العدد 963 - الإثنين 25 أبريل 2005م الموافق 16 ربيع الاول 1426هـ

إدارة بوش تترقب تشكيلة الحكومة العراقية

يشهد العراق تحت الاحتلال أياما دموية لكن أبرزها تلك الهجمات المشبوهة التي تستهدف إثارة فتنة، لكن الصحف الأميركية ركزت على مسألتين الأولى تصاعد الهجمات على قوات الاحتلال الأميركية والثانية تتعلق بفشل القيادات العراقية التي فازت في الانتخابات في تشكيل حكومة بعد محاولات دامت ثلاثة أشهر ميزتها صراعات بين مختلف القوى بشأن "تقاسم" السلطة.

ففي الموضوع الأمني تضاربت التعليقات، ففي حين يؤكد أحد التقارير أن هجمات المقاومة لا تستهدف المدنيين بل جنود الاحتلال وان فئة مزعومة هي التي توقع الخسائر في صفوف العراقيين، أكد تقرير آخر أن القوات الأميركية باتت أكثر جهوزية لوقف الهجمات لأن هذه القوات تلقت إعادة تأهيل وتدريبات في واشنطن على مجسمات شبيهة بالمناطق العراقية، التي بحسب هذا التقرير تشهد استقرارا وأمنا أفضل من الشهور التي سبقت الانتخابات!

أما الجديد فهو دخول أهم أركان إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش على خط تشكيل الحكومة لإزالة العقبات من أمام ولادتها والبارز في هذا السياق القول إن الإدارة الأميركية لم تكن لتتدخل في مسألة تشكيل الحكومة لو لم يكن التأخير في الاتفاق بشأنها يترافق مع ارتفاع وتيرة العنف والذي يشكل تهديدا لما تبقى من الإنجازات التي تحققت بعد انتخابات 30 ديسمبر/ كانون الأول.

ولم تزل جرائم الاحتلال في سجن أبو غريب وخصوصا تثير انتباه الصحف إذ كشفت "واشنطن بوست" أن المحقق العام في الجيش الأميركي برأ الضباط من الاتهامات الموجهة إليهم في ارتكاب انتهاكات بحق المعتقلين في السجون الأميركية في الخارج. غير أنها لاحظت أن الوحيدة التي جرمت في القضية هي جانيس كاربنسكي التي كانت مسئولة عن المعتقلات الأميركية في العراق وكانت تقود 800 عنصر في الشرطة العسكرية منذ أواخر العام 2003 مطلع العام .2004 ونقلت "واشنطن بوست" عن مصادر مقربة من التحقيق أن كاربنسكي قد تتلقى توبيخا إداريا بسبب التقصير! وأكد موقع "لفت هوك" "الأميركي المعارض لسياسات إدارة بوش" أن المقاومة لا تستهدف المدنيين. وأشار الموقع إلى أن التقرير الذي صدر في 22 ديسمبر 2004 عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الذي يرأسه أنطوني كوردسمان، أورد إحصاءات تؤكد أن الهجمات التي تستهدف المدنيين لا تشكل سوى 4,1 في المئة من مجمل الهجمات التي يشهدها العراق في حين أن العمليات ضد قوات التحالف تشكل 75 في المئة، واستغرب الموقع كيف أن الإعلام الأميركي والمسئولين لم يعيروا أي اهتمام على رغم أن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية له سمعة طيبة في الأوساط الأميركية.

وأشار الموقع إلى أن الأميركيين تجاهلوا الحقائق الواردة مستغلين حقيقة أن الخسائر في صفوف المدنيين أكبر بكثير من خسائر التحالف ما يعطي انطباعا مغلوطا بأن الهجمات التي تستهدف المدنيين أكثر بكثير من تلك التي تستهدف جنود الاحتلال. واعتبر ماكس بوت "عضو بارز في مجلس العلاقات الخارجية الأميركي" في "لوس أنجليس تايمز" أنه على رغم التطورات السيئة التي شهدها العراق هذا الأسبوع فإن الأمور قد تحسنت نوعا ما. وعزا ذلك إلى نجاح الانتخابات العراقية وتحسن كفاءة قوات الأمن من جهة وقدرة الجيش الأميركي على الاستفادة من أخطائه. وذلك على رغم أن معظم الجنود لم يخضعوا لتدريبات في مجال إعادة الإعمار وعمليات مكافحة التمرد.

