أكدت مديرة إدارة الطفولة وأنشطة الفتيات بالمؤسسة العامة للشباب والرياضة أمل سلمان الدوسري أنه سيتم إقرار المسودة الثانية للاستراتيجية الوطنية للشباب خلال الأسبوع المقبل، إذ سيتم تسليمها إلى رئيس المؤسسة العامة الشيخ فواز بن محمد بن خليفة آل خليفة في احتفال كبير يقام يوم الأربعاء المقبل ليقوم برفعها إلى القيادة السياسية في البلاد لاحقا تمهيدا لإقرارها وفق الأطر الدستورية والتشريعية المعمول بها في المملكة.
جاء ذلك في تصريح لها لـ "الوسط" على هامش انعقاد مؤتمر الشباب لمناقشة المسودة الثانية للاستراتيجية والذي أقيمت فعالياته أمس بقاعة الاجتماعات في استاد البحرين الوطني بحضور عدد كبير من الشباب وممثلي التنظيمات الشبابية المختلفة، وعدد من الخبراء والمسئولين في المشروع الذي تنفذه المؤسسة العامة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وتضمن برنامج المؤتمر ثلاثة محاور، تم خلال الأول عرض ومناقشة مسودة الاستراتيجية التي تتكون من 48 صفحة، إذ شهد المحور مناقشات طويلة بين الحضور والقائمين على المشروع، وتم تعديل الكثير من النصوص والعبارات، كما طرحت الكثير من الأفكار والآراء بشأن تفاصيل المسودة الثانية للاستراتيجية. ومن أبرز القضايا التي أثارت جدلا واسعا بين الحضور، وخصوصا لدى ممثلي التنظيمات الشبابية مفهوم "المساواة بين الجنسين" الذي طالب عضو مركز البحرين الشبابي التابع لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية مطر إبراهيم باستبداله بمفهوم "العدالة بين الجنسين"، وبرر ذلك بوجود حقوق وواجبات مختلفة لكل من الرجال والنساء، وبالتالي لا يمكن الخلط بينها. كما أكد ممثلو المركز عدم معارضتهم لأن تكون وثيقة الاستراتيجية في تسع أوراق كما هي الحال بالنسبة إلى وثيقة استراتيجية الشباب بناميبيا، وطالبوا بأن تعرض الاستراتيجية السلبيات والمشكلات التي يواجهها الشباب وعدم الاكتفاء بتحديد الإيجابيات والتوصيات.
ولفت الحضور إلى طرح مجموعة من الشباب وممثلي التنظيمات الشبابية مسألة "القيم الإنسانية" وتأكيدهم ضرورة عدم نفي الآخر، وأثارت هذه القضية جدلا بين الحضور عندما تم التطرق إلى الخطاب الديني، إذ طالب البعض بضرورة تحديثه من دون المساس بالثوابت الدينية، فيما أشار ممثل جمعية التربية الإسلامية الطالب أحمد الحربان إلى عدم إمكان الإشارة إلى تحديث الخطاب الديني لأنه من مسئولية أهل الاختصاص والعلم، وبالتالي فإنه من المهم الربط بين تحديث الخطاب الديني من جهة، ومسئولية أهل الاختصاص من جهة أخرى. وقد أثار الحوار والجدل الذي دار بين الشباب إعجاب المسئولين عن المشروع. كما لفت الحضور الإعداد المسبق الذي قامت به مجموعة من التنظيمات الشبابية وهي: ملتقى الشباب البحريني، وجمعية الشبيبة البحرينية، ومنتدى العمل الشبابي، وقطاع الشباب والطلبة بجمعية المنبر الديمقراطي التقدمي والمركز الثقافي الشبابي واللجنة العليا للشباب بجمعية العمل الوطني الديمقراطي، وتحديد ناطق باسمهم وهو سيدأمجد لإبداء الملاحظات والآراء بشأن تفاصيل الاستراتيجية بعد عقد اجتماع مشترك حددوا فيه مرئياتهم وتصوراتهم بشأن الوثيقة الثانية للاستراتيجية.
أما المحور الثاني في الاستراتيجية فقد حمل عنوان "ماذا بعد إقرار الاستراتيجية الوطنية للشباب؟"، وناقش فيه الحضور الخطوات المستقبلية لما بعد إقرار الوثيقة النهائية. ومن أبرز التوصيات التي تضمنتها وثيقة الاستراتيجية ضرورة إنشاء هيئة وطنية منفصلة لنماء الشباب بصلاحيات وموارد ملائمة. كما اقترحت أيضا إنشاء لجنة وزارية لشئون الشباب تمكن جميع كبار المسئولين الذين يضطلعون بمسئوليات كبيرة في عملية إنماء الشباب من عقد لقاءات ميدانية للعمل على تطوير نهج متعدد القطاعات والمناحي، ولتشارك اللجنة في مراقبة عملية تنفيذ الاستراتيجية. وكذلك اقترحت الوثيقة إنشاء مجلس أو منتدى وطني للشباب يمكن جميع الجمعيات والمنظمات غير الحكومية العاملة في مجال نماء الشباب من الاجتماع لتبادل الآراء وطرح المقترحات ذات التركيز على الأنشطة ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك، بحيث يجري دعم هذه الهيئة من خلال حكومة البحرين باعتبارها شريكا في التنمية.
أيضا اقترحت الوثيقة تشكيل لجنة استشارية شبابية دائمة تعمل على تزويد الوكالة الوطنية لنماء الشباب بتغذية مرتجعة بشأن الاستراتيجية الوطنية للشباب من خلال حملة "عبر عن نفسك". أما بالنسبة إلى تمويل تنفيذ الاستراتيجية فقد اقترحت الوثيقة إنشاء صندوق وطني لنماء الشباب يدعم البرامج، والاستراتيجيات الشبابية المبتكرة، بحيث يتم إنشاء هذا الصندوق من خلال مساهمات حكومة البحرين، والقطاع الخاص، وسيجري الاحتفاظ بالمساهمات الأولية والمتواصلة كرأس مال للاستثمار، أما الفوائد فسيجري تخصيصها للبرامج الشبابية. وستشكل هذه الهيكلية موردا ماليا دائما في عملية نماء الشباب. هذا ومن المتوقع أن يتم تنفيذ الاستراتيجية بنصوصها الحالية طوال السنوات الخمس المقبلة، أي حتى العام ،2009 بحيث يتم تحديثها كل خمسة أعوام. وتطرق المحور الثالث في مؤتمر الأمس إلى المبادرات الشبابية الداعمة لمشروع الاستراتيجية، إذ تقدمت مجموعة من الشباب بمقترح لإنشاء التلفزيون الإلكتروني، وقدموا تفاصيله، وأهدافه، وخطة العمل المقترحة.
من ناحية أخرى أشار الخبير الوطني ورئيس محور الثقافة في مشروع الاستراتيجية الوطنية للشباب علي عبدالله خليفة في تصريح لـ "الوسط" إلى أن الفرق بين المسودة الأولى والمسودة الثانية لوثيقة الاستراتيجية، أن الأولى هي خلاصة عمل رؤساء الفرق والخبراء الوطنيين في المشروع، وتم التعديل عليها في ضوء لقاء جميع القائمين على المشروع وعدد من المؤسسات الحكومية المعنية بقضايا الشباب، أما الثانية فهي مسودة منقحة وقد أعدت للعرض على الشباب والتنظيمات الشبابية المختلفة لإبداء الآراء بشأنها تمهيدا لإعداد الوثيقة النهائية التي سيتم طرحها قريبا
العدد 959 - الخميس 21 أبريل 2005م الموافق 12 ربيع الاول 1426هـ
