القت الخلافات بين الاتحاد الأوروبي والدول المصدرة بشأن الرسوم الجمركية على السلع الزراعية بظلالها على محادثات تحرير التجارة العالمية أمس "الاربعاء" فيما اجتمع عدد من الوزراء لمحاولة انعاش مفاوضات جولة الدوحة المتعثرة.
وقال رئيس الوزراء السويدي جوران بيرسون عند وصوله لاجتماع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في باريس "لا يسعنا الفشل. غير أنني لا أتوقع أن يخطو اجتماع اليوم خطوات كبيرة الى الامام" ويأمل وزراء التجارة من الدول الغنية والفقيرة أن تحرز محادثاتهم على هامش الاجتماع تقدما قبل الموعد المحدد الذي حددته جولة الدوحة بعد ثلاثة أشهر فقط.
ويقول البنك الدولي ان جولة الدوحة التي تهدف لخفض الرسوم على التجارة العالمية يمكن ان تخلص نصف مليار نسمة من الفقر وتحفز النمو بضخ مليارات الدولارات في الاقتصاد العالمي.
وكان مقررا ان تختتم الجولة في 2004 غير انها تعثرت نتيجة خلافات بشأن الدعم والاسواق التي تحظى بحماية قديمة. والمحطة المهمة الآتية في هونغ كونغ في ديسمبر/ كانون الاول.
وفي العام الماضي تم التوصل لمسودة اتفاق حددت الخطوط العريضة لمواصلة العمل في مجالات من بينها التجارة الزراعية والرسوم الجمركية على المنتجات الصناعية غير أنه لم يتبق سوى ثلاثة أشهر أمام الدول الاعضاء في منظمة التجارة العالمية للاتفاق على بعض النقاط المهمة في طريقها الى هونغ كونغ.
ويعجز المفاوضون عن احراز تقدم بشأن كيفية خفض الدعم الذي تقدمه الدول الغنية للمنتجات الزراعية ومنح الدول الفقيرة المنتجة شروطا افضل وفتح الاسواق في جميع انحاء العالم أمام سلع وخدمات مثل الاتصالات والسياحة.
وثار خلاف يوم الثلثاء بشأن قضية يعجز المفاوضون في منظمة التجارة العالمية عن حلها منذ شهور وهي معادلة حساب الرسوم الجمركية على الواردات من السلع الزراعية.
وعلى رغم كونها مسألة فنية بحتة فإن قضية كيفية تحويل التعريفة التي يفرضها المستوردون بالدولار او بعض العملات الأخرى على كل طن الى نسبة لتكون نقطة بداية لخفض الرسوم يمكن ان تمثل فرقا كبيرا للمصدرين.
وقال دبلوماسيون ان الاقتراح الذي تقدم به الاتحاد الأوروبي الذي يضم 25 دولة رفض أمس الاول خلال اجتماع مع وزراء من الولايات المتحدة واستراليا والبرازيل والهند.
وابدت استراليا والبرازيل اشد معارضة اذ تبدي الأخيرة حرصا على خفض كبير للرسوم على صادراتها من الدواجن واللحوم والرز وهي منتجات حساسة في الاسواق الزراعية التي تحظى بحماية قديمة في اوروبا.
والتقت الاطراف الخمسة مرة اخرى لفترة وجيزة أمس "الاربعاء" لحل الحلافات قبل الاجتماع الوزاري الموسع.
وقال متحدث باسم مفوضية الاتحاد الاوروبي عقب الاجتماع "العمل مستمر في جو ايجابي". وقال دبلوماسيون ان الاتحاد الاوروبي تقدم باقتراح جديد قوبل بمقاومة اقل ما يلمح الى تضييق هوة الخلاف.
ورفضوا ما جاء في تقرير صحافي ذكر ان الاتحاد الاوروبي يتخذ موقفا متشددا في قضية حساب التعريفة الجمركية لقلقه بشأن تأثيرها على الرأي العام الفرنسي قبل الاستفتاء على دستور الاتحاد الاوروبي في التاسع والعشرين من الشهر الجاري.
وقال دبلوماسي من الاتحاد الاوروبي "يجب ان نرعى مصالح الجميع. لا ندافع عن منتجات بعينها بسبب الاستفتاء الفرنسي". وتبنت واشنطن موقفا وسطا في الخلاف وتحاول تقريب وجهات النظر بين الجانبين.
وقال الاتحاد الأوروبي ان قضية حساب التعريفة ربما لا تسوى اليوم غير ان ذلك ينبغي الا يؤخر محادثات بشأن قضايا شائكة اخرى وخصوصا بتجارة المنتجات الزراعية بما في ذلك خفض الدعم المحلي والالغاء التدريجي لدعم الصادرات.
ويضر عدم التوصل لاتفاق قبل يوليو/ تموز وهو الموعد الذي حددته جولة الدوحة بفرص صوغ اتفاق في مؤتمر هونغ كونغ في ديسمبر وهو في حد ذاته خطوة مهمة اذا كانت المفاوضات ستستكمل في العام 2006 كما هو مقرر
العدد 972 - الأربعاء 04 مايو 2005م الموافق 25 ربيع الاول 1426هـ