وأشار المعلق الأميركي في هذا السياق إلى أن الجنود الأميركيين اكتشفوا أنهم كلما أدخلوا تحسينات على الخدمات البلدية في بغداد، انخفض تعاون المواطنين هناك مع "المتمردين". لافتا إلى انه بفضل جهود الجنود في هذا المجال أصبحت بغداد أكثر أمنا. من جهة أخرى لفت المعلق إلى أن أكبر درس تعلمته القوات الأميركية هو الحاجة إلى حماية المواكب من الكمائن وخصوصا أن معظمهم لم يخضعوا لتدريبات حية على كيفية حماية مواكبهم من الهجمات. لذلك باشر الجيش منذ خريف العام 2003 تدريب الجنود عبر دروس مصورة مخصصة لتفادي الهجمات والكمائن لا سيما تلك التي تستهدف الآليات المفتوحة مثل الشاحنات ودبابات الـ "هامفيز".

وكشف بوت، انه تم بناء قاعدة على مساحة 106 آلاف هكتار من الأراضي الحرجية في ولاية لويزيانا، مقسمة إلى 18 منطقة تمثل المقاطعات العراقية وتضم مساجد وشوارع تحمل أسماء عربية. وأضاف أن هذه القاعدة تضم أكثر من 1200 شخص من بينهم مئات العراقيين الأميركيين الذين يلعبون دور المدنيين، وعدد كبير من الجنود الذين يقومون بدور المتمردين. لافتا إلى أن الجيش الأميركي يجري مناورات عسكرية في هذه القاعدة لألوية الجيش التي تستعد للذهاب إلى العراق. وكشفت "نيويورك تايمز" في خبر افتتاحي استنادا إلى مسئولين عراقيين وأميركيين أن إدارة بوش، التي كانت قلقة من استمرار الأزمة السياسية في العراق والوضع الأمني المتدهور مع ارتفاع وتيرة الهجمات واستمرار ما تسميه "التمرد"، ضغطت في الأيام الأخيرة على الزعماء العراقيين من أجل إنهاء حال الجمود التي شابت عملية تشكيل الحكومة العراقية.

وأوضحت أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس ونائب الرئيس ديك تشيني أجريا شخصيا اتصالات بالزعماء الأكراد والشيعة في العراق وطالبوهم بوضع حد لخلافاتهم. ورأت أن الضغط من جانب البيت الأبيض على الزعماء العراقيين يشكل تغييرا كبيرا في مقاربة الإدارة الأميركية للقضايا السياسية في العراق والتي كانت تقضي بأن يشكل العراقيون حكومتهم من دون تدخل خارجي. غير أنها استدركت بأن الإدارة الأميركية لم تكن لتتدخل في مسألة تشكيل الحكومة لو لم يكن التأخير في الاتفاق يترافق مع ارتفاع وتيرة العنف في العراق والذي يشكل تهديدا على ما تبقى من الإنجازات السياسية والأمنية التي تحققت بعد انتخابات 30 يناير/ كانون الثاني.

وكشفت نقلا عن مسئول في وزارة الخارجية أن رايس، اتصلت شخصيا بالرئيس العراقي جلال الطالباني من أجل حثه على إتمام عملية تشكيل الحكومة في أقرب وقت ممكن. لافتة إلى أن رايس لم تتدخل في شكل الحكومة بل حثت على ضرورة تشكيلها فورا. وأشارت الصحيفة نقلا عن المسئول الأميركي نفسه إلى أن أحد نواب الرئيس العراقي الشيعي عادل عبد المهدي "وزير المال في الحكومة المنتهية ولايتها" التقى برايس وتشيني في البيت الأبيض إذ أبلغ بأن الإدارة الأميركية تريد رؤية الحكومة العراقية قريبا جدا

العدد 963 - الإثنين 25 أبريل 2005م الموافق 16 ربيع الاول 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً