهر رمضان بعيداً عن التفاف الأهل وسفرة طعام المنزل وأجواء الوطن؟

- الوضع أقل ما يمكن وصفه بالصعب، نظراً لكوننا في بلد أجنبي فإن اليوم الدراسي كما هو لا يتغير، فضلاً عن أننا نتناول وجباتنا بلا تجمع عائلي ولا نحس فعلياً بأجواء رمضانية، وأستطيع أن أقول إن هذا الشهر يمر علينا كغيره من الشهور والفرق الوحيد أننا نتناول وجبتين عوضاً عن ثلاث.

كيف تستعدون إلى شهر رمضان، أنتم كطلبة مع بعضكم بعضاً؟

- لا نستعد على قدم وساق لشهر رمضان الكريم وكل ما نفعله هو محاولة التجمع في العطلة الأسبوعية وذلك لصعوبة التوفيق بين جداولنا أيام الدراسة، فلا استعدادات لنا تقريباً في الأيام العادية فيما عدا العطل الأسبوعية نلجأ أحياناً إلى طبخ ما نعرفه من وصفات شهر رمضان في محاولة لمعايشه أجواءه وإن كنا بعيدين عن الوطن والأهل.

كيف تستطيعون تحديد فترة الصيام والإفطار؟

- في نيوزلندا هناك اتحاد للجمعيات الإسلامية وهم المسئولون عن تحديد بداية الشهر الكريم وموعد الإفطار، فضلاً عن العيد ونعمد للصيام والإفطار بناءً على بياناتهم، وشخصياً أعتمد الحسابات الفلكية للصيام والإفطار.

نرجع قليلاً إلى الوراء إلى حياتك العادية في أحضان الوطن، هل كنت تخدم نفسك، تطبخ، وتعد طعامك، هل تغير الوضع بالنسبة لك كثيراً في الغربة في هذا الشهر؟

- هناك فرق كبير بين إحساس شهر رمضان في الوطن وبين الأهل وشهر رمضان بعيداً عن كل ذلك، ففي الوطن يختلف الوضع كثيراً، فالوالدة هي من تتكلف بعمل كل شيء، في الوقت الذي أضطر هنا في نيوزلندا كي أحس بجو شهر رمضان إلى الطبخ أو تنظيم التجمعات.

يقول البعض إن متعة شهر رمضان لا مثيل لها في مصر وأحياء مصر... فماذا تقول طالبات القاهرة، وكيف هي استعداداتهن لشهر رمضان الكريم؟

- أولاً أرحب بالجميع وأقول مبارك عليكم الشهر الكريم مقدماً وكل عام وأنتم بخير وينعاد علينا وعليكم بكل خير في البحرين إن شاء الله، ما يقال عن مساء القاهرة ورمضان القاهرة مجرد أحاديث، وبالنسبة لنا شهر رمضان هو الوطن البحرين والأهل هو التجمع على مائدة الفطور وفي المجالس الدينية والزيارات العائلية، ولكن هذا الأمر لا يمنع أننا عازمون على أن نستمتع بشهر رمضان الكريم من خلال النهوض مبكراً وقراءة القرآن وطبخ الأطعمة الخليجية وإعداد فطور بحريني، فضلاً عن عزمنا الخروج ليلاً لرؤية مساء القاهرة، على أن تكون أيام العيد في الوطن إن شاء الله.

ونختم جولتنا مع طالبات دولة قطر الشقيقة حيث العادات والتقاليد والأطباق والروح المشتركة، أنتن على بعد أقل من ساعة من موطنكن، تدرسن في دولة تكاد تتطابق فيها العادات والتقاليد وأنماط الحياة مع وطنكم الأم، بيد أن إحساسكم بشهر رمضان في الغربة لابد أن يكون مختلفاً فكيف تصفونه وتتهيأن له؟

- نحن ندرس في دولة عربية خليجية وتكاد تكون الإجازات متطابقة تقريباً، وهذا العام سنقضي أسبوعاً واحداً فقط من شهر رمضان في دولة قطر على أن نعود للوطن لقضاء عطلتنا الصيفية، ولكن من خلال تجاربي في السنوات الماضية نحن كبحرينيات نعيش أجواء شهر رمضان بتفاصيلها نجمع المال لشراء مستلزمات شهر رمضان ونتجمع ونعد فطورنا بأنفسنا، وما يساعدنا على الشعور بشهر رمضان هو تطابق العادات والتقاليد بين البحرين وقطر ولكن يبقى البعد عن الأهل والوطن جزءاً مؤثراً في إحساسنا بهذا الشهر الفضيل.