العدد 976 - الأحد 08 مايو 2005م الموافق 29 ربيع الاول 1426هـ

دراسة بلدية توصي بتشكيل لجنة وطنية لنشر ثقافة النظافة

أعلنها بلدي الوسطى بمناسبة اليوم البلدي

أوصت دراسة عن الوضع البيئي وعن النظافة في المحافظة الوسطى - أجراها اثنان من الأكاديميين في جامعة البحرين وهما: محمد الموسوي، وبتول أسيري بالتعاون مع مجلس بلدي المحافظة الوسطى - بتشكيل لجنة تكون مهمتها رسم استراتيجية وطنية لنشر ثقافة النظافة في البيت والمدرسة والسيارة والمسجد والمأتم والمتنزه العام والسواحل. وأعلن المجلس البلدي أمس الدراسة ونتائجها بمناسبة اليوم البلدي، وقال رئيس مجلس بلدي الوسطى إبراهيم حسين بهذه المناسبة: "تسير قافلة المجالس البلدية الخمسة متباينة في عطائها مختلفة في تقييمها، ولا توجد بعد رؤية لطبيعة الاختصاص والمفهوم وشموليتهما. ففي الوقت الذي تتبدى فيه روح التأفف والضجر في مجلس ما، ترى الانطلاقة والإصرار في مجلس آخر وربما التوتر والتردد في مجلس ثالث وهكذا هي مسيرة العمل البلدي يتضح بأبعاد مختلفة يفرزها واقع التداول والتعاطي مع الحدث البلدي ومستوى تجاوب واستجابة وقناعة المواطنين الذين هم أصل الحدث ومصدره".

ويقول الباحثان محمد الموسوي وبتول أسيري ان الهدف من الدراسة هو تعرف سلوك الجمهور بالمنطقة الوسطى تجاه كل ما يتعلق بالنظافة والبيئة. وتحديدا، تسعى هذه الدراسة إلى استقصاء آراء الجمهور لمعرفة سلوكهم فيما يأتي: التخلص من القمامة "في المنزل والسيارة وأثناء السير وعلى السواحل"، وضع الملصقات على الجدران، التخلص من مخلفات البناء، المحافظة على نظافة المرافق العامة، المحافظة على البيئة، تثقيف الأولاد فيما يتعلق بالنظافة والبيئة. واعتمدت الدراسة على عينة قوامها 739 شخصا من القاطنين في مختلف مناطق المحافظة الوسطى تم اختيارهم بشكل عشوائي. 70 في المئة من العينة كانوا من الذكور و30 في المئة من الإناث. وأما بالنسبة لفئة السن فقد كانت كما يأتي: 20 في المئة أقل من 20 سنة، 30 في المئة بين 20 و30 سنة، 26 في المئة بين 31 و40 سنة و24 في المئة أكثر من 40 سنة. نتائج هذه الدراسة ستساعد المجلس البلدي بالمنطقة الوسطى في رسم الاستراتيجيات المناسبة لتطوير خدماته البلدية وبث الوعي البيئي لدى الناس. وفيما يأتي موجز عن نتائج الدراسة:

أولا: فيما يخص التعامل مع القمامة

كيف يقوم الناس بتجميع قمامة منزلهم وإخراجها؟

تشير النتائج إلى أن 87 في المئة من الناس يقومون بتجميع وإخراج قمامة منازلهم بشكل يومي. المقلق في الأمر ان بعض العوائل لا تتخلص من قمامتها بالسرعة اللازمة ما يعني بقاءها في المنزل لعدة أيام ما يترتب عليه احتمال انتشار البعوض والذباب في البيت، إضافة إلى الروائح الكريهة التي ربما تنبعث من القمامة. الملاحظ من النتائج أن هناك ما نسبته 10 في المئة من البيوت تحتفظ بقمامتها ليومين. والأكثر سوءا من ذلك هو تلك العوائل التي تحتفظ بقمامتها في المنزل ولا تتخلص منها لثلاثة أيام أو أكثر، 3 في المئة من مجموع المشاركين في هذه الدراسة تنتمي إلى هذه الشريحة من الناس. وأما بالنسبة إلى الوسيلة التي يتم بها جمع القمامة، فتشير النتائج إلى أن أكثر العائلات "90 في المئة" تستخدم الأكياس الكبيرة المخصصة للقمامة والبعض منها يستخدم أكياسا صغيرة. إن هذا السلوك الحضاري في جمع القمامة في الأكياس الكبيرة المخصصة لها إنما هو نابع من السياسة المتبعة في مملكة البحرين والتي تكمن في إعطاء المواطنين الحق في المطالبة بأكياس القمامة كل شهر.

كيف يتخلص الناس من قمامة منزلهم؟

تشير النتائج إلى أن 44 في المئة من الناس يتخلصون من قمامتهم بوضعها في حاويات مخصصة للقمامة. ومن الملاحظ أن غالبية المنتمين إلى هذه الفئة "75 في المئة" هم من الذين ذكروا أن هناك حاويات قريبة من منازلهم. ومن ناحية أخرى نلاحظ أن هناك 42 في المئة من الناس يضعون قمامتهم عند المنزل من الخارج ليتم أخذها من قبل عمال النظافة بالبلدية. مما لا شك فيه ان هذه عادة غير حميدة وهي مضرة بالصحة العامة والبيئة. القمامة المتروكة خارج المنزل تكون معرضة للتلف إما بسبب الرياح أو بسبب القطط المنتشرة في أكثر مناطق البحرين. كل ذلك يؤدي إلى تناثر القمامة في الشارع مسببا تراكم الحشرات وانبعاث الروائح الكريهة. إن أحد الأسباب المؤدية إلى عدم وضع القمامة في الحاويات المخصصة لها هو بعد تلك الحاويات من بعض المنازل. ولكن السؤال المطروح هنا: هل ترغب جميع البيوت في وجود حاويات قريبة منها؟ تؤكد نتائج هذه الدراسة أن هناك الكثير من الناس "25 في المئة" لا يرغبون فعلا بوجود حاويات قريبة من أماكن سكنهم تجنبا لانتشار الحشرات وانبعاث الروائح الكريهة. وفي جانب آخر من النتائج نلاحظ أن هناك 20 في المئة ممن لا يضعون قمامتهم في الحاويات هم من الذين توجد حاويات قريبة من منازلهم. إذا السبب في مثل هذه الحالة يعود إلى تعود الشخص على وضع قمامته خارج منزله ما يعتبر عادة غير محبذة وغير حضارية ومسببة لعواقب بيئية وصحية وخيمة. هذه الشريحة من الناس بحاجة إلى ثقافة بيئية وتذكير مستمر لتغيير هذه العادة لديها.

متى يتخلص الناس من قمامة منزلهم؟

تدل النتائج على أن غالبية الناس "07 في المئة" تتخلص من قمامتها أثناء الليل ما يعتبر وقتا محبذا على أساس أن البلدية تجمع القمامة عادة في الصباح الباكر. ومن ناحية أخرى نلاحظ أن نسبة ملحوظة من الناس تتخلص من قمامتها في الصباح أو في فترة الظهيرة ما يؤدي إلى تراكم القمامة لفترة طويلة في الحاويات قبل تفريغها من عمال النظافة بالبلدية. المشكلة ان هناك نسبة غير قليلة "30 في المئة" من الذين يخرجون قمامتهم في الصباح أو في فترة الظهيرة هم من الذين يضعونها عادة عند باب المنزل من الخارج ما يجعلها أكثر تعرضا للتلف والتناثر.

كيف يتخلص الناس من مخلفات الأشجار والأثاث؟

إن مخلفات الأشجار والأثاث تكون في العادة كبيرة ولا يمكن وضعها في الحاويات المخصصة للقمامة. إذا ما هو سلوك الناس في التخلص منها؟ تشير النتائج المستحصلة إلى أن 60 في المئة من الناس يتخلصون من مخلفات الأشجار والأثاث بوضعها في أرض خالية خارج المنزل دون تنسيق مسبق مع البلدية ما يعني احتمال تراكمها لفترة طويلة مشوهة بذلك المظهر العام للمنطقة. والأكثر خطورة هو احتمال تحول هذا الحطام المتراكم إلى عش للقطط والفئران ما يؤثر سلبا على الحالة الصحية للناس. والملاحظ من النتائج أيضا، ان هناك نسبة ملحوظة "24 في المئة" من الناس يتصرفون تصرفا صحيحا مع هذا النوع من المخلفات إذ إنهم يتخلصون منها بترتيب مسبق مع البلدية ما يعني إزالتها من قبل البلدية في أسرع وقت ممكن.

كيف يتخلص الناس من القمامات الصغيرة؟

هذه من الأمور التي تحصل لكثير من الناس باستمرار سواء كانوا في حالة مشي أو في السيارة. الملاحظ من نتائج هذه الدراسة أن سلوك 44 في المئة من الناس تجاه هذا النوع من القمامة هو سلوك غير محبذ عندما يكونون في حالة مشي إذ إنهم يرمونها في الشارع ما يؤدي إلى تشويه المظهر العام للبلد. وأما في حالة ركوبهم السيارة فإن أكثر الناس أبدوا أنهم يحتفظون بالقمامة في أكياس مخصصة بالسيارة، وعند امتلائها يقومون بتفريغها في سلة المهملات. إضافة إلى ذلك، تشير نتائج الدراسة إلى أن 37 في المئة من المدخنين يتخلصون من بقايا سجائرهم برميها من السيارة إلى الشارع. وأما الذين يقومون بإطفاء بقايا سجائرهم في مطفأة السيارة ومن ثم تفريغ المطفأة في سلة المهملات فقد بلغت نسبتهم 48 في المئة.

كيف يتخلص الناس من قمامتهم أثناء وجودهم على السواحل؟

تفاوتت الردود فيما يتعلق بسلوك الناس تجاه تعاملهم مع القمامة أثناء وجودهم على السواحل. فقد ذكر 11 في المئة من الناس أنهم عادة يرمون القمامة في البحر لعدم وجود سلة للمهملات. هناك شريحة من الناس تعودت أن تحافظ على نظافة السواحل حتى مع عدم وجود سلة للمهملات، وهؤلاء الناس يحتفظون بالقمامة في كيس ومن ثم يرمونه في أقرب سلة مهملات. وفي الطرف النقيض نلاحظ أن هناك شريحة من الناس عودت نفسها على رمي القمامة في البحر أو تركها على السواحل مع وجود الكثير من السلال الخاصة بالمهملات. إن عادة رمي القمامة على الساحل أو في البحر مضرة بالبيئة ومسببة لتشويه منظر الشواطئ والسواحل.

كيف يتعامل الناس مع القمامة في المناسبات العامة؟

القصد من هذا السؤال هو تعرف سلوك الناس في التخلص من القمامة في المناسبات العامة مثل موسم عاشوراء، المهرجانات العامة، حفلات الزواج... الخ. أبدى 65 في المئة من الناس أنهم وأثناء مشاركتهم في مناسبة عامة فإنهم يسعون دائما إلى رمي القمامة في سلة المهملات. وهذه عادة حميدة. والملاحظ في هذا الخصوص أن أكثر الذين يرمون قمامتهم فوق الأرض، يفعلون ذلك أسوة بغيرهم من الناس. العديد من هؤلاء يبرر فعله بالقول إن القمامة تملأ المكان إذا لا جدوى من الحفاظ على نظافته.

كيف يرى الناس مستوى النظافة في مناطقهم؟

تشير النتائج إلى أن أكثر الناس غير راضين عن مستوى النظافة في مناطقهم ما يعني أن عمال النظافة في البلدية مقصرون في عملهم، ما يستدعي تدخل المسئولين لتدارك الموقف. وفيما يأتي نستعرض في الشكل رقم 1 آراء الناس في مستوى النظافة في مناطقهم. ولمقارنة النظافة بين المجمعات، اخترنا تلك التي شارك منها 15 فردا أو أكثر ضمن العينة المشاركة في هذه الدراسة. على هذا الأساس، نلاحظ أن آراء الناس في مستوى النظافة في مجمعاتهم تشير إلى أن المجمع 643 يأتي في المرتبة الأولى من حيث رضا أهل المنطقة عن النظافة فيها، بينما المجمع الذي جلب أقل نسبة من الردود الإيجابية هو المجمع .602

ثانيا: فيما يخص التعامل مع الملصقات

الملصقات تملأ الجدران وخصوصا أثناء المناسبات العامة. هل يعلم الناس أن وضع أي ملصق على جدار غير خاص به بحاجة إلى رخصة مسبقة من البلدية؟ البعض من الناس ربما لا يعي ذلك والبعض الآخر ربما يعلم ولكنه يتصرف خلاف ذلك خوفا من أن تمنعه البلدية أو تطالبه بدفع مبلغ من المال مقابل ذلك. نتائج هذه الدراسة تشير إلى أن مجموع الردود التي حصلنا عليها لهذا السؤال بلغ 128 شخصا، 29 في المئة منهم سبق وأن أقدموا على وضع بعض الملصقات على جدران ليست ملكا لهم. غالبية هؤلاء "71 في المئة" فعلوا ذلك من دون علم البلدية المعنية. إن هذه مشكلة تعاني منها حتى الدول المتقدمة، وعلى رغم وجود قوانين صارمة لمعاقبة المخالفين ترى الجدران في المرافق العامة والمباني الخاصة ومحطات القطار وصناديق الهاتف مليئة بالإعلانات غير المرخص لها.

ثالثا: فيما يخص التعامل مع مخلفات البناء

البناء أو الترميم ينتجان مخلفات "أنقاضا" لابد من التخلص منها. ما السلوك الذي يتبعه الناس للتخلص من مخلفات بنائهم؟ وجهنا هذا السؤال إلى أولئك الذين سبق أن مروا بهذا الأمر، أي الذين سبق وأن قاموا ببناء بيوتهم أو ترميمها. النتائج التي حصلنا عليها تدل على أن أكثر من 80 في المئة من الناس تتبع الأسلوب الصحيح في التخلص من مخلفات البناء. وهناك نسبة غير قليلة من الناس "في حدود 10 في المئة" تتبع الأسلوب الخاطئ والمخالف لقوانين البلدية، إذ إنهم يضعون المخلفات في أرض خالية قريبة من بيوتهم على أمل أن تأخذها البلدية في يوم ما. هل يفعل الناس ذلك جهلا منهم بالأنظمة الواجب اتباعها في مثل هذه الحالات أو أنهم على علم بما يجب فعله ولكنهم يخالفون. كلتا الحالتين بحاجة إلى وضع استراتيجية يتم من خلالها تثقيف الناس وإقناعهم بقبح وضرر وعدم قانونية هذا العمل، ومن ثم بث الوعي فيهم بالطرق الواجب اتباعها للتخلص من مخلفات البناء.

رابعا: فيما يخص التعامل مع المرافق العامة

تشير النتائج إلى أن أكثر الذين يترددون على المرافق العامة يقرأون لوحاتها الإرشادية. من ناحية أخرى، أبدى 13 في المئة من الناس أنهم لا يقرأون اللوحات الإرشادية الخاصة بالمرافق العامة. عدم قراءة اللوحة الإرشادية يؤدي إلى قيام بعض المترددين على المرافق بممارسة أعمال وتصرفات تعتبر مخالفة للأنظمة البلدية الخاصة بالمرافق العامة. ما يثير القلق بهذا الخصوص هو إبداء 18 في المئة من المشاركين أن الكثير من المرافق التي يترددون عليها لا توجد بها لوحات إرشادية. إن صح هذا القول، يعتبر ذلك تقصيرا من البلدية المعنية والذي يجب الالتفات إليه في أقرب وقت ممكن. الاحتمال الآخر هو أن تكون اللوحة الإرشادية فعلا موجودة ولكنها مثبتة في مكان غير بارز بحيث يصعب على المترددين على المرفق ملاحظتها. إذا على البلدية المعنية أن تعي أن كلا الأمرين، أي عدم وجود لوحة إرشادية أو وجودها في مكان غير بارز للمترددين، يؤديان إلى النتيجة نفسها ألا وهي عدم توصيل الإرشادات اللازمة إلى الجمهور الذي يتردد على المرافق العامة. لذلك على البلدية أن تتأكد من وجود لوحات إرشادية في مواقع بارزة من المرفق، وأن تكون الإرشادات واضحة وبأسلوب مفهوم وبلغات متعددة. وأما بالنسبة إلى الحمامات العمومية فإن أكثرها تفتقر إلى النظافة. جزء من السبب يعود إلى عدم اهتمام ولا مبالاة الناس بالمحافظة على نظافتها بينما الجزء الآخر من السبب ربما يعود إلى تقصير الجهات المسئولة في توفير منظفين دائمين يوجدون هناك وتكمن مسئوليتهم في نظافة الحمامات العامة كما هو الحال في المطار وبعض المجمعات التجارية. للتأكد من أداء المنظفين لمهماتهم بشكل مرض، يتطلب ذلك إشرافا دائما ودقيقا. الملاحظ من النتائج أن أكثر الناس يهتمون بالمحافظة على نظافة الحمامات العامة، وان هناك 17 في المئة من المترددين عليها ذكروا أنهم لا يحافظون على نظافتها مبررين ذلك بأن الحمامات غير نظيفة أساسا ولا يمكن المحافظة على نظافتها.

خامسا: فيما يخص المحافظة على البيئة

"من خلال أمور تتعلق بالسيارة"، لذلك فإن الذين شاركوا في الإجابة عن أسئلة هذا القسم هم من الذين يملكون السيارات والذين بلغ عددهم في هذه الدراسة 427 شخصا "62 في المئة من العينة".

كيف يتعامل الناس مع السيارات التي ينبعث منها دخان؟

انبعاث الدخان من السيارة مضر بالبيئة والصحة العامة. الكثير من الدول فيها قوانين تقتضي تغريم من يسوقون سيارات ينبعث منها الدخان. السلوك الصحيح في هذا الشأن هو أخذ السيارة إلى الكراج لتصليح الخلل فيها ومنع انبعاث الدخان منها. اتضح من نتائج هذه الدراسة أن 16 في المئة من المشاركين سبق وأن استخدموا سيارات ينبعث منها دخان ما يعني تعودهم وعدم مبالاتهم بالموضوع. البعض ممن يمارسون هذا السلوك الخاطئ يجهلون خطورة الموضوع، لذلك هم بحاجة إلى وعي وتثقيف تشترك فيه البلدية وإدارة المرور.

كيف يتخلص الناس من زيت السيارة المستنفد؟

31 في المئة من المشاركين في الدراسة ذكروا أنهم يقومون دائما أو أحيانا بتبديل زيت سياراتهم بأنفسهم، أي دون أخذها إلى الكراج. كيف يتخلص هؤلاء من الزيت المستنفد أي المراد التخلص منه؟ تشير النتائج إلى أن 18 في المئة من الناس يتخلصون من الزيت المستنفد بتفريغه على الأرض تحت السيارة، أي في الموقع نفسه الذي يتم فيه تبديل الزيت. ومن ناحية أخرى، تشير النتائج إلى أن 56 في المئة من الناس يقومون بتفريغ الزيت المستنفد في وعاء خاص ومن ثم يقومون بسكبه في أرض خالية. الأسلوب الصحيح للتخلص من الزيت المستنفد هو وضعه في وعاء ومن ثم أخذه إلى أقرب كراج إذ يتم جمعه في براميل كبيرة يتم التخلص منه ببيعه على شركات خاصة تقوم بشحنه إلى خارج البلد لتدويره وإعادة إنتاجه كزيت صالح للسيارات.

ما الطريقة التي يتبعها الناس في غسل سياراتهم؟

يفضل بعض الناس القيام بغسل سياراتهم عند البيت أو في الكراج الخاص بهم، سواء بأنفسهم أو من قبل عامل "مغسل السيارات". تشير نتائج هذه الدراسة إلى أن الكثير من الناس يفضلون أخذ سياراتهم إلى الكراجات المتخصصة في غسيل السيارات، وأما الذين يغسلون سياراتهم بأنفسهم أحيانا أو دائما فقد بلغت نسبتهم 76 في المئة من مجموع الفئة المشاركة في الدراسة. من بين أولئك الذين يفضلون غسل سياراتهم بأنفسهم، أبدى 30 في المئة منهم أنهم يستخدمون خرطوم الماء في غسل السيارة وأما 70 في المئة الباقية فإنهم يغسلون سياراتهم بواسطة إناء. استخدام خرطوم الماء سلوك خاطئ يؤدي إلى التبذير في استهلاك الماء. أولئك بحاجة إلى تثقيف ليغيروا من هذا السلوك، وإن لم ينفع التثقيف فإنهم بحاجة إلى تشريع يعاقبهم على فعلتهم هذه.

سادسا: فيما يخص إحساس الناس بالمسئولية تجاه البيئة والنظافة

هل يحث الناس أسرهم على المحافظة على البيئة والنظافة؟

إن مسئولية الوعي البيئي لا تقع على عاتق البلدية فقط بل هي مسئولية جميع أفراد المجتمع. إن مبدأ ثقافة المحافظة على البيئة والالتزام بالنظافة يجب أن يبدأ من البيت. الملاحظ من نتائج هذه الدراسة أن أكثر الناس يلتزمون بتحمل هذه المسئولية من خلال حث أفراد الأسرة وخصوصا الأولاد على المحافظة على البيئة والنظافة، كما هو موضح في الشكل رقم .2 والملاحظ من النتائج أيضا أن هناك نسبة قليلة من الناس "3 في المئة" لا تولي اهتماما بهذا الموضوع. إن فكرة بث الوعي البيئي في أفراد الأسرة بحاجة إلى برامج تثقيفية تشترك فيها أطراف عدة مثل وزارة البلديات ووزارة الإعلام ووزارة التربية والتعليم.

هل يبادر الناس إلى الإبلاغ عن المخاطر البيئية؟

إذا صادف ورأى أحد أفراد المجتمع خطرا بيئيا "مثل انبعاث غازات، ضوضاء، قمامة متراكمة، مخلفات السواحل... الخ" فما الذي يجب أن يعمله؟ إن المسئولية الاجتماعية تحتم على أفراد المجتمع أن يبادروا فورا إلى الإبلاغ عن الخطر البيئي؛ لكي تتم معالجته بأسرع وقت ممكن. تشير نتائج هذه الدراسة إلى أن الكثير من الناس "44 في المئة" لا يقومون بمسئوليتهم الاجتماعية تجاه الأخطار البيئية إما اعتقادا منهم بأن هذه الموضوعات لا تقع ضمن مسئولياتهم أو أنهم ليسوا على علم بالجهة التي يجب الاتصال بها.

هل يعلم الناس عن وجود خط طوارئ للإبلاغ عن المخاطر البيئية؟

توفر مملكة البحرين خطا ساخنا للإبلاغ عن المخاطر البيئية. العبرة ليست في وجود خط طوارئ بل فيما إذا كان الناس على علم به. بحسب نتائج هذه الدراسة، يتضح أن الغالبية "65 في المئة" من الناس ليسوا على علم بهذا الخط. هذه النتيجة تبعث إشارة مهمة إلى المسئولين عن ضرورة العمل على زيادة وعي الناس تجاه خط الطوارئ وتجاه ما يجب أن يقوموا به والجهة التي يتصلون بها في حال وجود خطر بيئي. توضح النتائج أن هناك علاقة طردية بين علم الناس بوجود خط الطوارئ وإبلاغهم الجهات المسئولة عن المخاطر البيئية.

التوصيات

من أجل نشر ثقافة النظافة ومن أجل بث الوعي البيئي لدى الناس نوصي بما يأتي:

1- تشكيل لجنة تكون مهمتها رسم استراتيجية وطنية لنشر ثقافة النظافة في البيت والمدرسة والسيارة والمسجد والمأتم والمتنزه العام والساحل وكل مكان يوجد فيه الإنسان.

2- على البلدية أن توفر حاويات بغطاء وبهذا يتحقق عدم تناثر القمامة وعدم عبث القطط فيها وعدم انبعاث الروائح الكريهة منها. إضافة إلى كل ذلك ستكون هذه الحاويات المقترحة أكثر تقبلا من الناس لكي تكون قريبة من بيوتهم، وهذا بحد ذاته سيشجعهم على أن يرموا القمامة فيها بدلا من تركها عند باب المنزل من الخارج.

3- تحديد يوم وطني للنظافة مرة واحدة كل شهر تكثف فيه المحاضرات البيئية والحملات الإعلامية في الصحف والمجلات والتلفزيون والراديو. بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، بإمكان المجالس البلدية أن تجند المئات من المتطوعين من طلبة المدارس ليقوموا بعمليات تنظيف في جميع مناطق البحرين إضافة إلى قيامهم بتوزيع منشورات وملصقات خاصة بهذا اليوم. في نهاية اليوم يعطى المتطوعون شهادات تسمى مثلا "شهادة المواطن الصالح" أو "شهادة خدمة المجتمع".

4- إجراء مسابقة دورية بين المجمعات بمعدل مرة كل 6 شهور تسمى مثلا مسابقة "أنظف مجمع". المجمعات الفائزة يجب أن يكرم ساكنوها بطريقة ما، مثلا: إعطاؤهم شهادات تقديرية أو مبالغ رمزية أو خصما خاصا لمدة 3 أشهر على فواتير الكهرباء أو إعفاؤهم من دفع رسوم البلدية لمدة 3 أشهر. هذه المسابقة ستخلق حالا من المنافسة في المجمعات وتجعل الأهالي أكثر اهتماما بالمحافظة على نظافة مناطقهم، والذي ربما يؤدي إلى بلورة الرقابة الذاتية لديهم.

5- معاملة الأجانب مثل المواطنين في إعطائهم أكياس القمامة. لكي نخلق بيئة نظيفة ونعود الناس على ثقافة النظافة، لا يمكن استثناء الأجانب من أية استراتيجية خاصة بالبيئة أو النظافة وذلك لأنهم يشكلون 38 في المئة من سكان البحرين "أي 269,000 نسمة" موزعين على مختلف مجمعات المملكة.

6- إيجاد آلية لتوزيع أكياس قمامة السيارات للذين يملكون السيارات.

7- على البلدية أن تنسق مع وزارة الأشغال لتبليط وتشجير شوارع وأزقة المدن والقرى وتشييد أرصفتها بالطوب المتشابك وبألوان زاهية مع توفير سلال خاصة للمهملات ذات ألوان زاهية وجذابة. كل ذلك سيجعل من الشوارع نظيفة ومرتبة ويؤدي إلى انبعاث الراحة في نفوس الناس عندما يعبرون في هذه الشوارع ويشجعهم على الالتزام بنظافتها. هذه هي الطبيعة البشرية، إذا كان المكان مفتقرا للنظافة فأكثر الناس لا يسعون إلى المحافظة على نظافته، وأما إذا كان المكان نظيفا ومرتبا فأكثر الناس ربما يلتزمون بعدم توسيخه.

8- على الحكومة أن تشرع قوانين صارمة للنظافة والبيئة. وجود هذه القوانين فقط ليس رادعا بل يجب تطبيقها وبصرامة ضد أولئك الذين يخالفونها. مثلا: من المجدي ربط رمي القمامة من السيارة بغرامة مالية، إضافة إلى سحب الرخصة لفترة مؤقتة في حال تكرار المخالفة.

9- بث إعلانات تطوعية، من قبل التلفزيون والصحف، بصورة مستمرة على مر السنة تحث الناس وتذكرهم على اتباع النظافة.

10- بإمكان إداراة المرور أن تلعب دورا بارزا في نشر ثقافة النظافة والمتعلقة بأمور خاصة بالسيارات مثل غسل السيارة بخرطوم الماء، التخلص من زيت السيارة المستنفذ بسكبه على الأرض أو سياقة سيارة يخرج من عادمها دخان. كل هذه الأساليب الخاطئة يمكن تقليلها إذا قامت إدارة المرور بتثقيف السواق الجدد عليها. عندما يذهب السائق الجديد "قبل أخذ الرخصة" لإدارة المرور لحضور المحاضرة المرورية، على الإدارة أن تضيف ما يخص ثقافة النظافة والمحافظة على البيئة ضمن برنامجها للسواق الجدد. على الإدارة أيضا أن تحثهم على السلوك البيئي السليم في استخدام السيارة وأن تذكرهم أيضا بالعقوبات المترتبة في حال مخالفة القوانين الموجودة.

11- بإمكان رجال الدين أن يلعبوا دورا بارزا في نشر ثقافة النظافة في المجتمع وذلك من خلال المنابر في المآتم والمساجد. على رجال الدين أن يبينوا للناس الصلة الوثيقة بين الالتزام الديني والتقيد بالنظافة والمحافظة على البيئة.

12- توفير العدد الكافي من الحاويات الكبيرة أثناء المناسبات العامة بحيث تكون هذه الحاويات موزعة توزيعا جيدا لكي يسهل على المشاركين في تلك المناسبات ملاحظتها والوصول إليها بسهولة. ومن الأفضل صحيا أن تكون جميع الحاويات مغطاة.

13- اهتمام المجالس البلدية بإجراء دراسات دورية في مناطقهم لكي يتسنى لهم التعرف على مستوى النظافة في تلك المناطق وعلى سلوك الناس في التعامل مع كل ما يخص النظافة والبيئة. نتائج هذه الدراسات ستساعد المجالس البلدية في رسم الاستراتيجيات المناسبة لنشر ثقافة النظافة وبث فكرة المحافظة على البيئة في المجتمع.

14- تثبيت لوحات إرشادية كبيرة وواضحة في مواقع بارزة في المرافق العامة وفي الحمامات العمومية. هذا ومن أجل التأكد من الوصول إلى جميع أفراد المجتمع البحريني من الأفضل تبيان الإرشادات باللغة العربية والإنجليزية والأردية.

15- توظيف عمال نظافة تكون مهمتهم الإشراف على نظافة الحمامات العمومية كما هو الحال في المطار والمجمعات التجارية، وبهذا نضمن النظافة الدائمة لتلك الحمامات والتي بالتأكيد ستشجع الناس على المحافظة على نظافتها.

16- توفير العدد الكافي من السلال الخاصة بالمهملات في المرافق العامة.

17- على المسئولين أن يعملوا على توعية الناس بخصوص رقم الطوارئ والجهات المختصة التي يجب الاتصال بها إذا صادف وأن شاهدوا خطرا بيئيا. بالإمكان ترويج ذلك في "يوم النظافة" المقترح من خلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة.

على وزارة البلديات والزراعة أن تقوم بتصميم حاويات خاصة ببعض أنواع القمامة التي يمكن تدويرها مثل الورق والزجاج وعلب الألمنيوم، ووضعها في أماكن بارزة في مختلف مناطق البحرين

العدد 976 - الأحد 08 مايو 2005م الموافق 29 ربيع الاول 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً