أخلت القوات السورية أمس المقر العام لأجهزة استخباراتها في بلدة عنجر ولم يعد هناك أي عسكري سوري في المنطقة. وأشارت وكالات الأنباء إلى أن قائد الاستخبارات السورية في لبنان رستم غزالة عبر الحدود اللبنانية إلى دمشق. وكانت وكالة الإعلام الوطنية اللبنانية أكدت الليلة قبل الماضية أن القوات السورية أنهت أمس الأول المرحلة الأخيرة من انسحابها باستثناء عدد قليل من عناصرها بقوا للمشاركة في احتفال تكريم اليوم.
إلى ذلك، أعلن مصدر في بيروت أن فريق خبراء أممي سيبحث إتمام الانسحاب اليوم في دمشق، فيما سيصل بيروت غدا فريق آخر ليهيئ أرضية عمل لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. وعلى صعيد متصل، قدم المدير العام للأمن العام جميل السيد أمس استقالته، مشيرا إلى أن "قادة المؤسسات الأمنية يعينون عادة مع السياسة ويتغيرون مع تغييرها".
شالوم يطمع في التطبيع... وأوروبا تشترط استقالة لحود للمساعدة
قائد أمن لبنان يستقيل... وسورية تكمل انسحابها
بيروت - وكالات
قدم مدير الأمن العام اللبناني جميل السيد استقالته أمس إلى رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي، في وقت كان يفترض فيه المرور أولا بوزير الداخلية. وقال في خطابه "أتشرف بتقديم طلب إنهاء خدمتي وقبول الاستقالة وفقا للأصول القانونية النافذة والتفضل بعرضه على مقام مجلس الوزراء لإجراء اللازم".
وأضاف أنه كان صرح في وقت سابق بأن "قادة المؤسسات الأمنية يعينون عادة مع السياسة ويتغيرون مع تغييرها". إلى ذلك، أعلن وزير الداخلية حسن السبع انه يعتزم تعيين مديرين أصيلين للأمن العام والأمن الداخلي. وكان السبع وجه قبل يومين لوما إداريا للسيد بسبب خرقه لنظام التراتبية الإدارية.
ومن جانبه، أكد ميقاتي التزام حكومته في بيانها الوزاري - تمثل اليوم وغدا أمام مجلس النواب لمناقشته - إجراء الانتخابات البرلمانية والبت في وضع قادة الأجهزة الأمنية. وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة "المستقبل" أن مدير المخابرات ريمون عازار - المودع حاليا في إجازة إدارية - بدأ أمس الأول مهمة في فرنسا يحصل منها على تعويض مقداره مليون ليرة يوميا. فيما ذكرت صحيفة "اللواء" أن المغادرة جاءت عشية وصول طلائع لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال رفيق الحريري وقبل انتهاء إجازته.
وعلى صعيد متصل، سلمت القوات السورية الجيش اللبناني بلدة عنجر - المركز الرئيسي للمخابرات السورية - ومنعت الصحافيين ورجال الإعلام من دخول البلدة. وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية أن الانسحاب شارف على الاكتمال، مشيرة إلى أن مئات المركبات العسكرية السورية عبرت نقطة المصنع الحدودية إلى داخل سورية، ولم تتبق إلا قوة سورية رمزية ستشارك اليوم في حفل وداع يقام للقوات، إذ من المقرر أن يمنح الرئيس اللبناني اميل لحود أوسمة رفيعة لوزير الدفاع السوري وضباطه المساعدين.
وسيتزامن الحفل مع تقرير الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان أمام مجلس الأمن بشأن إتمام الانسحاب. في وقت أعلن مصدر في بيروت أن فريق خبراء أمميا سيبحث إتمام الانسحاب اليوم في دمشق التي يفترض أن تزوده بالتقارير والخرائط والوثائق الضرورية، مؤكدا أن فريقا آخر سيصل بيروت غدا ليهيئ أرضية عمل المحققين الدوليين.
إلى ذلك، أبدى وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم أمله في أن يؤدي الانسحاب السوري إلى تطبيع العلاقات بين لبنان و"إسرائيل"، نافيا وجود خلاف على الأراضي مع بيروت. وقال إن "لبنان يتحرر اليوم ومن الممكن وجود قوى وطنية أصيلة ترى أن مصلحتها العيش بسلام مع "إسرائيل"".
من جهة أخرى، ذكرت مصادر أوروبية مالية ومصادر الصناديق الدولية من واشنطن أن البحث جار بصورة جدية وحثيثة لعقد مؤتمر للدول المانحة كي يتم منح لبنان مبلغ ستة مليارات دولار لمساعدته في تسديد قسم من ديونه.
ونقلت صحيفة "الديار" عن تقرير رسمي صادر عن المؤسسات المالية الأوروبية أنه في ضوء فشل تجربة مؤتمر "باريس 2" ولأن لحود كان السبب في إفشال تنفيذ المؤتمر قدمت الصناديق الدولية تحفظا كبيرا بشأن منح المبلغ إلى لبنان مشترطة حصول تغيير جذري في الوضع السياسي على أن يبدأ الأمر بتغيير لحود
العدد 963 - الإثنين 25 أبريل 2005م الموافق 16 ربيع الاول 1426هـ