استمرت أمس (الإثنين) فرق الإطفاء تكافح النيران في غابات روسيا، والتي أودت حتى الآن بحياة 34 شخصاً على الأقل في غرب البلاد، إذ يتوقع أن تبقى درجات الحرارة مرتفعة بعد شهر شديد القيظ.

وأعلن رئيس المركز الوطني للأزمات في وزارة الحالات الطارئة، فلاديمير ستيبانوف، في تصريح نقله تلفزيون «روسيا-24» أن عدد الضحايا ارتفع إلى 34 قتيلاً بعد أن كان 30 أمس الأول. أما البؤر المشتعلة فيبلغ عددها حالياً 7 آلاف. ولكن السلطات الروسية تؤكد منذ الأحد أن الوضع يتحسن تدريجياً حتى وإن كانت الحرائق لا تزال تجتاح أكثر من 128 ألف هكتار في غرب البلاد، وخصوصاً في نيجني- نوفغورود على بعد 450 كلم شرق موسكو، وفي فورونيج على بعد 600 كلم جنوب شرق العاصمة.

وقال ستيبانوف أمس: «سجلنا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية اتجاهاً نحو تراجع عدد بؤر الحرائق»، مؤكداً أن رجال الإطفاء بمساندة العسكريين تمكنوا من «إنقاذ» 265 منطقة مأهولة بالسكان بإبعاد النيران عنها. ومنذ الأسبوع الماضي تسببت النيران في تدمير قرابة ألفي منزل بعد أن اجتاحت قرى بأكملها.

وغطت سحابة رمادية كثيفة من الدخان موسكو أمس بسبب حرائق الخث، أو النباتات المتفحمة، المتكدسة على عدة أمتار في المنطقة المحيطة بالعاصمة الروسية. وطلب نائب رئيس الوزراء، فيكتور زوبكوف من وزارة الحالات الطارئة ووزارة الدفاع منع المتنزهين من دخول الغابات وإشعال النار بهدف تفادي سقوط المزيد من الضحايا وإشعال المزيد من الحرائق بصورة عرضية.

ولم تعط السلطات الروسية أية معلومات أمس بشأن المساحات المشتعلة في غابات التايغا في أقصى شرق روسيا حيث كانت النيران تجتاح 100 ألف هكتار أمس الأول.

من جهتها، وجهت الصحف الروسية انتقادات إلى السلطات التي اتهمتها بأنها تأخرت في التحرك للتصدي للحرائق. واجتمع رئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين بعيد ظهر أمس مع حكام المناطق المتضررة لمناقشة جهود المكافحة بهدف تقليص الأضرار.

وفي حادث نادر من نوعه، صب قرويون غضبهم الجمعة على بوتين، الرجل القوي في البلاد، خلال زيارته لقرية اجتاحتها النيران في نيجني- نوفوغرود، كما أظهرت صور بثت على موقع «يوتيوب» على الإنترنت.

في هذه الأثناء، أعلن الرئيس الروسي، دميتري مدفيديف حال الطوارئ في 7 مناطق في روسيا بسبب حرائق الغابات، حسبما ذكرت وكالات الأنباء الروسية.