تصاعدت الخلافات بين رئيس جمعية الأطباء علي العرادي ونائبه عبدالخالق العريبي "حلفاء الأمس" إلى درجة صار خيار حل مجلس الإدارة هو السائد في نقاشات البحث عن مخرج لإنهاء المشكلات، في حين اتهمت مصادر مقربة من الجمعية مسئولين في وزارة الصحة بالوقوف خلف ما وصفوه "تأجيج الخلاف" بين الطرفين. وأرجعت المصادر التي رفضت الكشف عن اسمها لـ "الوسط" أسباب الخلاف إلى طبيعة الشخصيتين القياديتين، ففي الوقت الذي يتهم فيه رئيس الجمعية نائبه بعدم الفاعلية والتهرب من ممارسة النشاط المناسب بموقعه، يتهم الثاني رئيس الجمعية باتخاذ قرارات فردية من دون العودة لمجلس الادارة. أحد الأطباء الذين شاركوا في الانتخابات الأخيرة حمل - في حديث إلى "الوسط" ابتعاد الإدارة الحالية عن أداء واجباتها أزاء أعضاء الهيئة العامة مسئولية المشكلات التي تعاني منها الجمعية حاليا. وذكر ان الإدارة الحالية تأثرت بالجمعيات السياسية بدلا من التركيز على دورها المهني في مساعدة الأطباء للتغلب على مشكلاتهم وممارسة واجبهم الإنساني بالشكل الصحيح.
العرادي والعريبي يقودان جمعية الأطباء نحو حل مجلس إدارتها
الوسط - محرر الشئون المحلية
توقعت مصادر مقربة من جمعية الأطباء أن يؤدي الخلاف القائم بين رئيس الجمعية علي العرادي ونائب الرئيس عبدالخالق العريبي إلى حل مجلس الإدارة بعد أن أصبح عمل الجمعية مشلولا بالكامل بسبب الخلافات بينهما.
وأرجعت المصادر الخلافات إلى الشخصية المختلفة لكل واحد منهما، فبينما يتهم رئيس الجمعية "بالتصرف الفردي في القرارات"، هناك اتهامات لنائب الرئيس بأنه "غير فعال" ولا يمارس نشاطا متناسبا مع منصبه.
وكانت الانتخابات التي جرت قبل عام قامت على تحالف بين العرادي والعريبي، وتمكنا من جمع أكبر عدد من الأصوات عن طريق ضم فئة الأطباء المقيمين لأول مرة في تحالفات الانتخابات للجمعية. وحقق العرادي فوزا كبيرا بفضل هذا التحالف، وكان العرادي وعد الأطباء بتحسين أوضاعهم المعيشية والعمل على تحقيق أفضل صيغة لكادر الأطباء والصعود بتمثيل الأطباء مهنيا في مختلف المجالات. غير أن ما تحقق أقل بكثير مما كانت تأمله فئة الأطباء التي صوتت للعرادي.
والوضع لا يختلف كثيرا بالنسبة إلى نائب الرئيس الذي "توارى" عن الأنظار واختفى دوره بحجة عدم إعطائه الفرصة وعدم الالتزام بلوائح الجمعية المتعلقة "بالروابط الطبية" وغيرها من الموضوعات التي لم تتحرك إيجابيا منذ انتخاب مجلس الإدارة الأخير.
ولم تستبعد المصادر أن يكون هناك دور لبعض مسئولي وزارة الصحة في "تأجيج الخلاف" بين الرئيس ونائبه، وخصوصا ان الفترة الحالية، منذ تسلم وزيرة الصحة ندى حفاظ الوزارة، تتسم "بظهور مراكز قوى" وزعت النفوذ بينها في الإدارات المختلفة التابعة إلى وزارة الصحة.
وأكدت المصادر لـ "الوسط" أن تصريح الوزيرة بأنها مسئولة عن الاستراتيجية الشاملة للصحة في البلاد لن يحقق شيئا في ظل الأوضاع الحالية التي تفتقد التجانس والتعاون بين مختلف المستويات الإدارية في وزارة الصحة، وهذا ما انعكس سلبا على النهج القيادي لشئون الصحة عموما.
من جانب آخر، قال أحد الأطباء الذين شاركوا في الانتخابات الأخيرة: "لقد شعرنا بفشل الإدارة منذ بدايتها لأنها كانت متأثرة جدا بالجمعيات السياسية والأجندة التابعة إلى هذه الجمعية وتلك بدلا من التركيز على الجانب المهني الذي تمثله جمعية الأطباء".
هذا، وبدأت فعلا تحالفات جديدة استعدادا لتكوين مجلس إدارة جديد في حال اتخاذ قرار بحل المجلس الحالي وإعادة الانتخاب"
العدد 959 - الخميس 21 أبريل 2005م الموافق 12 ربيع الاول 1426هـ