العدد 2892 - الجمعة 06 أغسطس 2010م الموافق 24 شعبان 1431هـ

ملف صحة المرأة والطفل ضحية الإعلام في قمة الاتحاد الإفريقي

طغت قضايا الساعة المتعلقة بالدول الافريقية من الصومال الى السودان على مسألة «صحة الام والطفل»، الموضوع الاساسي لقمة الاتحاد الافريقي في كمبالا في التغطية الاعلامية، ما خيب امل المنظمات الانسانية التي تؤكد ان نقص الرعاية والعلاج يسبب وفيات اكثر من الرصاص.

وقال مسئول منظمة «سيف ذا تشيلدرن» في افريقيا شيكيزي انيانوو ان «هجمات 11 يوليو/ تموز التي ادت الى مقتل76 شخصا في كمبالا (...) جعلت الملف الامني يحظى بالاولوية في جدول اعمال الاتحاد الافريقي».

وتابع «لكن على رؤساء الدول الا ينسوا الضحايا الافارقة الاخرين في الاسبوعين الفائتين، وهم 170 الف طفل و10 الاف ام كان يمكن تجنب وفاتهم». ورحبت المنظمات الانسانية والامم المتحدة في البدء باختيار الاتحاد الافريقي كموضوع رسمي واحد من اخطر ملفات الصحة العامة في القارة.

لكنها لاحقا ابدت خيبة املها عندما استحوذت اعتداءات كمبالا التي تبناها الاسلاميون الصوماليون على الاهتمام منذ افتتاح القمة الاحد، الى جانب اضافة تهمة الابادة الى مذكرة التوقيف الدولية الصادرة بحق الرئيس السوداني عمر البشير.

وعندما خصص رؤساء دول الاتحاد الاوروبي جلسة بعد ظهر الاحد لمناقشة صحة الام والطفل لم تلق اعمالهم اهتماما من الصحافيين الذين يجهد المسئولون الاعلاميون للجمعيات الاهلية في توعيتهم باهميتها وهي محاولات يائسة احيانا.

وقالت المسئولة الاعلامية في «سيف ذا تشيلدرن» تانيا واينبرغ لوكالة فرانس برس ان «احد الصحافيين قال لي انني ساجذب المزيد من الاهتمام ان وضعت الصومال في مطلع بياني الصحافي». وقالت واينبرغ التي وفدت من واشنطن للمشاركة في القمة «اتطلع الى اليوم الذي ستشكل فيه وفاة ملايين الاطفال عنوانا رئيسيا في الصحف». كذلك فان الزعيم الليبي معمر القذافي الذي غالبا ما يثير موضوعات تجذب الكاميرات والميكروفونات في قمم الاتحاد الافريقي، لم يتوان عن انتقاد موضوع القمة.

وقال القذافي في كلمة افتتاح قمة دول الساحل والصحراء (سين-صاد) الخميس «اما موضوع القمة الرئيس الذي هو الطفولة او الاطفال الرضع، فهذا نحن لن نناقشه لاننا لسنا اليونيسف... هذا اختصاص اليونيسيف».

غير ان نصف وفيات الامهات والاطفال في العالم تحدث في افريقيا التي لا تضم اكثر من 12 % من عدد سكان العالم. ويمكن تجنب الاغلبية العظمى لهذه الوفيات التي تبلغ4,5 ملايين طفل و265 الف ام سنويا عبر حد ادنى من العناية الطبية في اثناء الولادة والاشهر التي تليها.

لكن عندما يجتمع قادة الكوكب في سبتمبر/ ايلول في نيويورك لمراجعة ما تحقق من المشروع الطموح لتقليص الفقر الشامل مع حلول العام 2015 (استنادا الى «اهداف الالفية من اجل التنمية») فلن يسعهم الا ملاحظة مدى بطء الانجازات في ملف صحة الام والطفل مقارنة بالملفات الاخرى.

ويمكن لاربع دول افريقية فحسب ان تنجز هدف تقليص وفيات الاطفال الى ثلثها قبل العام 2015 مقارنة بالتسعينيات. لكن لن تتمكن اي دولة من تقليص وفيات الامهات الى ربعها مع حلول العام نفسه كما هو مقرر، بحسب المنظمات غير الحكومية.

العدد 2892 - الجمعة 06 أغسطس 2010م الموافق 24 شعبان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً